7 نصائح لحماية نفسك من النميمة في العمل

5 دقيقة
النميمة في بيئة العمل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

يقضي الموظفون الكثير من الوقت في مكان العمل، وهذا يعني أنهم بجانب إنجاز أعمالهم المهنية سوف ينخرطون في أحاديث يومية، وعلى الرغم من أن التواصل بين الزملاء يساعد على تعزيز قيم الانتماء، ورفع الروح المعنوية للفريق، وتحسين العمل الجماعي، فإن هناك نوعاً من الأحاديث يحمل تأثيراً سلبياً، وهو النميمة ونشر الإشاعات، فكيف تؤثر النميمة بالسلب في بيئة العمل؟ وما هي أفضل طريقة للتعامل معها؟ الإجابة عبر هذا المقال.

كيف تحمي صحتك النفسية من آثار الإشاعات والنميمة في بيئة العمل؟

سواء كنت تتجنب النميمة أم تجد نفسك أحياناً في وسطها دون قصد، فالتعامل مع الإشاعات في بيئة العمل أمر لا مفر منه. لذا إليك نصائح عملية لحماية صحتك النفسية من آثارها السلبية:

1. تجاهل الإشاعات والنميمة 

أفضل طريقة للتعامل مع الإشاعات والنميمة هي تجاهلها؛ لأن التفاعل معها يساعد على انتشارها، ولكن إذا تجاهلت الحديث الدائر في فريق العمل، سوف يشعر باقي الموظفين بالملل من الموضوع، ويتوقفون عن مناقشته، أما في حال كنت هدفاً للنميمة أو الإشاعات، فجرب تجاهل الأمر في البداية، وإذا استمرت أو عادت للظهور، عليك التفكير في اتخاذ إجراء أكثر مباشرة.

2. تواصل بفعالية مع الآخرين 

حافظ على تواصل واضح ومفتوح مع زملائك في العمل من أجل تجنب سوء الفهم، وإذا واجهتك إشاعة، فتحدث عنها مباشرة مع مصدرها أو الأطراف المعنية لتوضيح الحقيقة، وإلى جانب ذلك، ركز على بناء علاقات قوية قائمة على الثقة، حتى يقل احتمال تصديق الناس أو نشر معلومات كاذبة عنك.

اقرأ أيضاً: حين تتحول الزمالة إلى عبء نفسي: هل تعرف كيف تتعامل؟

3. افهم تأثير النميمة جيداً 

يمكن أن تؤدي النميمة إلى خلق الانقسامات، وتعزيز بيئة العمل السامة، لهذا من المهم فهم الضرر المحتمل الذي قد تسببه، سواء لنفسك أم للآخرين. على سبيل المثال، إذا انخرطت في إشاعة أو نميمة حول الحياة الشخصية لأحد زملائك فقد يؤدي ذلك إلى إيذاء مشاعره وإصابته بالقلق والتوتر والإرهاق والضغط النفسي، علاوة على خلق مشاعر عدائية في العمل.

4. دافع عن زميلك الذي يتعرض للنميمة 

بعد أن ترفض الانخراط في النميمة، وتمتنع عن الاستماع إليها من أجل حماية صحتك النفسية من الأفكار السلبية، جرب الدفاع عن زميلك في العمل الذي يتعرض للنميمة، على سبيل المثال، يمكنك أن تخبر باقي الزملاء بأنكم لا تملكون الحقائق الكاملة، ومن ثم يمكنك تشجيعهم على تطوير التفكير النقدي وعدم الانجرار خلف الثرثرة دون تأكد.

5. حافظ على خصوصية حياتك الشخصية 

إذا كان زملاؤك في العمل يتحدثون عن حياة الآخرين الشخصية، فقد يفعلون معك ذلك يوماً ما، لذلك لا تشارك حياتك الشخصية مع أحد في العمل، ركز على أداء مهامك، قلل التعامل مع الشخص الذي ينشر الإشاعات، وفي الوقت نفسه، حافظ على حواراتك مع زملائك في العمل بمهنية. على سبيل المثال، اسألهم عن أمور متعلقة بالعمل أو مواضيع مناسبة لمكان العمل، مثل كيف كانت إجازتهم أو ماذا يفعلون في العطلة، وتأكد من أن الحفاظ على حواراتك بمهنية سيشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه.

6. تحدث إلى رئيسك في العمل 

في بعض الأوقات، لا تختفي الإشاعات أو النميمة، بل تستمر في التفاقم والانتشار، وفي هذه الحالة، عليك التحدث إلى مديرك في العمل، واطلب منه اتخاذ إجراء عاجل حيال الإشاعات، يمكنك أيضاً طلب المساعدة من إدارة الموارد البشرية، وفي حال كانت سياسة الشركة تفرض عقوبات على سلوك النميمة أو الإشاعات، فسوف تتخذ الإدارة الإجراءات المطلوبة كافة.

7. ركز على أداء عملك 

إذا كان زملاؤك منشغلين بالنميمة ونشر الإشاعات، فحاول قدر الإمكان إبقاء نفسك مشغولاً بأداء مهام عملك. وفي هذا السياق، يشرح المعالج النفسي أسامة الجامع أن بعض أماكن العمل قد تكثر فيها اللوبيات، والاصطفافات، والتحزبات، والتحيزات، وبينما هم مشغولون بهذا كله، كن أنت منشغلاً بإنتاجيتك، وتطوير نفسك، والحفاظ على حدودك الشخصية والمهنية، كن على مسافة واحدة من الجميع، لا تجامل على حساب حقوقك، وفي الوقت نفسه لا تكن صدامياً بل كن مرناً ضابطاً لمشاعرك.

بصفتك مديراً، كيف تتعامل مع النميمة في بيئة العمل؟

يمكن أن تنتشر الإشاعات والنميمة في مكان العمل لأن الموظفين يحسون بعدم الأمان بشأن أدائهم الوظيفي أو مكانتهم داخل الفريق، ومن ثم فإن طبيعتهم البشرية تدفعهم للشعور بمزيد من السيطرة أو الارتقاء بأنفسهم عبر التقليل من شأن الآخرين، وإذا لم تكن لدى الموظفين قنوات واضحة للحصول على المعلومات، أو التعبير عن مخاوفهم، سيمتلئ الفراغ بالتكهنات والنميمة والثرثرة في المكتب، ومن ثم، إذا كنت مديراً، أو قائد فريق، جرب النصائح التالية للحد من الإشاعات والنميمة في مكان العمل:

1. وفر للموظفين طرقاً للتعبير عن مشاعرهم 

يمكن الحد من الإشاعات من خلال توفير القنوات المناسبة للوصول إلى المعلومات. على سبيل المثال، قد توفر المؤسسات منافذ، مثل صناديق الشكاوى، للموظفين للتعبير عن مخاوفهم، هذا بالإضافة إلى تبني سياسة الباب المفتوح؛ والتي تعني أنك مدير يسهل التواصل معه والتحدث إليه في مختلف مشاكل العمل.

2. تعامل مع الأمر مباشرة وبسرعة 

إذا جاءك موظف يشكو من النميمة، فكن مبادراً، تحدث إلى الشخص المعني وأخبره بأنك على دراية بهذا السلوك، حذره من عواقب أفعاله، وأخبره كيف يؤدي هذا السلوك إلى عدم ثقة الآخرين به، يمكن أن يكون حديثك معه كافياً من أجل توقفه، ولكن إذا استمرت النميمة بعد ذلك، فأدرج سلوكه في تقييم أدائه، واجعله يتحمل تبعات أفعاله وفقاً لسياسة الشركة.

3. تواصل مع الموظفين باستمرار 

تواصل بانتظام واستمرار مع موظفيك حول ما يجري في مكان العمل، وذلك لأن التواصل المنتظم يقلل تأثير الإشاعات والحاجة إليها، لأن الجميع مطلع على مجريات العمل. أما في حال لم يحصل الموظفون على معلومات دقيقة من المدير حول ما يجري، فسيلجؤون إلى التكهنات والنميمة، ما يعني أن التواصل الفعال والصادق يحدث فرقاً كبيراً في الحد من النميمة.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتواصل مع الآخرين بطريقة أفضل

4. اعمل على بناء الثقة 

الثقة هي الأساس لجميع العلاقات، لذا فإن بناء بيئة عمل إيجابية هو أحد أهم الأمور التي يمكنك إنجازها لخلق بيئة عمل إيجابية؛ إنها فلسفة يجب أن تتجلى في كل ما تفعله أنت وموظفوك، ويمكن القول إن الثقة تعني أن تظهر لموظفيك أنك جدير بالثقة ومسؤول ومحاسب، وأنهم يستطيعون الاعتماد عليك، كما أنها تعني إخبارهم بأنك تتوقع منهم الشيء نفسه.

5. عزز روح الفريق

حين يكون أحد موظفيك عرضة للإشاعات أو النميمة في مكان العمل، فحتماً وقتها سوف يحس بالاستبعاد، وبعدم الانتماء، ومع مرور الوقت قد يفكر في تقديم الاستقالة حتى يتخلص من مشاعره السلبية، ولكن إذا كنت تعزز روح الفريق، وتبني داخل كل موظف هويته، ففي هذا الوقت، سوف يترسخ لديه الإحساس بالانتماء والسعي إلى هدف مشترك. وحتى لو واجه إشاعة سوف يتمكن من التعامل معها عبر التواصل معك من أجل إيجاد حل.

كيف تؤثر النميمة بالسلب في أداء العمل؟

غالباً ما تبدأ نميمة العمل دون نية صريحة لإيذاء أحد الزملاء، وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تشبه بأي حال من الأحوال التنفيس عن المشاعر، وتكمن المشكلة عندما تبدأ بالحديث عن الزملاء من وراء ظهورهم، أو نشر الإشاعات، أو افتراض أمور دون التأكد من الحقائق جميعها، ويمكن القول إن النميمة في مكان العمل قد تؤدي إلى ضعف إنتاجية الموظفين وأدائهم، بالإضافة إلى زيادة معدلات التغيب.

وفي بعض الحالات، قد تسبب النميمة المستمرة والإشاعات ضغوطاً في العمل، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدل التوتر، والإخلال بصحة الموظفين النفسية، هذا بالإضافة إلى:

  1. فقدان الثقة في مكان العمل.
  2. انخفاض الروح المعنوية بين الزملاء.
  3. الانقسام بين الموظفين لانحيازهم إلى طرف دوناً عن آخر بشأن ما ينشر من إشاعات.
  4. إضاعة الوقت وهدر طاقات العمل.
  5. زيادة القلق بين الموظفين نتيجة لانتشار الإشاعات دون معلومات واضحة حول ما هو صحيح وما هو غير صحيح.
  6. جرح المشاعر والسمعة للموظف الذي يكون عرضة للنميمة.
  7. إعاقة العمل الجماعي؛ فعندما يكتشف أحد الموظفين أنه هدف للنميمة، سوف يرفض التعاون مع زملائه الذين يرددون الإشاعات.
  8. خلق بيئة عمل سامة.
  9. ارتفاع معدل دوران الموظفين.
  10. زيادة مشاعر الغضب والاستياء والسخط ما يدمر روح الفريق.
  11. الإضرار بالعلاقات الشخصية والمهنية.

ما هي النميمة في مكان العمل؟

النميمة في مكان العمل عبارة عن محادثات غير رسمية يتبادلها الأشخاص حول زملائهم، أو المشرفين عليهم من قادة الفريق، عادة ما تتضمن النميمة معلومات شخصية أو خاصة. على سبيل المثال، عندما تقرر إخبار زملائك أو مشرفك بمعلومات شخصية عنك، يعتبر ذلك مجرد مشاركة، ولكن إذا كررت ما أخبرك به شخص آخر، يصبح ذلك نميمة. وفي معظم الأحوال لا ترتبط النميمة بمهام العمل أو المشاريع المشتركة، ومن أهم الأمثلة على النميمة في مكان العمل:

  1. الأحاديث التي تحمل شحنة عاطفية سلبية، أو تهدف إلى إطالة أمد الخلافات في الشركة.
  2. إشاعات حول وضع موظف معين في العمل أو حياته المنزلية والشخصية.
  3. الحديث الذي يؤذي أو يلحق الضرر بالشخص الذي تدور حوله النميمة أو الإشاعات.
  4. الثرثرة التي تفرح في مصائب الآخرين.

اقرأ أيضاً: ما سبب انتشار الشائعات وكيف تحمي نفسك منها؟

المحتوى محمي