هل مررت بموقف من قبل عانيت فيه من الآثار السلبية لانخفاض ثقتك بنفسك؟ حسناً معظمنا مر بهذه النوعية من المواقف، لكن الإشكال يحدث عندما لا نأخذ بعد ذلك أي رد فعل تجاه رفع ثقتنا بأنفسنا؛ فنحن دون الثقة بأنفسنا، وفقاً لأستاذ علم النفس بجامعة الملك عبد العزيز محمد سالم القرني، سنمضي في الحياة منحني الرؤوس نحاول تجنب الفشل والانتقاد والمخاطر. ويرى الاستشاري النفسي السعودي محمد اليوسف أن العلة النفسية الأكثر شيوعاً في المجتمع هي ضعف الثقة بالنفس ونقص تقدير الذات، وهذا يعود من وجهة نظره إلى الثقافة والتربية التي تعزز الشعور بالعار والخزي عند التعرض للفشل أو ارتكاب الخطأ.
محتويات المقال
ويشير اليوسف إلى أن الثقة بالنفس لا تُكتسب بين يوم وليلة أو بحضور عدة دورات، إنما هي رحلة نمو وتطور تبدأ بمواجهة النفس وأخطائها، والتعرف إلى أخطاء التربية والمشكلات المجتمعية، وحتى تتمكن من إتمام هذه الرحلة على خير نقدم لك في هذا المقال عادات يومية ستساعدك خلال الطريق.
1. لا تطلب الطمأنينة من الآخرين
هل تذكر ذلك الموقف الذي كنت خائفاً فيه إلى حد أنك طلبت ممن حولك طمأنتك أن الأمور تجري على ما يرام؟ غالباً لن يكون موقفاً واحداً إنما عدة مواقف وبالفعل ينجح من حولك في بث الطمأنينة داخل نفسك، لكن الإشكال يكمن في أنك ستستعين بهم في مواقف أخرى وبعضها لن يكون خطيراً؛ وهكذا ستقع في دائرة لا تنتهي من الاحتياج لمن حولك والظهور أمامهم بمظهر الشخص غير الواثق من نفسه، لذا يبدأ حل هذا الإشكال بتمرين دماغك على ألا يكون الشعور بالقلق أمراً خطيراً، وشيئاً فشيئاً ستجد أنك أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الحرجة في حياتك دون خوف أو قلق.
2. تعامل مع الأخطاء باعتبارها أمراً حتمياً
يشكو بعض الأشخاص من أن ارتكاب الخطأ يعد أمراً كارثياً بالنسبة لهم ربما يدفعهم إلى قضاء الكثير من الأيام والليالي يعضون أصابع الندم على ما فعلوا ويحاولون تجنب تكراره بدرجة زائدة عن الحد، لكن مهلاً؛ فهذا بالأساس يتعارض مع طبيعة بشرية راسخة وهي أننا سنتركب الأخطاء ما دمنا على قيد الحياة، لكن الفارق الجوهري هو أن نتعلم منها وننظر إليها باعتبارها دروساً ثمينة وليست عوائق كبيرة.
اقرأ أيضاً: رهاب النقص: عندما يعرقل الخوف من ارتكاب الأخطاء حياة الأشخاص
3. تجنب الكمالية
يمكن القول إن الأشخاص الواثقون من أنفسهم ليسوا كماليين؛ لأن الكماليين يميلون للاعتقاد بأن السبيل الوحيد ليكونوا مقبولين في محيطهم أن يلتزموا الكمال وهو أمر مستحيل، وعندما يفشلون في كماليتهم يشعرون بانخفاض تقدير الذات ويبدؤون محاولة جديدة للتحلي بالكمالية، لذا حتى تكون واثقاً من نفسك تقبّل أن الأمور لن تسير دوماً حسبما تريد ولا مانع من أن يتم رفضك من البعض وأن تخسر أحياناً، وعندما تحتضن نقصك البشري ستجد أن ثقتك بنفسك ارتفعت.
اقرأ أيضاً: حارب الكمالية بالرضا وتحرر من شقاء المُثل العليا
4. توقف عن محاولة السيطرة على الأمور الخارجة عن إرادتك
واحد من الفخاخ غير المرئية للكثيرين أنهم يظنون عندما يجتهدون في اتخاذ كافة الاحتياطات لمنع الأشياء السيئة من الحدوث فإنها لن تحدث، وهذه فكرة باطلة تشعرهم بالخوف والقلق وعدم اليقين باستمرار، وبالتالي يصبح من الصعب عليهم أن يثقوا في أنفسهم، وهنا تظهر أهمية أن تتعايش مع الأمور غير القابلة للتحكم بها وتتقبلها، ومن ناحية أخرى تجتهد في تحسين نفسك ضمن الدوائر القابلة للتحكم بها وهذا سيُكسبك ثقتك بنفسك.
اقرأ أيضاً: هل أنت مهووس بالسيطرة على كل شيء حولك؟ إليك الأسباب والعلاج
5. خذ قراراتك وفقاً لما يمليه عليك دماغك
من واقع تجاربي السيئة المتكررة في اتباع العاطفة أقول لك بثقة "لا تتبع قلبك"، بل ابدأ من دماغك ثم ألحق به عاطفتك، وسأضرب لك مثالاً توضيحياً: إذا رن جرس المنبه صباحاً في يوم بارد سيقول لك قلبك لا بأس من أن تنام ساعة إضافية فالدفء لا يُعوض، بينما يصارعك دماغك ويخبرك بأن عليك القيام فوراً حتى تنجز ما عليك من مهام، وهكذا ستجد أنك إذا اتبعت دماغك سترسخ فكرة مفادها أنك شخص يتصرف بناءً على ما ينفعه وذلك سيزيد ثقتك بنفسك، لذا حاول عدم الانسياق وراء مشاعرك مهما بدا لك أنها جذابة.
6. ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين
هل تقارن حسابك في إنستغرام بحسابات الأشخاص الآخرين؟ أو تقارن راتبك برواتب أقربائك؟ هذه الممارسات التي قد تظنها عابرة تزعزع ثقتك بنفسك، إذ إنك إذا شعرت بأنك أقل من بعض الأشخاص، وهذا أمر طبيعي جداً أن يحدث، ستشعر في الوقت نفسه بلوم ذاتك ما سيخفض معدل ثقتك بنفسك، والأفضل أن تركز على حياتك الخاصة وتمتنّ لما تمتلكه بدلاً من التركيز على تتبع حيوات الآخرين.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن يدمر المؤثرون حياتك؟ وماذا تفعل لتحد من ذلك؟
7. اعتنِ بذاتك من الداخل والخارج
تبدأ رحلة الاعتناء بذاتك من الداخل بأن تكون لطيفاً في معاملة نفسك عند ارتكاب الأخطاء أو التعرض للفشل، وتحاول قدر الإمكان التحلي بالمرونة العقلية التي تساعدك على تجاوز المواقف الصعبة بثقة، أيضاً عليك ممارسة الحديث الإيجابي مع نفسك حتى تصدر رسائل إلى عقلك الباطن بأن لديك إمكانية تنفيذ الأمور التي يظنها مستحيلة.
أما من ناحية العناية بالذات من الخارج فهناك العديد من المسارات لها: أولها محاولة الالتزام بنمط غذائي صحي يجعلك أكثر قوة ونشاطاً، إلى جانب ممارسة الرياضة التي ستزيد معدل رضاك عن جسمك وتشعرك بالثقة في نفسك، أيضاً لا تنسَ ممارسة التأمل لتوقف احتمالية سيطرة الأحاديث السلبية على دماغك، واهتم بأن تحصل على ما يكفيك من النوم الجيد الذي سيؤثر إيجاباً في عواطفك وتركيزك ما يساعدك على تنمية صفاتك الإيجابية.
8. أحط نفسك بأشخاص داعمين
هناك مثل عربي يقول: "من جاور السعيد يسعد"؛ لذا حاول أن تأخذ من وقتك اليوم مساحة للتفكير في تأثير دائرتك الاجتماعية المحيطة بك في سلوكياتك وأفكارك: هل يشحذون همتك ويدفعونك للأمام؟ أم يحبطونك ويقللون شأن قدراتك؟ وإذا وجدت بعض الأشخاص لهم تأثير سلبي فلا تتردد أن تبتعد عنهم وتحيط نفسك في يومك بالأشخاص الذين يحبونك ويتمنون لك الأفضل.