لعلك تعرف هذا الشعور جيداً؛ تستيقظ من نومك، وتتناول فطورك سريعاً ثم تتوجه إلى العمل، تضع خطة وقائمة بالمهام التي يجب عليك إنجازها، لكنك تحس في منتصف يومك بالإرهاق الشديد، وذلك بسبب ضغط المواعيد النهائية، والاجتماعات، وكثرة المشتتات، وأحياناً تجد نفسك متوتراً وغير قادر على إنهاء قائمة مهامك، مرت 8 ساعات، وحان موعد العودة إلى المنزل، لكنك لم تنجز المهام كلها، وبالإضافة إلى ذلك تحس بالتوتر والإرهاق. إذا كنت تعيش في هذه الحالة مراراً وتكراراً ربما عليك أن تغير توجهك في العمل، فما رأيك لو عززت مهارة الحضور الذهني؟ إليك كيف تفعل ذلك.
محتويات المقال
8 نصائح فعالة تساعدك على تعزيز مهارة الحضور الذهني في العمل
يمكنك دمج مهارة الحضور الذهني في روتين يوم عملك، وذلك من أجل مساعدتك على تحسين التركيز والهدوء، وتعزيز أدائك العقلي، والحفاظ على طاقتك الذهنية، وإليك أهم النصائح التي ستساعدك:
1. ابدأ يومك بطريقة صحيحة
يطلق جسمك معظم هرمونات التوتر في غضون دقائق بعد الاستيقاظ، وذلك لأن التفكير في مهام يومك يحفز غريزة القتال أو الهروب، لذلك بدلاً من التفكير في كيفية سير يومك، ما رأيك لو قضيت دقيقتين في سريرك تلاحظ أنفاسك فقط، وعندما تخطر أي أفكار في ذهنك، دعها تذهب وعد إلى أنفاسك، حاول أن تكون حاضراً وهادئاً، ولا تتصفح هاتفك فور الاستيقاظ.
اقرأ أيضاً: أول 10 دقائق في يومك ترسم حياتك! إليك كيفية استثمارها
2. رتب مساحة عملك جيداً
هل تعلم أن تنظيف المساحة المحيطة بك يساعد على تخفيف ضغوط يوم العمل؟ لكن تنظيف مساحة عملك لا يقتصر على مكتبك فقط، لهذا خصص وقتاً لترتيب سير يومك، والمهام التي يجب عليك إنجازها خلال اليوم، وحدد أيضاً سلوكك وطريقة تعاملك تجاه المشاكل والتحديات التي يمكن أن تواجهك.
3. قلل المشتتات قدر الإمكان
لن تتمكن بأي حال من الأحوال أن تبتعد تماماً عن هاتفك أو بريدك الإلكتروني، لذلك ما رأيك لو خصصت أوقاتاً محددة لتفقد رسائل البريد الإلكتروني والرد على الرسائل، وذلك حتى تسمح لعقلك أن يكون حاضراً ذهنياً بكفاءة دون أن تشتته بين محاولات الرد على البريد الإلكتروني وتفقد إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي، وتأكد من أن إنتاجيتك سوف تزداد دون هذه المشتتات اليومية الصغيرة، وستشعر بمزيد من الإيجابية مع بدء كل يوم عمل وإنهائه.
4. ركز على مهمة واحدة فقط
دعني أخبرك سراً صغيراً، في الماضي القريب كنت أحس بالفخر الشديد لأني قادرة على أداء الكثير من المهام بوقت واحد، لكن مع مرور الوقت داهمني التعب والإرهاق الشديد، ولم أعد قادرة على التحمل، ولهذا قررت أن أركز انتباهي على مهمة واحدة فقط، وحين أنجزها بكفاءة، أنتقل إلى المهمة التالية، والحقيقة أن هذا الأمر يعزز مهارة الحضور الذهني ويزيد التركيز، ومن ثم يحسن الإنتاجية والأداء في العمل، وذلك عكس تعدد المهام الذي يؤدي إلى انخفاض التركيز وزيادة الأخطاء.
5. خذ فترات راحة قصيرة في أثناء العمل
أكثر ما ننساه جميعاً في يومنا المزدحم هو التنفس الواعي! قد يبدو لك الأمر بسيطاً لكنه يحدث فرقاً كبيراً، هل تتذكر تركيزك على تنفسك في أول الصباح؟ عليك أن تركز مرة أخرى مع تنفسك في أثناء العمل، يمكنك أن تأخذ فترة راحة قصيرة بين المهام، وفي أثناء هذه الراحة ابتعد تماماً عن هاتفك، أبعد يديك عن لوحة المفاتيح، وافرد ظهرك، وخصص بضع دقائق فقط لملاحظة تنفسك، اشعر بالهواء وهو يدخل أنفك ويملأ رئتيك، ويخرج ببطء من جسمك، إذا شردت أفكارك في الموعد النهائي لتسليم العمل، أعد انتباهك برفق إلى إيقاع تنفسك، بعد مرور عدة دقائق يمكنك العودة إلى مهام عملك، وستلاحظ مع مرور الوقت تحسن تركيزك واسترجاع نشاطك الذهني.
6. استخدم تذكيرات الحضور الذهني
ربما تظن في البداية أن مهارة الحضور الذهني سهلة التطبيق، لكنك للأسف يمكن أن تنسى تطبيقها في منتصف عملك، وسبب نسيانك هو أن دماغك مصمم بالأساس على الوضع الافتراضي، وهو الوضع الذي يجعلك غارقاً في أفكارك الخاصة، وعندما تمارس أنشطتك اليومية المعتادة، يدخلك دماغك في حالة من انخفاض الطاقة، وهي حالة لا واعية، وهنا يجب عليك أن تذكر نفسك من وقت لآخر بالحضور الذهني، اضبط منبهاً على هاتفك، وكل مرة يرن فيها، ركز بطريقة واعية على تنفسك وعد إلى اللحظة الحالية.
7. مارس الاستماع الفعال في أثناء اجتماعات العمل
عندما يتحدث إليك زميلك أو مديرك، امنحه كامل انتباهك وركز على ما يقال، بدلاً مما تتوقعه أو ترغب في سماعه، واستوعب المعلومات دون إصدار أحكام عليها، وفي أثناء اجتماعات الفريق، تأكد من إيقاف الإشعارات جميعها مسبقاً لمساعدتك على البقاء حاضراً ومركزاً على المتحدث، ويمكن القول إن دور الاستماع الفعال لا يقتصر على تعزيز علاقاتك الشخصية فحسب، بل سيجعلك أكثر فعالية وقوة في التواصل.
8. تناول الطعام بوعي
قد يكون تناول الطعام دون قلق أو توتر أمراً صعباً في منتصف يوم العمل، خاصة إذا كان هناك الكثير من العمل الذي يتحتم عليك إنجازه، وفي هذه الحالة قد تخطئ وتلتهم طعامك دون تركيز، أو تتناول الوجبات السريعة أمام الكمبيوتر بسبب ضغط العمل، والحقيقة أن هذه العادات الغذائية الخاطئة ستضر صحتك كثيراً، ولهذا ما رأيك لو طبقت مهارة الحضور الذهني على تناول طعامك؛ انفصل قليلاً عن العمل، واستمتع بوجبتك وركز على تذوق طعامك، وحين تنهي وجبتك، عد إلى العمل.
كيف تحسن مهارة الحضور الذهني أداءك في العمل؟
الحضور الذهني في مكان العمل مهارة تحتاج إلى التركيز على المهمة الحالية. على سبيل المثال، إذا كان هناك مشروع كبير يجب إنجازه، فإن مهارة الحضور الذهني تعني تقسيم المراحل الرئيسية إلى مهام يومية، ثم متابعة كل منها حتى اكتمالها، بدلاً من القلق بشأن الموعد النهائي الوشيك، ويمكن القول إن إتقان هذه المهارة يؤدي إلى:
- تقليل التوتر والإرهاق، وذلك لأن مهارة الحضور الذهني ستعلمك مراقبة أفكارك ومشاعرك دون الانشغال بها، وحين تفعل ذلك ستتمكن من الحفاظ على هدوئك وتماسكك تحت الضغط، ما يقلل معدل إصابتك بالإرهاق الذهني.
اقرأ أيضاً: كيف تتخلص من التوتر بممارسة تأمل اليقظة الذهنية؟
- زيادة التركيز والإنتاجية؛ فحين تكون حاضراً ذهنياً في المهمة التي بين يديك، بعيداً عن المشتتات، ستركز بطريقة أفضل، ما يعني العمل بكفاءة أكبر، وقلة الأخطاء.
- حل النزاعات في مكان العمل؛ وذلك لأن الحضور الذهني يعني عدم إلقائك اللوم على الآخرين، والتركيز على أدائك في العمل، ما يخفف حدة التوترات ويمكنك من تجاوز الخلافات، ومع مرور الوقت تعزز مهارة الحضور الذهني عملية تواصلك مع زملائك، وتحسن لديك القدرة على التعاون والعمل الجماعي.
- زيادة الإبداع والابتكار؛ إذ عندما يكون عقلك حاضراً سيتحرر من الشعور بالقلق، ويصبح حراً لاستكشاف حلول وأفكار إبداعية، كما تساعدك مهارة الحضور الذهني في العمل على معالجة المشكلات من خلال الوصول إلى وجهات نظر مختلفة وحلول غير مسبوقة.
- تحسين المرونة؛ وذلك لأن مهارة الحضور الذهني تساعدك على التكيف والتأقلم بسهولة، وتقلل خطر الاحتراق الوظيفي، علاوة على ذلك، فالأشخاص الذين يمارسون مهارة الحضور الذهني يكونون أكثر تعاطفاً مع أنفسهم ما يخفف عنهم مشاعر التوتر في العمل.
- تعزيز الشعور بالهدوء: يشرح المختص النفسي، منصور العسيري، أن ممارسة الحضور الذهني بانتظام يقلل ردود فعلك الانفعالية، ما يجعلك أكثر هدوءاً في مواجهة تحديات العمل.
اقرأ أيضاً: دليلك لتعزيز مرونتك النفسية ضد الصدمات