تتطلب عملية بناء الثقة مرة أخرى بعد الخيانة الكثير من الوقت والجهد. ومع ذلك؛ يجب أن يقبل كلا الشريكين أولاً أن كلاً منهما لديه عمل يقوم به للتعافي من الألم، ويوضح الدكتور "جون غوتمان" (John Gottman) أن استعادة الثقة هي عمل حقيقي يجب على الطرفين القيام به، وليس مجرد حديث.
وتشمل الخطوات التي يجب أن يقوم بها الشريك الخائن:
- كن صادقاً وابحث عن طريقة للتعبير عن الندم والتكفير عنه.
- تعامل مع المشاعر المؤلمة بعد الاكتشاف وكن على استعداد للإجابة عن أسئلة الشريك.
- كن على استعداد للاعتذار عن الخيانة بطريقة صادقة وعِد بعدم تكرارها.
- ركّز على الشفافية لاستعادة ثقة شريكك بك.
- تجنب إعادة صياغة كل أحداث الخيانة؛ قد يزيد ذلك من عمق جرح الخيانة.
كذلك؛ من المهم لكلا الشريكين التحدث عن مشاعرهما دون لوم أو حكم أو نقد أو ازدراء، وأن يكونا أكثر تناغماً ويقضيا وقتاً منتظماً في ممارسة بعض الأنشطة معاً؛ مثل المشي اليومي أو تناول وجبات الطعام دون شاشات.
علاوة على ذلك، فقد يحتاج التعافي من عبء الخيانة في بعض الحالات استشارة خبير للتعبير عن مشاعر الجرح في بيئة آمنة لتسهيل الشفاء.
اقرأ أيضاً:
عوامل تساعد على التعامل مع الخيانة الزوجية بنجاح
يتحدد تعامل الفرد مع الخيانة الزوجية وفقاً لعدة عوامل بحثت فيها دراسة من "جامعة نيو إنغلاند" (University of New England) بأستراليا؛ وهي:
- وجود شبكة دعم اجتماعي قوية.
- وجود دافع قوي للاستمرار في العلاقة.
- تعلُّم العثور على معنى حقيقي في العلاقة.
كما فحصت دراسة من "جامعة ميسوري" (University of Missouri) الأميركية العوامل المختلفة المرتبطة بالشفاء الناجح من الخيانة الزوجية، بالإضافة إلى كيفية حدوث النمو الشخصي وتحسين العلاقات بعد هذه الخيانة.
شارك في الدراسة 587 مشاركاً (86% من النساء و 12% من الرجال)، وتضمنت فحص ما يلي:
- مستوى الصدمة المرتبطة بالعلاقة لتقييم درجة التأثّر العاطفي؛ بما في ذلك أعراض ما بعد الصدمة التي حدثت بعد اكتشاف الخيانة الزوجية.
- معدل تمايز الذات الذي يشير إلى قدرة الأفراد على فصل أدائهم الفكري والعاطفي عن عائلاتهم. الأشخاص الذين يعانون من ضعف التمايز يواجهون صعوبة في وضع حدود للعلاقات، فإما أن يكونوا منفصلين عاطفياً أو غير قادرين على تطوير علاقة مناسبة؛ كما أنهم أكثر عرضة للآثار السلبية للتوتر لأنهم أقل موضوعية وأكثر انفعالاً.
- مدى الرضا عن العلاقة بفحص كيفية تفاعل المشاركين مع شركائهم.
- مدى وجودة التسامح الذي وصل إليه الشريك الذي يعاني من أثر الخيانة.
- نمو ما بعد الصدمة؛ وهو التغيير الإيجابي في الحياة الذي يحدث بعد تعرض شخص ما لحدث صادم.
أبلغ الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من التمايز الذاتي عن صدمة أقل ومستوىً أعلى من النمو بعد الصدمة مقارنةً بالمشاركين ذوي التمايز المنخفض، وفقاً للدراسة.
كما أكدت النتائج أن مسامحة الشريك غير المخلص مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنمو ما بعد الصدمة، سواء من حيث زيادة الراحة العاطفية أو إعادة هيكلة المعتقدات والافتراضات حول العلاقة، ويتضمن ذلك أيضاً انخفاض الرغبة في معاقبة الشريك الخائن.
اقرأ أيضاً: هل عليك الاعتراف لشريكك بخيانتك له؟
كيفية التعامل مع الشريك بعد الخيانة
تمر عملية المسامحة بمراحل مختلفة. يقدِّم عالم النفس "إيفريت ورثينجتون" (Everett Worthington) في كتابه "خمس خطوات للتسامح: فن وعلم الغفران" (Five Steps to Forgiveness: The Art and Science of Forgiving)، نموذجاً للتسامح لمساعدة الأزواج على علاج ذلك الخدر العاطفي أو الاندفاع الذي غالباً ما يتبع الصدمة المتعلقة بالخيانة الزوجية. تشمل المراحل:
- الاعتراف بأن التسامح خيار: على الرغم من أن الشريك الذي يشعر بالخيانة غالباً ما يستغرق وقتاً للوصول إلى هذه النقطة؛ إلا أن اجترار الغضب والمشاعر السلبية سوف يهدأ في النهاية وستبدو إمكانية المضي قدماً أكثر جدوى.
- الإقرار بأن الشريك المتضرر يمكن أن يتقاسم بعض المسؤولية عن حالة الزواج قبل الخيانة الزوجية: لا يعني ذلك إلقاء اللوم على الضحية؛ بل قبول فكرة أن أفعال المرء ربما تكون قد ساهمت في الخيانة الزوجية، يمكن أن يكون جزءاً مهماً من المسامحة؛ ما يعني أن العلاقة قبل الخيانة الزوجية فيها عيوب تجب معالجتها.
- تعلم التعبير عن مشاعر الأذى والخيانة بطريقة تعزز الحوار الداخلي الفعلي البنّاء: ذلك بدلاً عن اجترار المشاعر السلبية إلى ما لا نهاية.
- إعادة تكوين الصورة الذاتية للفرد ليسمح برؤية اتجاهاً جديداً للمستقبل: يتضمن هذا التخلي عن المواقف القديمة والمفاهيم الخاطئة التي ربما كانت تساهم في مشاكل العلاقة في الماضي.
اقرأ أيضاً: كيف تتجاوزون الآثار النفسية للخيانة؟