كيف تتجاوزون الآثار النفسية للخيانة؟

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من المحتمل أن يتعرض أي شخص للخيانة، في أي مرحلة من حياته، والخيانة ليست حصراً على جنس واحد، فقد تصدر من الرجال أو النساء، وقد أثار فيلم “أصحاب ولا أعز” الحديث عن موضوع الخيانات الزوجية، وصدماتها، والجروح العميقة التي تسببها. 

تُعرّف إحدى الدراسات الصادرة عام 2009 بعنوان “الخيانة..تحليل نفسي“، الخيانة على أنها شعور بالألم بسبب فعل مُتَعمَد لشخص كان محل ثقة، ويتوقع منه الإخلاص، سواء كان صديقاً أو قريباً أو شريكاً. وتضيف الدراسة بأن الخيانات غالباً ما تكون غير متوقعة، وتأتي بمثابة صدمة. وطبقاً للدراسة ذاتها، فإن آثار الخيانة يمكن أن تكون طويلة الأمد، وأحياناً دائمة تظل معالمها واضحةً في الذاكرة. وقد قدمت عالمة النفس جينفر فريد مفهوم “صدمة الخيانة” لأول مرة عام 1991، ووصفتها بأنها شعور بصدمة غير متوقعة نتيجة فعل الخيانة، وبينت أن الطرف الخائن عادةً ما يحافظ على علاقته بشريكه أو شريكته، لأنه يحتاج لدعم أو حماية ما. فكما يحتاج الأطفال لدعم وحماية الوالدين لتلبية احتياجاتهم العاطفية؛ قد يخشى الشخص الخائن الذي يحتاج لموارد مالية، أو يحتاج لشريكه أو شريكته عاطفياً، ولا يتحمل عواقب انكشاف الخيانة، فيلجأ إلى الكذب. وتقول نظرية “صدمة الخيانة” إن الخيانة في العلاقات قد تسبب صدمة دائمة، وهذه الصدمة ليست تشخيصاً، أي ليست مسمى مَرضياً؛ إنما هي طريقة لفهم الضرر الواقع على الرجال أو النساء الذين يتعرضون للخيانة.

ما هي الآثار النفسية للخيانة؟

تترك بعض حالات الخيانة آثاراً تشبه متلازمة كرب ما بعد الصدمة (PTSD)؛ مثل الخدر العاطفي، والقلق، وتجنب أي شيء يذكر  بالخيانة. ووفقاً لـدراسة أخرى، فإن صدمات الخيانة قد تسبب اضطرابات نفسية، وقد يتسبب اكتشاف الخيانة في عدة مشاعر معقدة ومضطربة؛ مثل:

  1. الشعور بقلة الثقة في النفس.
  2.  الخدر، أو فقدان الشعور.
  3. الغضب.
  4. الشعور بالذنب.
  5. فقدان السيطرة على النفس.
  6. فقدان الثقة في الآخرين، وصعوبة الوثوق في الغير.
  7. القلق، والاكتئاب. 
  8. أعراض جسدية مثل الأرق، والشعور بألم جسدي، واضطراب في المعدة.

لماذا يشعر الشخص الذي تعرض للخيانة بالعار؟

يرى خبراء علم النفس أن الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة كثيراً ما يشعرون بالخزي، أو العار، أو بأن ما حدث هو خطأهم، ويعتقدون أنهم أشخاص سيئون؛ ويفسرون ذلك على أنه استجابة طبيعية غير واعية للاستمرار في العلاقة، بغض النظر إن كان الاستمرار أفضل قرارأم لا، ويحتاج الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة لفهم أن ما حدث لم يكن لنقص فيهم؛ إنما هو مشكلة الجاني تماماً. 

اقرأ أيضاً:

معظم الأشياء يمكن تجاوزها إذا أردنا  ذلك بجدية؛ لكن الأمر ليس سهلاً، فبعد الخيانة العاطفية، قد يفقد الشخص الثقة في نفسه، وفيمن حوله. وطرق التعافي ليست موحدة للجميع، فعواقب الخيانة المختلفة تتطلب أساليب علاج مختلفة؛ لكن هذه الخطوات قد تساعدكم:

  1. الاعتراف بدلاً عن الإنكار: عندما تنكرون الخيانة، ستتأثر حياتكم بالكامل، وحتى مع محاولات كبح التفكير في الحادث؛ ستجدون أنفسكم تفكرون به في كل مكان -في العمل وفي السيارة- والاعتراف بالأمر هو أول خطوة  في التعافي. 
  2. تدربوا على قبول المشاعر الصعبة: من المتوقع الشعور بأحاسيس سيئة كثيرة؛ بدايةً من الشعور بالإهانة، إلى الخجل والغضب، والرغبة في الانتقام، وأيضاً الحزن. قد يكون إخفاء المشاعر سهلاً؛ لكن تجنب إظهار مشاعركم سيصعّب التعامل معها. 
  3. استعينوا بالآخرين لطلب الدعم: ليس سهلاً أن تخبروا الآخرين أنكم تعرضتم للخيانة، فقد تتجدد الذكرى؛ لكن سيساعدكم أصدقاؤكم المقربون على تجاوز المحنة والتعافي. 
  4. ربما تحتاجون إلى التعرف على أحاسيسكم الداخلية وفهمها.
  5. سامحوا أنفسكم: أحياناً يلوم الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة أنفسهم، لأنهم تورطوا في العلاقة من الأساس، أو لأنهم تجاهلوا تحذيرات سابقة. لا تلوموا أنفسكم، فالشخص الخائن هو الأجدر بلوم نفسه.
  6. استعينوا بطبيب نفسي إذا لزم الأمر: قد يكون تأثير الخيانة شديداً. ويمكن أن يساعدكم الطبيب النفسي في تجاوز المحتة، وإعادة بناء علاقات جديدة مع البشر، واستعادة ثقتكم في أنفسكم.
  7. قد تستغرق الخيانة شهوراً أو سنوات، وأيضاً يحتاج التعافي من صدمة الخيانة إلى مدة من الوقت لإعادة التوازن وتخطي ما مضى. 

وختاماً؛ إذا تعرضتم للخيانة، فلا تلوموا أنفسكم، أو تشعروا بالنقص، وتبدؤوا بإجراء مقارنات بينكم وبين أشخاص آخرين، فالأمر ليس خطأكم على الإطلاق؛ إنما المخطئ من خان العهد، وتذكروا أنه يمكنكم التعافي، والبدء من جديد في علاقات صحية.

اقرأ أيضا:

المحتوى محمي !!