ملخص: يعاني بعض الأفراد من خوف شديد من المطر، وتنتابهم نوبات من الذعر والهلع في حال رؤيته أو حتى مجرد التفكير به. فما أسباب رهاب المطر؟ وكيف يمكن علاجه؟ الإجابة في هذا المقال.
محتويات المقال
تزامن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير/شباط 2023 مع طقس جوي ممطر وعاصف يمكن وصفه بالمرعب، ومنذ ذلك الحين، لم تعد الأجواء الممطرة تحمل تلك الرومانسية والشاعرية بالنسبة إليّ؛ بل أصبح لها وقع سلبي في نفسي، فهل هذا ما يُعرف بـ "فوبيا المطر"؟ لتوضيح ذلك، سنتعرف في هذا المقال بالتفصيل إلى رهاب المطر أو ما يُعرف بـ "الأومبروفوبيا" (Ombrophobia).
اقرأ أيضاً: رهاب الزلازل: كيف يغزو الخوف من انشقاق الأرض النفوس؟
ما هو رهاب المطر؟
يعني رهاب المطر الخوف المفرط والقلق الشديد المتعلق بالمطر، وهو نوع من الرهاب المحدد أي أنه خوف دائم وغير عقلاني من شيء أو موقف أو شخص ما. وفي هذه الحالة، يكون الخوف من المطر بأنواعه جميعها؛ بما فيها الرذاذ الخفيف، أو نوبات المطر القصيرة، أو الأمطار الغزيرة.
وهو يختلف عن الكره الذي يكنه البعض للمطر لما يسببه من إزعاج أو كآبة من وجهة نظرهم، أو لأنه يحد من الأنشطة التي تُمكنهم ممارستها؛ إذ يعاني المصابون برهاب المطر نوبات ذعر وقلق عندما يواجهون صوت المطر أو قطراته، أو حتى عندما يفكرون فيه ويتوقعون هطوله، ويتجنبون المواقف التي قد يهطل فيها المطر.
اقرأ أيضاً: رهاب النقص: عندما يعرقل الخوف من ارتكاب الأخطاء حياة الشخص
تعرف إلى الأعراض النفسية والجسدية لرهاب المطر
تترافق نوبة رهاب المطر مع أعراض نفسية مثل:
- الهوس بالتنبؤات الجوية.
- رفض الخروج أو فتح الستائر في الجو الماطر.
- اختيار مكان العيش اعتماداً على نمط الطقس.
- تأثر الحياة والأنشطة الاجتماعية والمهنية بالمطر؛ مثل تفويت المناسبات في حال وجود احتمال لهطول المطر.
- فقدان السيطرة على مشاعر القلق أو الخوف أو الذعر.
- استمرار مشاعر الخوف طوال موسم المطر والذي قد يصل إلى 6 أشهر متواصلة.
- الشعور بالقلق الاستباقي عند التفكير في المطر.
كما تُمكن ملاحظة الأعراض الجسدية التالية:
- خفقان القلب السريع.
- ضيق النفس.
- التعرق المفرط.
- الارتعاش.
- الغثيان أو اضطراب المعدة.
- الدوار.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن الرهاب
5 أسباب أساسية للإصابة برهاب المطر
لم يحدد علماء النفس الأسباب الدقيقة لرهاب المطر؛ إلا أن ثمة إجماعاً بينهم على أن العوامل الوراثية والبيئية تؤدي دوراً مهماً في تطوره؛ ويمكن أن تشمل:
- التكيف: الأفراد الذين مروا خلال إحدى مراحل حيواتهم بتجربة مؤلمة ارتبط بها المطر بطريقة ما؛ مثل عاصفة شديدة أو فيضان أو مثل تلك التي ترافقت الزلزال، تزداد احتمالية إصابتهم برهاب المطر.
- الوراثة: إن كان لدى الفرد تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية؛ مثل اضطراب القلق أو الرهاب، قد يكون لديه استعداد وراثي للإصابة برهاب المطر.
- السلوك المكتسب: يمكن للناس أن يكتسبوا الخوف من المطر من المحيطين بهم الذين لديهم نفس نوع الرهاب. على سبيل المثال؛ الطفل الذي يرى والداه مذعورَين في أثناء عاصفة رعدية ربما يعاني السلوك نفسه لاحقاً.
- السمات الشخصية: بعض الأفراد أكثر عرضة إلى الإصابة برهاب المطر بسبب سماتهم الشخصية؛ مثل الانطوائية أو الحساسية.
- الاعتقادات الخاطئة: يشير المعالج النفسي عمر المحمدي، إلى أن البعض قد يخاف المطر للاعتقاد بقدرته على إخراجهم من منطقة الأمان والراحة.
اقرأ أيضاً: ما أسباب رهاب الظلام وكيف يمكن التغلب عليه؟
كيف يمكن علاج رهاب المطر؟
بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون حالة خفيفة من رهاب المطر، قد لا يكون العلاج ضرورياً. ومع ذلك، إذا أدى الخوف من المطر إلى ظهور أعراض جسدية أو تسبب في تعطيل الحياة اليومية، فمن المستحسن استشارة مختص الصحة النفسية. ولحسن الحظ، تتوفر مجموعة من أنواع العلاج الممكن اتباعها؛ مثل:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): هو أحد أنواع العلاج بالكلام، ويتضمن مساعدة الفرد على فهم أفكاره وسلوكياته وتحديد أسبابها للتحكم فيها. وبالنسبة إلى المصابين برهاب المطر، فإنه يساعدهم على تحدي مخاوفهم، وتطوير آليات إيجابية للتكيّف.
- العلاج بالتعرض: يُعرف هذا العلاج أيضاً بـ "إزالة التحسس"؛ لأنه يتضمن التعرض التدريجي إلى المخاوف مثل المطر، بمواجهتها وتعلم إدارتها والتحكم في ردود الفعل السلبية؛ إذ قد يبدأ المعالج بعرض صورة للمطر، ثم يطلب من المريض تخيل نفسه يقف تحت المطر؛ وهكذا يتدرج معه حتى يصبح قادراً على الوقوف تحت المطر مع التحكم في مشاعره وسلوكياته.
- العلاج الدوائي: يمكن لبعض الأدوية أن تقلل حدة بعض الأعراض الجسدية المرتبطة برهاب المطر؛ مثل التعرق وسرعة ضربات القلب. وأهم تلك الأدوية مضادات القلق وحاصرات بيتا التي تعمل على تنظيم معدل ضربات القلب وتتحكم في مستويات ضغط الدم في أثناء المواقف العصيبة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن علاج الرهاب الاجتماعي دون أدوية؟
3 نصائح فعالة للتعامل مع رهاب المطر
يمكن لبعض النصائح مساعدة المصابين برهاب المطر على التحكم بمشاعرهم للتعايش مع الحالة، والتخفيف من حدة الأعراض؛ وأهمها:
- خصص بعض الوقت لتقدير جمال المطر والتركيز على جوانبه الإيجابية؛ مثل دوره المهدئ والخير الذي يجلبه والجمال الذي يبثه في الطبيعة، ثم ذكر نفسك بأنه لن يدوم.
- مارس تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، واليقظة الذهنية، واليوغا، وشحذ الحوس؛ إذ يمكن لهذه التقنيات إدارة أعراض الرهاب وتخفيف القلق، عبر صرف انتباهك عن المطر وتوجيهه إلى شيء آخر.
- أجرِ تغييرات في نمط حياتك؛ مثل:
- تقليل شرب الكافيين للحد من القلق.
- ممارسة تمارين الكارديو لتخفيف التوتر؛ إذ وفقاً لجمعية علم النفس الأميركية؛ يمكن أن تساعد التمارين الرياضية على تهيئة العقل للتعامل مع المواقف العصيبة بأسلوب أفضل.
اقرأ أيضاً: 3 تقنيات تنفس أثبتت جدواها في الحد من التوتر