خطوات عملية ستفيدك عندما لا تسير الأمور كما خططت لها

3 دقيقة
الخوف من التغيير
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: نجتهد أحياناً في وضع الخطط الحياتية المحكمة لكننا نتفاجأ لاحقاً أن الأمور لم تسر وفقاً لها؛ ما يجعلنا نعاني الحزن والإحباط. لذا؛ ثمة بعض الخطوات الفعالة للتعامل مع هذه الحالة أهمها أخذ استراحة لاستيعاب المشاعر السلبية والبحث عن جذورها ثم معالجتها، والتركيز على إيجاد الحلول بدلاً من تضييع الوقت في التحسر على ما حدث، وتقبل الأمور الخارجة عن السيطرة، إلى جانب التركيز على تطوير مهارات المرونة والتكيف مع الأوضاع المختلفة في أقل وقت ممكن، وإعادة ضبط التوقعات لتتناسب مع الواقع، والموازنة بين جوانب الحياة المختلفة حتى لا نتعرض إلى الانهيار عندما يسوء جانب منها، وأيضاً التلطف بالنفس وعدم لومها باستمرار على ما آلت إليه الأمور، وتجنب الاستسلام مهما حدث، فدائماً ستكون لدينا فرصة للمحاولة حتى النفَس الأخير من أعمارنا، وأخيراً يجب ألا نتردد في طلب المساعدة النفسية المتخصصة عند الحاجة.

الخوف من التغيير هو خوف من المجهول ورغبة في التحكم بمسارات الحياة التي تتغير من حولك؛ لذا يجب أن تتأقلم مع ما يستجد دون أن تأخذ موقفاً مسبقاً منه؛ لأن رفض التغيير لن يؤدي إلى منعه بل إلى حرمانك أنت من إيجابياته.

يؤكد ذلك الطبيب النفسي محمد اليوسف، وذكّرَني حديثه بالأيام الكثيرة التي قضيتها منزعجاً من أن خططي التي وضعتها لم تُجدِ نفعاً نتيجة أن المستجدات التي حدثت على أرض الواقع لم تتناسب معها؛ لكنني أدركت بمرور الوقت أن تجمدي في مكاني وإصراري على تنفيذ خطتي جهد مهدور لا يؤدي سوى إلى تزايد إحباطي، والحل يبدأ من تعزيز المرونة والبحث عن البدائل الممكنة إلى جانب تطبيق بعض الخطوات المهمة التي نستعرضها في هذا المقال.

1. توقف لاستيعاب مشاعرك

عندما تخرج الأمور عن نطاق سيطرتك، غالباً ستشعر بالغضب أو الحزن أو القلق أو الخوف؛ لذا سيكون من الضروري أن تتوقف قليلاً وتبحث عن جذور مشاعرك حتى تتقبلها وتتمكن من التكيف معها. وسيساعدك على تحقيق ذلك أن تبتعد عن الموقف الذي عرقلك مدةً محددة تمارس خلالها أنشطة تعيد لك هدوئك مثل الاستماع إلى الموسيقا أو قراءة كتاب أو ممارسة هوايتك المفضلة.

2. تقبل الأمور الخارجة عن سيطرتك

أثبتت هذه النصيحة جدواها معي بالتجربة، فمهما فعلنا ستظل هناك أمور خارج نطاق سيطرتنا؛ مثل: ردود فعل الآخرين والتغيرات الجوية وإصابتنا بالأمراض؛ لذا من المهم أن نعي ما هو خارج سيطرتنا ونتقبله، ونبحث عما هو تحت سيطرتنا ونستثمره قدر الإمكان لجعل حيواتنا أفضل.

3. ركز على الحلول

حاول قدر الإمكان أن تتعامل مع التغييرات التي تطرأ وتجعل خطتك غير صالحة بالمرونة الكافية وتبحث عن الحلول الممكنة بدلاً من تضييع الوقت في التحسر على ما حدث. على سبيل المثال؛ إذا كنت تنتظر شخصاً ما تأخر عليك، فأفضل حل هو استغلال الوقت الذي يضيع منك بفعل فيه شيء مفيد مثل إجراء مكالمة أو إنجاز مهمة عمل، أو حتى ممارسة التأمل.

اقرأ أيضاً: هل أنت مهووس بالسيطرة على كل شيء حولك؟ إليك الأسباب والعلاج

4. طوّر مهارات المرونة والتكيف

يمكن وصف التكيف بالمفتاح الذهبي الذي تُمكنك الاستعانة به عندما لا تسير الأمور مثلما خططت لها، فكلما كنت أكثر مرونة ستتمكن من التوافق مع الوضع الجديد بسهولة وتتأقلم معه في أقل وقت ممكن. على سبيل المثال؛ إذا استغنت عنك الشركة التي تعمل بها فجأةً، سيكون الأجدى أن تبحث عن مسارات مختلفة للعمل مثل إيجاد وظيفة بدوام جزئي أو مشروعات تنفذها بنظام العمل المستقل أو ربما تطلق مشروعك الخاص، المهم ألا تقف مكتوف اليدين تعاني الإحباط.

5. أعد ضبط توقعاتك

نشعر أحياناً بالإحباط عندما تخرج مجريات الأمور عن الخطة التي وضعناها نتيجة رفع أسقف توقعاتنا على نحو لا يتناسب مع التغير المستمر للحياة ومفاجآتها التي لا تنتهي؛ لذا سيفيدك أن تضع خططاً واقعية ومرنة بما يكفي لاستيعاب الأحداث المفاجأة، وذلك بالتوازي مع تنمية قناعتك بأن الحياة لن تعطيك دوماً ما تريد، إلى جانب وضع خطط بديلة تلجأ إليها عندما تفشل الخطة الأساسية.

اقرأ أيضاً: 10 طرق عملية للتغلب على الخوف من المستقبل المجهول

6. وازن بين جوانب حياتك

واحدة من الممارسات السلبية المنتشرة في العصر الحديث أن يركز الفرد نجاحه على جانب واحد إذا فقده ينهار ولا يعرف كيف يبدأ من جديد؛ لذا حاول دوماً أن تجعل حياتك متزنة قدر الإمكان بين العلاقات الاجتماعية والعمل وممارسة الهوايات الممتعة، فهذا سيجعلك أكثر قدرة على استئناف الحياة عندما لا تسير الأمور مثلما توقعت.

7. تلطف بنفسك

من المهم تذكير نفسك بين الحين والآخر عندما تتعرض إلى أحداث مريرة بأنك فعلت ما بوسعك مهمها كانت النتائج سيئة، فهذا سيجعلك راضياً إلى حد كبير، وفي الوقت نفسه سيخفف لوم ذاتك على ما آلت إليه الأمور باستمرار.

اقرأ أيضاً: 5 طرق علمية لتصبح شخصاً متفائلاً على الرغم من الظروف الصعبة

8. لا تستلم

تتضمن كل مرحلة صعبة تمر بها دروساً ثمينة تجعلك أكثر قوة ومرونة في المستقبل بالتأكيد؛ لذا تجنب أن تتخلى عن المحاولة مجدداً، فهمها كانت أخطاؤك فهي لا تعني نهاية العالم، ودائماً ستكون لديك فرصة حتى النفَس الأخير من عمرك أن تبدأ من جديد.

9. اطلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة

لنكن واقعين، أحياناً تفوق الصعاب التي نتعرض إليها قدرتنا على التحمل؛ ما يعرضنا إلى بعض المشكلات النفسية، وحينها سيكون من المفيد أن نحصل على الدعم النفسي المتخصص حتى نتمكن من اتباع الإرشادات المهنية التي تمكنك من تجاوز ما حدث بأقل الأضرار النفسية والجسدية.

اقرأ أيضاً: حيلتان نفسيتان للتخلّص من القلق حول الأمور الخارجة عن سيطرتك