كل ما تريد معرفته عن الرهاب

أنواع الرهاب
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من المنطقي أن نخاف الأشياء التي تشكل خطراً حقيقياً على حياتنا لنتجنبها؛ لكن عندما يلازمنا الخوف من أمور غير خطيرة نواجهها في حياتنا اليومية بشكل مستمر فذلك مؤشر حقيقي على احتمالية معاناتنا من أحد أنواع الرهاب.
يُعد الرهاب واحداً من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، فبحسب المعهد الوطني الأميركي للصحة النفسية يُصاب 12% من البالغين الأميركيين بالرهاب، وعموماً تكون النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة به.

ولأن الإصابة بالرهاب تجعل المريض يعاني من أعراض صحية مزعجة مثل الغثيان والارتجاف وتسارع نبضات القلب، إلى جانب ظهور مشاعر مزعجة مثل فقدان السيطرة والشعور باقتراب الموت؛ سنستعرض الجوانب المختلفة لهذا الاضطراب النفسي المزعج لفهمه ومعرفة سبل علاجه.

ما هو الرهاب؟

يعرف الطبيب النفسي تيموثي ليغ الرهاب بأنه رد فعل يتسم بالخوف المفرط واللاعقلانية تجاه محفز معين، فيمكن أن يكون الرهاب من موقف أو شيء بحد ذاته، وهذا ما يجعله مختلفاً عن اضطراب القلق الذي لا يستطيع فيه المريض تحديد مصدر قلقه.

ويتراوح تأثير الرهاب في المريض من مجرد الانزعاج إلى تعطل حياته؛ إذ إنه يستطيع التداخل مع مختلَف مناحي حياته العاطفية والمهنية والتعليمية، ورغم أن المرضى بالرهاب يعلمون أن خوفهم غير منطقي إلا أنهم لا يستطيعون إيقافه أو اتخاذ أي رد فعل تجاهه.

ووفقاً لرئيس تحرير قسم الإعلام والنشر بكلية الطب التابعة لموقع هيلث هارفارد بابليشينغ (Harvard Health Publishing)، الطبيب هوارد ليوين فهناك ثلاثة أنواع رئيسية للرهاب:

النوع الأول: الرهاب المحدد أو الرهاب البسيط

يُعد هذا النوع الأكثر شيوعاً وفيه يخشى المريض شيئاً معيناً مثل أحد الحيوانات كالكلب، أو شخصاً بعينه مثل طبيب الأسنان أو المهرج، أو بيئات معينة مثل العواصف الرعدية، أو مواقف بعينها مثل ركوب الطائرة أو الوجود في مكان مغلق.

النوع الثاني: الرهاب الاجتماعي

يعني خوف الشخص من المواقف التي تضعه في محيط الغرباء مثل الخوف من حضور حفل زفاف، أو الخوف من تناول الطعام في المطعم.

النوع الثالث: رهاب الخلاء

يتعرض المريض به للذعر الشديد عند وجوده خارج المنزل، وينطبق ذلك على الأماكن المفتوحة مثل الحدائق ومراكز التسوق والأماكن المغلقة أيضاً مثل المصعد أو الحافلة.

أسباب الرهاب

تتعدد الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالرهاب وتختلف باختلاف نوعه، فبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (National Health Service) يمكن أن يرتبط الرهاب المحدد أو البسيط مثل الخوف من المرتفعات بالتعرض لموقف سلبي ذي صلة في الطفولة، إلى جانب أنه في حال معاناة أحد أفراد العائلة من رهاب بعينه مثل رهاب العناكب مثلاً، فقد يصاب الشخص بنفس النوع، بالإضافة إلى العوامل الأسرية الأخرى مثل العيش مع والدين قلقين بشكل عام.

أما النوعان الآخران وهما رهاب الخلاء والرهاب الاجتماعي فأسبابهما غير معروفة بشكل واضح؛ لكن يُعتقد أن الجينات الوراثية واختلال كيمياء الدماغ والخبرات الحياتية جميعها عناصر تتكاتف لتقف وراء الإصابة بهذين النوعين من الرهاب.

ويوضح الطبيب النفسي تيموثي ليغ كيفية عمل الدماغ أثناء الرهاب فيشير إلى أن بعض مناطق الدماغ يخزن الأحداث الخطيرة أو المميتة لتذكرها لاحقاً عندما يواجه الشخص حدثاً مشابهاً والقيام برد فعل تجاهه؛ لكن في حالة مريض الرهاب فهذه المناطق تظل تستعيد الحدث الخطير بشكل لا يتناسب مع الواقع الخالي من الخطر الحقيقي.

وقد وجدت دراسة علمية أجرتها جامعة جنيف السويسرية (University of Geneva) أن الرهاب غالباً يرتبط باللوزة الدماغية الواقعة خلف الغدة النخامية في الدماغ؛ إذ تقوم بإفراز الهرمونات التي تفرَز عند مواجهة المواقف المميتة بشكل يضع الجسم والعقل في حالة تأهب مستمرة.

أعراض الرهاب

تنقسم أعراض الرهاب إلى نفسية وجسدية، ومن أهم الأعراض النفسية:

  1. الإحساس بقلق خارج عن السيطرة عند مواجهة مصدر الخوف.
  2. الشعور بضرورة تجنب هذا المصدر بأي طريقة ممكنة.
  3. الاعتراف أن هذا خوف غير منطقي ومبالغ فيه.
  4. عدم القدرة على العمل أو التركيز عند مواجهة مصدر الخوف.

أما الأعراض الجسدية فأبرزها:

  1. التعرق
  2. تسارع النفس.
  3. تسارع ضربات القلب.
  4. الارتجاف.
  5. القشعريرة.
  6. الاختناق.
  7. آلام المعدة.
  8. جفاف الفم.
  9. الغثيان.
  10. الدوار.
  11. الصداع.

أشهر أنواع الرهاب

يوجد الكثير من أنواع الرهاب التي تختلف من حيث معدل انتشارها وضررها على المريض بها، وفيما يلي أبرزها:

  1. رهاب المرتفعات.
  2. رهاب الطيران.
  3. رهاب الألم.
  4. رهاب الأماكن المغلقة.
  5. رهاب العناكب.
  6. رهاب البرق والرعد.
  7. رهاب الفوضى.
  8. رهاب الموت.
  9. رهاب الفشل.
  10. رهاب المدرسة.
  11. رهاب الوحدة.
  12. رهاب اللمس.
  13. رهاب البكتيريا.
  14. رهاب الاندفاع.
  15. رهاب الكتب.
  16. رهاب المرايا.
  17. رهاب الأدوات الحادة.
  18. رهاب أطباء الأسنان.
  19. رهاب البحر.
  20. رهاب الحوادث.
  21. رهاب القطط.
  22. رهاب الزواج.
  23. رهاب الظلام.
  24. رهاب الفضاء الخارجي.
  25. رهاب فقدان الهاتف المحمول.
  26. رهاب الإبر.
  27. رهاب القيء.

طرق علاج الرهاب

تتنوع طرق علاج الرهاب، وتُحدد الطريقة الأمثل بحسب الاختصاصية النفسية كندرا شيري (Kendra Cherry) وفقاً لحالة المريض ونوع الرهاب الذي يعاني منه، ومن أهم الأساليب العلاجية العلاج بالتعرض الذي يتم بأكثر من طريقة؛ مثل تعريض المريض وفقاً لخطة متسلسلة للأشياء التي ترهبه لمساعدته على تجاوز خوفه، أو تعريضه للأشياء التي تخيفه دون إتاحة فرصة له للهروب بهدف مساعدته على مواجهة مخاوفه وإدراك أن ما يخاف منه لن يؤذيه.

كما توجد طريقة أخرى تجدي نفعاً بالأخص مع الأطفال والمراهقين يُطلق عليها التكيف المضاد، ويتعلم من خلالها المريض تغيير استجاباته للموقف الذي يخيفه، فبدلاً من الذعر يمكن أن يستخدم تقنيات الاسترخاء ليتجاوز الموقف دون قلق أو خوف.

يُضاف إلى أساليب العلاج المعرفي السلوكي السابقة عند الإصابة بالرهاب الاجتماعي بعض الجرعات المنخفضة من مضادات الاكتئاب، أو مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو بعض المهدئات من فئة البنزوديازيبينات لدعم الخطة العلاجية.

رغم أن مخاوف الرهاب غير واقعية وتؤثر سلباً في حياة المريض بشكل بالغ؛ إلا أن الأساليب العلاجية أثبتت فعاليتها في الحد منها، لذلك إذا كنت تعاني من أي أعراض للرهاب فلا تتردد أن تأخذ خطوتك الأولى للعلاج حتى تهزم خوفك وتحيا بشجاعة.

المحتوى محمي !!