12 علامة تؤكد أن حبك حقيقي

5 دقائق
علامات الحب
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: أن ترى العالم بنظارات وردية، وتشعر بفراشات تتراقص في معدتك، بينما يتصبب جبينك ويداك عرقاً؛ هل تكفي علامات الحب لتحدد أنك واقع في الحب، أم أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك؟

في رواية الأخوة كرامازوف، قالت كاترينا لإيفان: "إنني أحبك ولا أدري ما السبب"، فأجابها إيفان: "أنتِ لا تحبينني؛ بل تحبين فكرة وجودي إلى جانبك". كم مرة كنت تعتقد أنك تحب شخصاً ما لكنك اكتشفت أنك مغرم باهتمامه بك فقط وليس أكثر؟ جميعنا قد وصل في مرحلة ما إلى النقطة التي يسأل فيها نفسه: هل أنا واقع في الحب أم أنها مجرد فوضى من المشاعر المتشابكة؟ هل هي مشاعر عميقة وحقيقية؟

في الواقع، ثمة بعض المشاعر التي يمكن الخلط بينها وبين الوقوع في الحب؛ إذ إن معرفة ما إذا كنت مغرماً حقاً أو أنه مجرد إعجاب عابر، أو أن ثمة سبباً آخر لانجذابك إلى هذا الشخص ليست بالأمر السهل. فكيف تعرف أنك واقع في الحب؟ إليك بعض العلامات التي قد تساعدك على تحديد مشاعرك.

ما هو الحب؟ العلم وراء ما نشعر به

هل حدث أن قابلت أحداً ثم بدأت بالتلعثم والتفوه بما هو غير منطقي أو محرج بالنسبة إليك؟ أو ربما تعثرت في أثناء محاولتك المغادرة، بينما أنت تتساءل في نفسك: "ماذا يحدث لي؟ هل هذا أنا؟" فتلقي باللوم على قلبك لاعتقادك بأنك قد وقعت في الحب؛ ولكن هل هذا صحيح؟

في الواقع، إن الدماغ هو المُلام الأول هنا لأنه يصيبك باضطراب التوازن. ووفقاً لعالمة الإنسان في جامعة روتجرز (Rutgers University)، الدكتورة هيلين فيشر (Helen Fisher)؛ يمكن تقسيم مشاعر التجاذب بين الجنسين إلى:

  • الشهوة.
  • الانجذاب.
  • التعلق.

حيث تطغى على كل مرحلة مجموعة خاصة من الهرمونات تكون هي المسؤولة عما يُصاب به الفرد خلالها.

اقرأ أيضاً: كيف تفرق بين الحب الحقيقي والحب العابر؟

الشهوة

الشهوة أو الحاجة إلى إشباع الرغبة الجنسية، هي نتيجة تطورية لحاجتنا إلى التكاثر وتمرير جيناتنا وديمومة الجنس البشري. يحدث خلالها أن تحفز منطقة ما تحت المهاد إفراز الهرمونات الجنسية؛ التستوستيرون من الخصيتين، والإستروجين من المبيضين؛ اللذَين يزيدان الرغبة الجنسية لدى الرجل والمرأة.

تعمل الإثارة الجنسية على إيقاف بعض مناطق الدماغ التي تنظم التفكير النقدي والوعي الذاتي والسلوك العقلاني؛ مثل قشرة الفص الجبهي، وهذا هو السبب في بعض التصرفات الخرقاء التي نمر بها في اللقاء الأول.

اقرأ أيضاً: ما الذي يدفعنا إلى الهروب من الحب؟

الانجذاب

قد ترتبط الشهوة بالانجذاب أو الافتتان؛ أي قد تشعر بالشهوة والانجذاب إلى شخص ما في آنٍ واحد، والعكس صحيح؛ أي يمكن لأحدهما أن يحدث دون الآخر.

وبشكل عام، تتطابق هذه المرحلة مع ما يحدث في المراحل الأولى للعلاقة ما بين الرجل والمرأة، وفيها تحدث استثارة مسار المكافأة في الدماغ بتأثير هرمون الدوبامين.

فعندما نمارس أشياء تُشعرنا بـ "الرضا" مثل رؤية الشريك أو قضاء الوقت والتفاهم معه، يطلق الوطاء ناقلَين عصبيَّين هما الدوبامين والهرمون المرتبط به، النورإبنفرين (النورأدرينالين)، بمستويات عالية. هذان الناقلان العصبيان هما المسؤولان عما نشعر به من دوار أو حيوية أو نشوة أو انخفاض في الشهية، أو حتى أرق خلال مرحلة الانجذاب.

للتأكد من ذلك؛ قامت فيشر بفحص دماغ بعض الأفراد الذين يشعرون بالانجذاب لأشخاص آخرين، بعد عرض صور من ينجذبون إليهم. بينت صور الرنين المغناطيسي (FMRI) اشتعال مراكز المكافأة الأساسية في الدماغ؛ مثل القيفة البطينية والنواة الذنبية، مقارنة بصورة أشخاص مشاعرهم محايدة مثل زملاء الدراسة القدامى.

اقرأ أيضاً: كيف تعرف إذا كنت قد وقعت في الحب فعلاً؟

التعلق

التعلق هو العامل المهيمن في العلاقات الطويلة الأمد، وعلى عكس النوعين السابقين من المشاعر، فإن التعلق ليس حكراً على الحب الرومانسي؛ بل قد يتوسط علاقة الصداقة أو العلاقة بين الوالدين والأطفال، وهو ما يُعرف بـ "الحب الأفلاطوني".

الهرمونان المسؤولان عن هذه المرحلة هما الأوكسيتوسن والفازويريسين، واللذان يُطلقان عن طريق منطقة ما تحت المهاد. حيث تشير إحدى المراجعات المنشورة في مجلة كارنت أوبينيون إن سيكايتري (Current Opinion in Psychiatry)، إلى أنه يمكن للأوكسيتوسين أن يؤثر في بعض السلوكات الاجتماعية؛ مثل:

  • الاسترخاء.
  • الثقة.
  • التعاطف.
  • ذكريات العلاقة الإيجابية.
  • التواصل ومعالجة إشارات الترابط.
  • الإخلاص.
  • الاستقرار النفسي العام.
  • تقليل مستويات التوتر والقلق والإجهاد.

اقرأ أيضاً: الحب والصداقة: عندما تختلط المشاعر

الحب المؤلم: الغيرة والتملُّك

يمنحنا الدوبامين الذي يسيطر على مسار المكافأة تجارب مميزة وشعوراً فريداً؛ ولكن ذلك فقط في الجرعات المعتدلة. يدفع بعض الحالات الوطاء إلى إفراز كميات عالية من الدوبامين؛ مثل الإدمان على المخدرات أو الكربوهيدرات.

على سبيل المثال؛ يحافظ الكوكايين على إشارات الدوبامين لفترة أطول بكثير من المعتاد. وبالمثل؛ ينتج من الجرعات المفرطة من الدوبامين في العلاقة العاطفية الاعتماد العاطفي غير الصحي على الشريك، فيحدث ما يمكن تشبيهه بإدمان إنسان على إنسان آخر. ولكن ما السبب النفسي الذي يدفع أحدهم إلى الغيرة على شريكه أو الرغبة في تملكه؟

بالنسبة إلى علماء النفس؛ ثمة سبب واحد لإحساس أحد الشريكين بعدم الأمان والرغبة في تملك الآخر؛ ألا وهو نكران الذات أو التخلي عنها (self-abandonment). يُقصد بالتخلي عن الذات عدم تحمل مسؤولية مشاعرك، وفقدان تقدير الذات، وتحمّل الشريك مسؤولية جعلك تشعر بالأمان والحب.

ولكن مهما حاول الطرف الآخر أن يمنحك الشعور بالأمان والحب بقضاء المزيد من الوقت معك، أو تقييد تحركاته ونشاطاته مع أي شخص آخر، فإنك لن تشعر بالأمان طالما أنك تحمّله مسؤولية قيمتك الذاتية؛ إذ تشعر دائماً بالتهديد وعدم الكفاءة.

اقرأ أيضاً: الحب والزواج: مَن يبني مَن؟

علامات الحب

قد لا تتمكن من تحديد أي مجموعة هرمونية تسيطر عليك؛ إلا أن الدراسة المنشورة في مجلة فرونتيرز إن سايكولوجي (Frontiers in Psychology) أشارت إلى أن بعض العلامات قد يساعدك على تمييز شعور الحب عن غيره؛ ومنها:

1. أن تكون على طبيعتك

في بداية العلاقة، نحاول إخفاء عيوبنا، ولا نظهر على حقيقتنا، أما إذا كنا نشعر بالحب الحقيقي، سنشعر بالراحة ونكون على سجيتنا بالقرب ممن نحب.

2. بذل المجهود أو التنازل

قد يحدث تصادم أو نزاعات مع الشريك؛ لكن عندما نكون واقعين في الحب نكون أكثر استعداداً لبذل مجهود لحل النزاعات.

3. فقدان اهتمامك بالآخرين

عندما نقع في الحب نركز طاقتنا واهتمامنا على من نحب، بينما نفقدهما مع الآخرين. بعبارة أخرى: الحب هو أن نرغب بقضاء الوقت مع من تحب.

4. الفضول لمعرفة اهتماماتهم

إذا كنت تحب شخصاً ما، تسبح مستعداً للتعرف إلى اهتماماته لمشاركتها معه، حتى وإن كنت لا تستمتع بها سابقاً.

5. الأولوية لاحتياجاتهم

عندما تفكر في شريكك على أنه أنت، وتمنح احتياجاته ورغباته الألوية، فهذه إشارة إلى وقوعك في الحب. لكن من المهم أن يبادلك الشيء نفسه؛ أي أن يسعى إلى تلبية احتياجاتك ورغباتك أيضاً.

اقرأ أيضاً: 5 إشارات تدلك إلى الحب الحقيقي

6. الشعور بالامتنان

عندما تشعر بالتقدير والامتنان للمبادرات الصغيرة التي يفعلها شريكك لك، فأنت في حالة حب.

7. الاستمتاع في الوقت أكثر من المتعة الجسدية

قد يكون الإعجاب في مرحلة البدايات مبنياً على أساس المظهر الخارجي فقط؛ إلا أن الحب الحقيقي يتطلب مشاعر أخرى تتعلق بتعميق اتصالك العاطفي معه، فهو الذي يدوم طويلاً.

8. سهولة الحديث

أكثر ما يميز الحب هو قدرتك على الاستماع إلى التفاصيل الصغيرة المتعلقة بمن تحب بأكملها. وفي المقابل، سترغب بمشاركته لحظاتك كلها والحديث معه مطولاً عن أي فكرة تمر في بالك مهما كانت عابرة.

9. الشعور بالفخر

عندما ترغب بالتباهي بإنجازات الشريك، وتشعر بالفرح والفخر بنجاحه، فأنت مغرم به.

10. التخطيط للمستقبل

عندما تكون واقعاً في الحب، فعلى الأرجح ستبني أحلامك ومخططاتك للمستقبل بحيث يكون محبوبك جزءاً منها.

11. التواصل البصري

أظهرت دراسة منشورة في مجلة سايكولوجيكال ساينس (Psychological Science)، أنه عندما تكون في حالة حب، لا يمكنك إغماض عينيك عن الشخص الذي تحبه، لأن النظر بعمق في أعين بعضكما بعضاً يمنحكما ترابطاً قوياً. في المقابل، قد يكتفي أولئك الذين يشعرون بالانجذاب الجسدي أو الافتتان بفحص الجسم وتقليل التواصل البصري.

12. عدم خشية النزاعات

إذا لم تعد تفكر في مشاعرك بعد خلاف بينكما، ولم تتزعزع مشاعرك في تلك اللحظات، فلا شك أنك تحب حقاً.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل الحب طلباً صعب المنال؟

في الختام، يمكن اختصار علامات الحب بقول جبران خليل جبران: "هناك نظرة تختصر الحياة، وصوت يختصر المسافة، وشخص يختصر الجميع". ولكن تذكّر، الحب الحقيقي هو شراكة طويلة الأمد؛ تحتاج الكثير من الثقة والتفاهم والوقت من قبل الطرفين لديمومتها، وجهداً من الطرفين كليهما للحفاظ عليه.

المحتوى محمي