5 أسباب تدفعك إلى ممارسة فن طي الورق “الأوريغامي” يومياً

الأوريغامي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يُعدّ الأوريغامي نشاطاً فنياً علاجياً يسمح بالتعبير عن الذات والإبداع، ويمنح الأفراد فرصة مذهلة للتخفيف من ضغوط الحياة وتعزيز التركيز. تعرّف إلى باقي فوائد فن طي الورق “الأوريغامي”، وكيف يمكنك بدء ممارسته في هذا المقال.

يُعد الأوريغامي؛ وهو فن طي الورق، واحداً من الحلول الحديثة المدهشة للتحديّات المعاصرة في مجال الصحة النفسية والرفاهية العاطفية؛ إذ تقدّم هذه الممارسة البسيطة مجموعة من المنافع المعزّزة للصحة النفسية، بدءاً من تقليل التوتّر والقلق إلى تعزيز التركيز واليقظة الذهنية.

وتؤكّد أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس المصرية، سهير الغنيمي، إن العلاج بالفن بأشكاله جميعها، يساعد على تعزيز الشعور بالسعادة والرضا عن النفس، فهو مثل تدريب تأهيلي للفرد ليصبح أكثر تقبّلاً لمحيطه، ويمكن أن يخفّف القلق والأعراض الاكتئابية الخفيفة.

ما هو فن طي الورق أو الأوريغامي؟

الأوريغامي (Origami) كلمة مشتقة من الكلمات اليابانية: “أوري” بمعنى “طيّ”، و”غامي” بمعنى “الورق”، وهو فنّ طيّ ورقة واحدة مربعة الشكل وتحويلها إلى أشكال دون قطعٍ أو لصقٍ أو وضع أيّ علامات.

وقد ظهر هذا الشكل الفني قديماً في الصين واليابان في طقوس الجنائز والاحتفالات المختلفة، ثمّ تطوّر إلى نشاطٍ ترفيهي وشكل فنيٍّ تقليدي. بعد ذلك، انتقل إلى أوروبا؛ إذ تطوّر طيّ الورق من خلال طيّ المناديل التي انتشرت في القرن الـ 17.

وقد أدخل مؤسس أوّل روضة للأطفال في العالم، فريدريك فروبل (Friedrich Fröbel)، ممارسة طيّ الورق بوصفها جزءاً من منهجه الدراسي؛ ما أدّى دوراً محورياً في نشر الأوريغامي في أنحاء القارة الأوروبية كافةً، وبخاصة بين الأطفال.

اكتسب فن الأوريغامي الحديث شهرة واسعة في اليابان وأميركا بفضل المعارض الفنية لبعض الفنانين المعروفين في هذا المجال. وقد انتشرث طرائق موحّدة لتدريس نماذج الأوريغامي القابلة للطيّ، وذلك باستخدام الرسوم البيانية المصوّرة كدليل. وهو يحتلّ مكانة خاصة بوصفه إحدى صور الفن الشعبي في اليابان، ويُدمج في مناهج المدارس الابتدائية ليكون وسيلة لتنمية الصبر والذاكرة والتركيز بين الأطفال.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى القوة العلاجية للإبداع الفني

كيف يمكن أن تحسّن ممارسة فن طي الورق اليقظة الذهنية؟

يعزّز الأوريغامي التركيز والوظيفة الإدراكية لأن صناعة أشكال ثلاثية الأبعاد تتطلّب الدقّة والتنسيق بين اليد والعين والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة؛ ما يحسّن الوعي المكاني (Spatial Awareness)، ومهارات حلّ المشكلات، وقدرة الفرد على الإبداع والتعبير عن الذات.

وتوفّر حركات الطيّ المتكرّرة الراحة، وهي وسيلة صحية للهروب من الضغوط اليومية وتعزيز الهدوء الداخلي، والتخفيف من آثار التوتّر. وتقترح علينا الطبيبة النفسية الأميركية، مارلين وي (Marlynn Wei)، أهم 5 أسباب تجعل الأوريغامي وسيلة فعّالة لتعزيز اليقظة الذهنية؛ ونلخّصها كالتالي:

  1. تُمكن ممارسة فن الأوريغامي في أي مكان وفي أي وقت باستخدام قطعةٍ من الورق فقط، فهو متاح للجميع، ويمكن القيام به حتّى في أثناء الذهاب إلى العمل.
  2. يعزّز هذا الشكل الفني القدرة على التركيز وإدراك ما يحدث في اللحظة الحالية. لذلك؛ قد يكون مفيداً أيضاً لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الرياضيات، ويمكن أن يساعد على تحسين الانتباه لدى الأطفال الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه.
  3. يساعد الأوريغامي على التخلّص من الأحكام الذاتية أو السعي إلى الكمال؛ إذ يتعلّم الأفراد المبتدئون منح أنفسهم الوقت للتدرّب، والتخلّي عن الكمالية أو النقد الذاتي لأن نماذجهم الورقية لن تكون مثالية دائماً.
  4. يمكن أن يصبح الأوريغامي، مع الممارسة، أحد أساليب تأمّل الانتباه المُتَمَركِز (Focused attention meditation)؛ وهو فئة من التأمّل لتدريب الذهن على التركيز لأن الممارسة المنتظمة للأوريغامي تحفّز العقل على الهدوء والاستقرار، وتعزّز المثابرة والصبر.
  5. يوفّر هذا الفن العلاجي فرصة للتواصل مع الآخرين، وبخاصة الأطفال لأنهم ينبهرون به، فيضيء خيالهم ويُشعرهم بالبهجة، وقد تساعدهم مشاركة الكبار في هذه الممارسة على الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية.

كيف تبدأ ممارسة فن طي الورق لتخفيف القلق والتوتّر؟

يتطلّب الشروع في ممارسة فن طي الورق “الأوريغامي”، الحفاظ على ممارسةٍ متّسقة، وإيجاد الموارد لتعلّم تقنيات الأوريغامي لضمان بداية سلسة وممتعة، فدمج الأوريغامي في حياتك اليومية يمكن أن يزيد فوائده في تخفيف القلق، وتعزيز الاستقرار العاطفي والصحة النفسية. للقيام بذلك، خصّص وقتاً محدّداً لهذه الممارسة من خلال التخطيط لها خلال يومك؛ مثل استراحة الغداء، أو بعد العشاء، أو قبل النوم.

يمكنك أيضاً إنشاء مساحة مخصّصة في منزلك أو مكان عملك باستخدام المواد اللازمة؛ ما يضمن توفير بيئة مريحة وخالية من التشتيت. فمن خلال دمج الأوريغامي في روتينك اليومي، يمكنك الحفاظ على ممارسة ثابتة لتخفيف القلق المستمرّ.

علاوة على ذلك، يمكن تضمينه بسلاسة في خطّة أوسع للرعاية الذاتية، ودمجها مع ممارسات إيجابية أخرى مثل التأمّل أو اليوغا أو كتابة اليوميات لإنشاء نهج شاملٍ للحدّ من التوتّر وإدارة القلق. وعندما تتمكّن من تطوير روتينٍ شاملٍ للرعاية الذاتية، فإن التأثير المهدّئ لطيّ ورق “الأوريغامي” يكمل جهودك لتعزيز المرونة العاطفية؛ ما يجعل نهجك العام أكثر فعاليةً.

3 نصائح عملية لبدء رحلتك مع الأوريغامي

هذا بعض النصائح الأكثر تفصيلاً لبدء مشروعك في تعلّم فن الأوريغامي العلاجي:

  • ابدأ بمشروعات بسيطة ومناسبة للمبتدئين لكي تتجنّب الإحباط وتعزّز شعورك الإنجاز؛ اختر نماذج بسيطة لتطوير مهاراتك وثقتك تدريجياً. ومع تطوّر كفاءتك، تُمكنك تجربة تصميماتٍ أكثر تعقيداً؛ ما يزيد الفوائد العلاجية للأوريغامي.
  • خصّص وقتاً محدّداً، ومساحة جيّدةَ الإضاءة وخاليةً من التشتيت لممارستك. وحدّد أهدافاً قابلةً للتحقيق؛ مثل إكمال مشروعٍ واحد أسبوعياً، للحفاظ على التحفيز. يمكن أن يقدّم لك الانضمام إلى مجموعات الأشخاص المهتمين بهذا الشكل من الفنون العلاجية عبر الإنترنت، الدعم والتشجيع والمعلومات؛ ما سيُثري تجربتك ويضمن لك النجاح على المدى الطويل.
  • يمكنك الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد للتعلّم وإتقان فن الأوريغامي؛ إذ يمكن للمبتدئين الاختيار من بين الكتب التعليمية والبرامج التعليمية عبر الإنترنت وعروض الفيديو التي تقدّم إرشادات مفصّلة حول تقنيات الطيّ وأفكار المشروعات. هذا بالإضافة إلى بعض المراكز المجتمعية والمؤسسات التعليمية التي قد تستضيف في كثير من الأحيان واش عمل وفصولاً دراسية، وتقدّم تعليمات عملية بهذا الخصوص. ومن خلال الاستفادة من هذه الموارد، يمكن للأفراد تعزيز مهاراتهم ومعارفهم في فن الأوريغامي، والاستفادة من الإمكانات العلاجية لهذا الشكل الفني لتخفيف القلق وتعزيز رفاهيتهم بصفة عامة.

اقرأ أيضاً: صنع الأشياء متعة تفتح باباً لسعادة من نوع خاص

في النهاية، يمكن القول إن فن طي الورق “الأوريغامي”، أكثر بكثير من مجرّد إنشاء تصميمات ورقية للزينة أو الديكور، فهو يقدّم مجموعة من فوائد الصحة النفسية التي تغذّي الرفاهية الفردية؛ حيث تشجّع هذه الممارسة الفنية العلاجية اليقظة الذهنية، وتعزّز التركيز والسلام الداخلي من خلال الانشغال في اللحظة الحالية؛ ومن ثَمّ يُعدّ تجربة تأملية تخفّف من التوتّر وتعزّز الاسترخاء.