ملخص: نقابل في حيواتنا الكثير من الأشخاص، فنحظى بالاحترام والتقدير من بعضهم بينما لا يقدرنا بعضهم الآخر، والحقيقة أن هذا النوع الأخير من الأشخاص يمكن أن يؤثر في هوياتنا الشخصية؛ ولهذا علينا معرفة كيفية التعامل معه، وذلك من خلال المقال.
محتويات المقال
هل قابلت شخصاً في حياتك من قبل لا يقدر قيمتك، سواء أكان زميلاً في العمل يحاول التقليل منك في الاجتماعات، أم صديقاً يضع احتياجاته ورغباته دوماً قبل احتياجاتك، أم أحد أفراد العائلة الذي يحبطك بمهارة في كل فرصة تتاح له؟ الحقيقة أن معظم الأشخاص يواجهون هذا الأمر خلال حيواتهم؛ البعض يظن أنه يجب أن يتحمل تلك المعاملة والبعض الآخر يرفضها تماماً، ومع ذلك يجب أن تتعلم كيف تتعامل مع شخص لا يعرف قيمتك أو يقدرها، وإليك الطريقة الفعالة من خلال هذا المقال.
ما القيمة الذاتية؟
القيمة الذاتية تعني عموماً أن تنظر لنفسك بطريقة إيجابية، وهذا لا يعني مجرد الإعجاب بنفسك لكن يُقصد به منح نفسك الحب والكرامة والاحترام. بمعنى آخر: قيمتك الذاتية هي كل ما تشعر به تجاه نفسك، والقيمة الذاتية لا تعتمد على إنجازاتك الشخصية فحسب أو على أفكارك التي تؤمن بها؛ ولكن وفقاً لما ذكره مدرب تطوير الذات وإدارة العلاقات، ياسر الحزيمي؛ إن الذات تمتد لتشمل شخصيتك وإنجازاتك ومواهبك وقدراتك وخلفيتك وخبراتك وعلاقاتك وجسدك المادي، بالإضافة إلى كيفية إدراكك لها. والحقيقة أن شعورنا بقيمنا الذاتية لا يعني أننا نحس بالكمال أو بأننا لا نرتكب الأخطاء أو لا نلوم أنفسنا ونحاول تطويرها؛ ولكنه يعني أن الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية لا تجعلنا نقلل من قيمنا الذاتية.
لماذا يعد تقدير الذات مهماً؟
هناك بعض الأشخاص الذين يشعرون بانخفاض تقدير الذات، ويحاولون إقناع أنفسهم بأنهم سيعرفون قيم ذواتهم بمجرد الحصول على الترقية في العمل، أو حين يجد كل منهم الشخص المناسب للارتباط به، أو عندما يصبحون أكثر لياقة بدنياً. وعلى الرغم من أن تحقيق الأهداف يمكن أن يمنح دفعة كبيرة من الثقة التي نحتاج إليها بشدة، فإن القيمة الذاتية لا يجب أن تقتصر على تحقيق الأهداف، وعادة ما تكون مرتبطة بفكرة داخلية محصنة ضد المفاهيم القياسية للإنجاز، ولهذه الأسباب يعد تقدير الذات مهماً:
- تعزيز الإيجابية: يتمكن الأشخاص الذين يشعرون بقيم ذواتهم من التفكير على نحو إيجابي ورؤية الجوانب الإيجابية في المواقف التي قد تكون صعبة.
- زيادة الثقة بالنفس: تتيح لك معرفة قيمة ذاتك الثقة في نفسك كما أنت، وتسمح لك بتحقيق أهدافك، وتمنحك الوقت اللازم لتطور ذاتك، وأيضاً لتدارك الأخطاء والإخفاقات، وبدلاً من رؤية المشكلات والعقبات في الحياة والوقوف عندها، تبدأ في التعامل معها على أنها فرص للنمو والتعلم، وتمنح نفسك المزيد من الوقت لتحقيق أهدافك. في أثناء تطوير احترامك لذاتك، عليك أن تدرك أن الأخطاء والإخفاقات تحدث. بدلاً من رؤيتها على أنها مشكلات، ابدأ في رؤيتها على أنها فرص للتعلم والنمو.
- مواجهة التحديات الصعبة: والتي تعد جزءاً مهماً من الحياة، وكيفية التعامل مع تلك التحديات تعتمد على معرفتك لقيمة ذاتك؛ حيث إن الإيمان بنفسك يساعدك على مواجهة التحديات وذلك من خلال الالتزام بالعمل الجاد والثقة في تحقيق النجاح.
- التقدم الوظيفي: إن تقدير قيمة ذاتك يمكن أن يساعدك على التقدم في حياتك المهنية، وذلك من خلال السماح لك بالثقة في أداء مهامك، واتخاذ قرارات أفضل؛ وهي صفات مهمة يمكن أن تعزز مسارك المهني وتضمن لك الحصول على ترقية في العمل.
- تقليل حدة التوتر والقلق: ترتبط الطريقة التي تواجه بها التوتر ارتباطاً وثيقاً بمستوى تقديرك لذاتك؛ وذلك لأن معرفة قيمة النفس تقلل التأثير السلبي لضغوط الحياة اليومية؛ ما يساعدك على إدارة التوتر على نحو أكثر فعالية.
- تعزيز العلاقات الصحية: ترتبط معرفة قيمة الذات بالسلوك الاجتماعي الإيجابي مثل المرونة النفسية والعلاقات الاجتماعية والأسرية الصحية، فالأشخاص الذين يتمتعون بتقدير أعلى للذات هم الأشخاص الأكثر حباً ودعماً في أسرهم ومحيطهم الاجتماعي؛ وذلك لأنهم يستطيعون التكيف في البيئات الاجتماعية المختلفة.
اقرأ أيضاً: 7 مفاتيح أساسية لتعزيز وتغذية احترامك لذاتك
6 علامات تخبرك بأنك تتعامل مع شخص لا يعرف قيمتك
كيف تعرف أن أحد الأشخاص الذين تتعامل معهم لا يقدرك؟ سنخبرك ببعض العلامات الرئيسة التي يجب أن تنتبه إليها جيداً وتتجسد في:
- لا تتوافق أفعاله مع أقواله: إذا كان شخص ما يقدم لك وعوداً أو التزامات على نحو منتظم ولكنه نادراً ما يفي بها، فهذه علامة على أن احتياجاتك ليست أولوية بالنسبة إليه؛ نحن نتحدث هنا عن الصديق الذي لا يهتم بمشاعرك، ورئيس العمل الذي يؤكد إنك ستحصل على ترقية لا تأتي أبداً، والشريك الذي يقول إنه سيتغير لكن سلوكه يبقى كما هو.
- لا يخصص الوقت من أجلك: إذا كان هناك شخص ما يهتم بك حقاً، سيجعل قضاء الوقت معك أولوية؛ ولكن عندما لا يقدرك ستشعر أنك غير مهم بالنسبة إليه، فهو دائماً مشغول جداً فلا يمكنك الاتصال به، وحتى عند مراسلته لا يرد على رسائلك، ومع ذلك يبدو أنه بطريقة ما لديه متسع من الوقت للأشخاص الآخرين، ويمكن أن يفسح لهم المزيد من الوقت!
- لا يستمع إلى ما تريد قوله: الشخص الذي لا يقدرك سوف يجعلك تشعر بأنك غير مرئي وغير مسموع، وحين تتكلم سيقاطعك باستمرار أو يمكن أن يكون مشتت الانتباه أو يحدق في شاشة هاتفه، وإذا كان الأمر كذلك فهذا يدل على أنه لا يحترم آراءك أو مشاعرك أو أفكارك.
- عدم تقدير مجهودك: هل شعرت يوماً بعدم التقدير في العمل أو في العلاقات الاجتماعية؟ يحدث ذلك عندما يفشل شخص ما في شكرك على وقتك وجهدك وإسهاماتك؛ حيث يعد قول "من فضلك" و"شكراً" من المجاملات الأساسية التي تُظهر أنك تحظى بالاحترام والتقدير اللازم، فإذا كنت تسدي الخدمات للآخرين باستمرار أو تعمل ساعات إضافية دون أن يُقدَّر جهدك فهذه علامة شديدة الوضوح على أن الآخرين لا يعرفون قيمتك.
- تجاهل رغباتك واحتياجاتك: هل تخبر الأشخاص المحيطين بك بأنك بحاجة إلى دعمهم أو مساعدتهم في شيء ما لكنهم يتجاهلونك؟ إذا كان شخص ما يقدرك حقاً ويعرف قيمتك، فسوف يبذل جهداً لتلبية احتياجاتك الأساسية؛ أما من يتجاهلون رغباتك فهؤلاء لا يعرفون قيمتك.
- عدم الحضور في الأوقات الصعبة: يثبت الأشخاص المقربون الحقيقيون أنه يمكن الاعتماد عليهم في أثناء المصاعب ويدعم بعضهم بعضاً في السراء والضراء بأفضل ما في وسعهم. لذا؛ فإن الانشغال الشديد، أو تقديم الأعذار، أو الانزعاج منك في كل مرة تحتاج فيها إلى المساعدة أو الدعم، إحدى العلامات الواضحة التي لا لبس فيها على أن هؤلاء الأشخاص لا يقدرونك.
اقرأ أيضاً: علامات تؤكد نجاحك في بناء ثقتك بنفسك
كيف تتعامل مع شخص لا يقدرك؟
في الكثير من الأوقات، قد يكون من الصعب فعل ذلك؛ لكن عليك أن تقف في وجه الشخص الذي لا يعرف قيمتك. الحقيقة أن الكثيرين من الأشخاص لا يريدون فعل ذلك لأنهم في النهاية يودون الحفاظ على تلك العلاقات ويرغبون في أن يكونوا محبوبين؛ ولكن في النهاية عليهم الدفاع عن أنفسهم والتعامل مع الذين لا يعرفون قيمهم بالطرائق التالية:
- لا تبرر سلوكه أبداً: حين تتعامل مع شخص لا يعرف قيمتك لا تبرر سلوكه أبداً، فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت في علاقة غير صحية وكان شريكك دائم الغضب في وجهك، لا تبرر سلوكه بأنه يشعر بالضغط من جراء العمل، وإذا كان يهمل الاتصال بك ولا يحضر في الأوقات الصعبة لا تبرر له أيضاً لأنه مشغول ولديه الكثير من الالتزامات، والحقيقة التي يجب أن تعلمها هي أن هذا الشخص ليس مشغولاً ولا مضغوطاً في العمل، وحتى لو كان كذلك يجب أن يهتم بك حقاً، وإذا لم يفعل فإنه لا يعرف قيمتك.
- يجب أن تدرك أن الأمر يبدأ من عندك: في الكثير من الأحيان، يمكن عد العلاقات مرآةً تعكس معتقداتك الشخصية ومواقفك تجاه نفسك، فإذا كنت تحترم ذاتك وتقدرها، سوف تجذب الأشخاص الإيجابيين، وإذا كنت لا تقدر ذاتك فستجد نفسك دوماً في علاقات مع أشخاص لا يعرفون قيمتك؛ وذلك لأنك في الأساس لا تعرف قيمة نفسك.
- غيّر عقليتك: بعد أن تدرك كل شيء يبدأ من عندك، كن على استعداد للعمل على تغيير عقليتك؛ في البداية حدد المعتقدات الأساسية عن نفسك التي يمكن أن تكون عائقاً أمام معرفتك لقيمة لذاتك. قد يأتي معظم هذه المعتقدات من الطفولة؛ من الطريقة التي تعاملك بها أسرتك، وقد تأتي من تجارب سابقة، أو من حديثك السلبي مع نفسك. الخطوة الثانية لتغيير عقليتك ترتكز على تغيير تلك المعتقدات بدقة، ويمكن فعل ذلك عن طريق التأكيدات الإيجابية وتدوين اليوميات التي تعد خطوة رائعة لإعادة اكتشاف نفسك من خلال مراقبة تصرفاتك اليومية مع الآخرين وتتبع عملية التغيير خطوة بخطوة.
- ضع حدوداً واضحة: على الرغم من أن كل شيء يبدأ من عندك، فإن هناك أيضاً طريقة في التعامل مع الأشخاص الذين لا يقدرونك؛ وهي وضع حدود واضحة، فأنت غير مضطر أبداً إلى قبول شخص يتعامل معك بأقل مما تستحق؛ ولذلك تعلّم أن تقول "لا"، وتعبر عن حقيقة أنك لن تتقبل أبداً نوعاً معيناً من السلوك.
- كن على استعداد للابتعاد: أعلم جيداً أن القول في الكثير من الأحيان يكون أسهل من الفعل؛ ولكن كخطوة أخيرة للتعامل مع شخص لا يقدرك، ربما عليك أن تكون مستعداً للابتعاد، ففي كثير من الأحيان قد يدفعنا الخوف من التغيير أو الوحدة إلى البقاء فترة طويلة في أماكن غير مرغوب فيها مع أشخاص لا يعرفون قيمنا؛ ما يدمر إحساس كل منا بهويته؛ ولهذا علينا الابتعاد، والبديل هو ببساطة أن نذكر أنفسنا بلطف وسلام بأننا نستحق الحب والتقدير والاحترام، وأن نعيش حياة نكون متحمسين لها وليس مجبرين على عيشها.