أفضل 5 كتب عن القلق

5 دقائق
مرضى القلق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يُعد القلق العرَض الرئيس للعديد من الاضطرابات النفسية الشائعة؛ مثل نوبات الهلع والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب القلق العام، وترافقه عدة أعراض مزعجة كازدياد معدلات نبضات القلب والتنفس، والتعرق؛ لكن يظل علاجه ممكناً باتباع أساليب متنوعة مثل العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي. علاوة على ذلك، يمكن للمريض أن يقرأ الكتب الإرشادية التي ستساعده على إدارة أعراض قلقه، ونستعرض في مقالنا أفضل 5 كتب كُتّابها خبراءُ نفسيون من أصحاب الخبرة ما يجعلها ذوات فوائد ملموسة تساعد مرضى القلق على تجاوز هذه المحنة.

" لا يُفرغ القلقُ الغدَ من حزنه؛ بل يُفرغ اليومَ من قوّته"، الكاتبة الهولندية كوري تن بوم (Corrie Ten Boom).

تعبّر الجملة السابقة عن معاناة مرضى القلق الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم، ووصل بحسب جمعية القلق والاكتئاب الأميركية (ADAA) إلى 40 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها؛ ما جعله أكثر الأمراض النفسية انتشاراً هناك. وعلى الرغم من هذا العدد الكبير، فنسبة المرضى الذين يتلقون العلاج لا تتجاوز 36.9%!

يعرَّف القلق بأنه شعور بعدم الارتياح تجاه المواقف التي يجب ألا يشعر الشخص تجاهها بهذا الشعور؛ ما يؤثر سلباً في حياته اليومية.

ويُعد القلق العرَض الرئيس لاضطرابات نفسية عديدة مثل نوبات الهلع والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب القلق العام، وترافقه وفقاً لموقع مايو كلينك الطبي (Mayo Clinic) أعراض متنوعة؛ منها ازدياد معدلات نبضات القلب والتنفس، والتعرق والارتجاف، إلى جانب التركيز على الجانب السلبي فقط من الموقف.

وعلى الرغم من الصعوبة التي يواجهها مريض القلق في حياته إلا أن المعهد الوطني الأميركي للصحة النفسية (NIMH) يشير إلى وجود أساليب علاجية مختلفة له؛ ومنها العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي.

وكذلك تمكن قراءة العديد من الكتب الإرشادية التي تساعد المريض على إدارة أعراض مرضه، لذا نستعرض في هذا المقال أفضل 5 كتب عن القلق، وقد حرصنا عند اختيار الكتب على توفر نسخ مترجمة لها جميعاً إلى اللغة العربية.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين الهلع والقلق؟

الكتاب الأول: فكّك قلقك (Unwinding Anxiety)

يرشح لنا المختص النفسي السعودي منصور العسيري هذا الكتاب، لكاتبه الطبيب النفسي الأميركي جودسون بروير (Judson Brewer)، مؤكداً أنه يضم الكثير من النصائح العملية والعلمية لعلاج اضطراب القلق والتعامل معه.

وبالفعل عند قراءة الكتاب سنجده يعمد إلى الابتعاد عن أسلوب تقديم النصائح المعلّبة ويلجأ إلى تقديم مفاتيح معرفية للقارئ تمكّنه من استخلاص الإرشادات المناسبة.

وفي سبيل تحقيق ذلك، يمكن اتباع 3 خطوات رئيسة يطرحها الكتاب تبدأ بالبحث عن جذور القلق من عادات أو أفكار أو سلوكيات لأن فهم المشكلة نصف الحل مثلما يقولون. لذا يرى بروير أن استيعاب القلق جيداً يُعد أفضل بكثير من تركه يعبث بحياة الشخص دون إبداء أي رد فعل إيجابي، مشيراً إلى أن الوعي بالقلق يجعل مرضاه أقل قلقاً.

ينتقل الكاتب بعد ذلك إلى الخطوة الثانية وهي تفكيك نظام المكافأة في دماغ المريض، فربما تجعلنا عادات معينة ترسخت في هذا النظام أكثر ميلاً للقلق، لذا دورنا حينها أن نتخلى تدريجياً عن هذه العادات متحلين بالإرادة، ثم نستبدلها بعادات صحية جديدة.

وأخيراً تأتي خطوة ممارسة السلوكيات التي تبعدنا عن القلق؛ مثل تمارين اليقظة الذهنية والتنفس والتأمل، وبذلك يكون الكاتب قد قدم للقارئ علامات إرشادية إلى طريق التعافي التي سيشقها بذاته.

اقرأ أيضاً: ما أعراض القلق النفسوجسدية؟

الكتاب الثاني: دون قلق: تحرَّر من مخاوفك قبل أن تسيطر عليك (Anxiety Free: Unravel Your Fears Before They Unravel You)

يصف الطبيب النفسي السعودي بندر آل جلالة، كاتبَ هذا الكتاب وهو عالم النفس الأميركي روبرت ليهي (Robert Leahy) بأنه أفضل مَن نشر كتباً وأبحاثاً عن القلق. ويستعرض ليهي في كتابه اضطرابات القلق الستة المعترَف بها؛ وهي اضطراب الرهاب واضطراب الهلع واضطراب القلق العام واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الوسواس القهري، من خلال استعراض أسبابها وأعراضها وعلاجها.

ثم ينتقل بعد ذلك إلى تقديم مجموعة من التقنيات العملية لمواجهة القلق معتمداً على أسلوب خطوة بخطوة، وقد نال الكتاب إعجاب الكثير من القرّاء على موقع غود ريدز (Goodreads) إلى حد تأكيد أحدهم بأنه أصبح كتابه المفضل حول القلق.

اقرأ أيضاً: ما لا تعرفه عن القلق التوقعي

الكتاب الثالث: حقيبة أدوات علاج القلق (The Anxiety Toolkit)

كاتبة هذا الكتاب هي الطبيبة النفسية الأميركية أليس بويز (Alice Boyes)، وهو موجه إلى الأشخاص الذين يفرطون في التفكير قبل القيام بأي فعل أو تغلب عليهم النظرة السوداوية إلى مجريات الأحداث حولهم ظانين أن أسوأ ما يمكن سيحدث، والذين يُقلقهم عدم المثالية في مناحي الحياة جميعها.

لكن من أجل ضمان المصداقية؛ لا تعِد الكاتبة القارئ أن معدل قلقه سيصل إلى النقطة صفر، فهي تشرح له كيف أن بعض القلق يمكن أن يكون مفيداً، وتساعده في الوقت نفسه على إدارة أعراض القلق الضار؛ مثل اجترار الأفكار والتردد والخوف من الانتقاد والسعي إلى الكمال، من خلال تقديم استراتيجيات عملية فعالة ونصائح يمكن اتباعها في الحياة اليومية.

إن ما يميز هذا الكتاب عن غيره من كتب المساعدة الذاتية هو تركيزه على ما يمكن فعله، وذلك بتقديمه نصائحَ قابلة للتطبيق.

اقرأ أيضاً: متى يكون القلق إيجابياً؟ وكيف يمكننا إدارة القلق السلبي؟

الكتاب الرابع: استشعِر الخوف وأقدِم على ما تخاف (Feel the Fear and Do It Anyway)

قسّمت الكاتبة وعالمة النفس الأميركية سوزان جيفرز (Susan Jeffers) كتابها إلى 6 فصول، وتهدف من خلالها إلى تحويل الشخص الذي يتغلب عليه قلقه ويجعله خائفاً من القيام بأي شيء، إلى شخص إيجابي يواجه قلقه بشجاعة.

تبدأ الكاتبة من الفصل الأول بتعريف مستويات الخوف وأسبابها مقدّمة بعض الأمثلة على كل مستوى، ثم تنتقل في الفصل الثاني إلى استعراض حقائق عن الخوف أهمها أن الخوف لن يختفي طالما استمر الشخص في النمو، وأن الطريقة الوحيدة للتخلص منه تتمثل في مواجهته لأن آثار العيش معه بالغة السوء.

لكن كيف يواجه الشخص مخاوفه؟ هذا ما يتناوله الفصل الثالث باستفاضة بتقديم آليات عملية لتغيير القناعات الذهنية المرتبطة بالقلق.

ولأن طريق التحول من الألم إلى القوة كما تسميها جيفرز لن تكون سهلة؛ تتناول في الفصل الرابع أهم العوائق التي ستظهر خلال هذه الطريق وكيفية التعامل معها.

أما الفصل الخامس فيساعد القارئ على تغيير نظرته من السوداوية إلى الإيجابية، وتطوير مهارة التفكير الإيجابي لديه.

وأخيراً، تقدم الكاتبة في الفصل السادس إرشادات لصناعة بيئة مجتمعية جديدة محفزة، فربما عندما يتخلى الشخص عن السلوكيات والأفكار القلقة لن يرغب بالوجود مع الأشخاص الذين كان بصحبتهم، وهنا يلزمه البحث عن رفقاء جدد.

الكتاب الخامس: أفضل 10 تقنيات لإدارة القلق على الإطلاق (The 10 Best-Ever Anxiety Management Techniques)

يقدم الكتاب لكاتبته المختصة النفسية مارغريت ويرينبرغ (Margaret Wehrenberg)، استراتيجيات وسلوكيات محددة بدقة للمساعدة على التعامل مع القلق، وتُشرح كل نقطة فيه شرحاً وافياً ليستفيد مريض القلق منها عملياً.

وتلفت ويرينبرغ النظر في كتابها إلى جانب مهم ومؤثر في مرضى القلق؛ ألا وهو أنه لا يمكن للعلاج الدوائي مهما بلغت فعاليته، أن يعالج اضطراب القلق بمفرده؛ إذ يحتاج المريض بالتوازي مع تناول الدواء إلى تنفيذ العديد من الإرشادات الذاتية التي تستهدف علاج الأسباب الكامنة وراء قلقه وإدارة الأعراض التي تظهر عليه.

ويتناول الكتاب أهم تلك الإرشادات؛ ومنها كيفية قطع الطريق على اجترار الأفكار، وممارسة تمارين التأمل، واستباق القلق بخطوة بالتخطيط لمواجهته عندما يظهر.

اقرأ أيضاً: أعيش في قلق دائم: ما الحل؟

وأخيراً، يجب أن يشمل علاج القلق مسارَين متوازيَين هما العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي مثلما أخبرتنا المختصة النفسية مارغريت ويرينبرغ. لذا إن كنت تعاني من القلق ولم تَعُد الإرشادات الذاتية تجدي نفعاً، فلا تتردد حينها في اللجوء إلى المعالج النفسي من أجل الحصول على خطة علاجية متكاملة.

المحتوى محمي