ملخص: تغيير المعالج النفسي أمر شائع، وقد يساعدك على نحو كبير في عملية الشفاء. لكن متى تعلم أن الأوان قد حان لتغيير المعالج؟ وما الخطوات المناسبة لإجراء هذا التغيير؟
قد يعرف معالجك النفسي ماضيك كله؛ نقاط ضعفك وقوتك، وانكساراتك وانتصاراتك، وربما رافقك في أصعب اللحظات. لذلك؛ قد تبدو فكرة تغييره مستبعَدةً فهو، كما يُقال، "يعرف البئر وغطاءه". لكن ثمة إشارات تخبرك بضرورة تغييره وإيجاد معالج أفضل بالنسبة إليك. لنرَ ما هي هذه الإشارات، وكيف يمكنك فعل ذلك.
7 علامات على أن الوقت قد حان لتغيير معالجك النفسي
ثمة إشارات كثيرة تنذرك بضرورة تبديل المعالج النفسي؛ ونذكر أهمها فيما يلي:
معالجك النفسي لا يفهمك
وهذا على الأغلب أوضح الأسباب وأهمها، فقد تتأثر صحتك النفسية وعملية شفائك سلباً في حال شعرت أن معالجك النفسي لا يفهمك جيداً، أو شعرت بجهد عاطفي خلال محاولة إيصال مشاعرك له. قد ترغب في العثور على معالج نفسي يشاركك خلفيتك الثقافية، أو ربما مر بتجارب حياتية مماثلة لتجاربك، في حال كان معالجك الحالي لا يفهم تجربتك كونه من خلفية ثقافية أو عرقية أو جنسية مختلفة عنك.
في الأحوال معظمها، إن كنت تشعر بعدم الارتياح، أو تجد صعوبة في التحدث إلى معالجك النفسي عن أي موضوع، أو بدا أنه لا يسمعك حقاً، أو لا يستوعب ما تقوله، أو يطالبك بتوضيح ما تقصده باستمرار، ومع ذلك تبقى توضيحاتك غامضة بالنسبة إليه، فمن المنطقي أن تبحث عن معالج نفسي جديد.
اقرأ أيضاً: أنا ومعالجي النفسي: علاقة فريدة من نوعها.
عدم شعورك بأي تحسن
على الرغم من أنه تصعب معرفة ما يمكن توقعه من العلاج، ولا يمكنك توقع نتائج فورية بالطبع، فإنك في حال لم تحرز تقدماً ملحوظاً بمرور الوقت، ولم تلحظ أي تحسن، فقد يساعدك تغيير المعالج على رؤية النتائج بسرعة أكبر.
جدير بالذكر إن طول العلاج يختلف باختلاف حالة الفرد ونوع العلاج المقدم؛ إذ يُعد بعض الطرائق مثل العلاج المعرفي السلوكي قصير الأمد؛ في حين قد تركز الطرائق الأخرى مثل العلاج النفسي الديناميكي، على الحالة الإنسانية عموماً، ويمكن أن تستمر لسنوات. علاوة على ذلك، قد تشعر أن العلاج بالكلام لم يعد ينفع وتفضل استكشاف طرائق أُخرى. قد تشعر ببساطة بأنك تحتاج إلى منظور جديد!
حصول موقف مزعج، أو أكثر، بينكما
من الطبيعي أن تشعر بالغضب من معالجك النفسي أحياناً؛ إما نتيجة عدم موافقتك على التعليقات الواردة في الجلسة وإما بسبب أي أمر آخر. وعلى الرغم من أن التحدث إليه عن الأمر يمكن أن يحل المشكلة بينكما، فإنه وفي حال لم تصلحا هذا الشرخ، فقد تنسحب من العلاج قبل شفائك مثلما يفعل العديد من الأشخاص في هذه الحالات، ويجب أن تبحث حينها عن معالج نفسي جديد.
عدم قدرتك على تحمُّل تكاليف العلاج
قد لا تتمكن من تحمل تكلفة جلسات معالجك النفسي بعد الآن نتيجة تغير وضعك المالي، فإن كان الاستمرار في دفع هذه التكاليف سيسبب لك ضائقة مالية، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو سؤاله عن إمكانية التفاوض بشأن سعر جلساته؛ لأن العديد من المعالجين النفسيين قادرون على التعامل مع التغيرات في الأوضاع المالية لمرضاهم، ويمكنهم تقديم سعر متدرج لضمان استمرارية الرعاية. لكن وفي حال لم يكن ذلك بإمكانه، فقد يحيلك إلى معالج آخر يطلب رسوم جلسات تتناسب مع ميزانيتك.
اقرأ أيضاً: احذر المعالجين النفسيين عديمي الخبرة!
تخطي المعالج لحدود التواصل
قد يتخطى معالجك النفسي الحدود، فإذا كنت تتلقى مكالمات أو رسائل نصية أو تفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي على نحو متكرر خارج جلسات العلاج الرسمية، فهذا دليل آخر يُضاف إلى قائمة أسباب تغيير المعالج النفسي. بالطبع، يمكن أن يكون هذا مختلفاً إذا كنت منخرطاً في ترتيبات علاجية عبر الرسائل النصية أو الإنترنت؛ ولكن يجب أن تكون قواعد الاتصال واضحة ومطبقة باستمرار، بغض النظر عن الطريقة.
عدم إمكانية الوصول إليه
من ناحية أخرى، يُعد المعالج النفسي الذي لا يمكنك الوصول إليه مصدراً للقلق لأسباب واضحة. يحق للمعالجين النفسيين وضع قواعد حول كيفية الاتصال بهم بعد ساعات العمل أو خارج الجلسات؛ ولكن إذا كنت تتبع القواعد، وما زلت لا تتلقى ردوداً على رسائلك، فقد تحتاج إلى تغيير معالجك النفسي.
تصرُّف معالجك بطريقة غير لائقة
وهذا يدق ناقوس الخطر! إذا أبدى معالجك أيّ سلوك غير أخلاقي أو غير مهني يضرك؛ مثل انتهاك سرية معلوماتك، أو التصرف على نحو غير لائق في الجلسة، أو استخدامك لتلبية احتياجاته الشخصية، أو انتهاك حدودك، فمن المهم للغاية أن تحمي نفسك بإنهاء الجلسة والعلاقة العلاجية في الحال.
بالإضافة إلى هذه النقاط، فإن ثمة مؤشرات أخرى تدل على ضرورة تغيير المعالج النفسي وفقاً لما نشره المختص النفسي أسامة الجامع؛ مثل أن يُسقِط المعالج قيمَه وثقافته عليك، أو أن يتحدث أكثر مما يسمع، أو ألا يحمل ترخيصاً في العلاج النفسي، أو يستخدم طرائق غير معتمَدة في اللوائح والأنظمة الخاصة بالعلاج النفسي، أو يبني علاقة شخصية أو عاطفية معك، أو يتحدث عن نفسه باستفاضة في موضوعات شخصية عن حياته، أو يكشف أسماء المراجعين وقضاياهم الحساسة أمامك، أو لا يعتذر ولا يعترف بخطئه، أو يتحدث بمصطلحات معقدة أو باستخدام لغة علمية متخصصة.
كيف تغير معالجك النفسي؟
حتى لو أدركت العديد من العلامات المذكورة أعلاه، وأردت تغيير معالجك النفسي، وكنت واثقاً في قرارك، فقد يكون تغيير المعالجين النفسيين أمراً مرهقاً، وقد يكون بصعوبة إنهاء العلاقة مع أي شخص آخر في حياتك. لكن لا عليك، سترشدك هذه النصائح خلال عملية الانفصال عن معالجك النفسي، حتى تتمكن من الانتقال بسلاسة إلى معالج نفسي مختلف يناسبك أكثر، وإليك خطوات التغيير:
أخبِر معالجك الحالي
إذا قررت البحث عن معالج نفسي جديد، ففكر في مناقشة ذلك مع معالجك النفسي الحالي أولاً. على الرغم من أن هذا قد يبدو غير مريح، فقد تكون "مقابلة الخروج" هذه قيّمة للغاية إن كانت علاقتك جيدة مع معالجك النفسي الحالي. قد تساعدك هذه المناقشة على:
- إيجاد نهاية منطقية.
- تحديد المفقود من علاقتك العلاجية الحالية.
- فهم ما تحتاج إليه من معالجك الجديد.
لكن ثمة حالات يكون فيها من المنطقي أن ترسل بريداً إلكترونياً أو رسالة نصية إلى معالجك النفسي لإعلامه بالأمر. على سبيل المثال؛ في حال لم تره لفترة طويلة، أو شعرت بعدم الارتياح معه لأي سبب كان، فلا بأس من اتباع طريق أقل مباشرة.
اقرأ أيضاً: 5 معايير لاختيار معالجك النفسي بطريقة صحيحة
اطلب من معالجك النفسي تحويل سجلاتك
يمكنك أن تطلب من معالجك النفسي تحويلَ أي ملاحظات أو سجلات إلى طبيبك النفسي الجديد، أو إعطاءَك نسخة منها لتأخذها معك. عموماً، لا يتوجب على معالجك النفسي منحك حق الوصول إلى ملاحظات العملية العلاجية الخاصة به، على الرغم من أنها مجرد ملاحظات تصف جلساتك أو تحللها؛ لكن قد يوافق معالجك النفسي على مشاركتك بعض ملاحظاته على الأقل، خصوصاً إذا كان هناك سبب محدد لرغبتك في مشاركتها.
حدّد ما تحتاج إليه في المعالج الجديد
في بعض الحالات، ستكون احتياجاتك للتبديل واضحة مثلما ذُكر أعلاه، فقد تدرك أنك بحاجة إلى معالج نفسي:
- ذي خلفية ثقافية مشابهة.
- متخصص في نوع معين من العلاج؛ مثل العلاج المعرفي السلوكي على سبيل المثال.
- يقدم علاجاً عبر الإنترنت.
- يقدم أسعاراً تعتمد على الدخل.
- يقبل التأمين الخاص بك.
في حالات أخرى، قد تشعر أن ثمة أمراً غير صحيح تماماً مع معالجك النفسي الحالي؛ لكنك لست متأكداً من ماهيته، ومن المفيد حينها تحديد موعد لبعض الاستشارات مع المعالجين النفسيين المحتملين لتحديد ما هو مفقود.
لا تخف من استكشاف خياراتك
قد يبدو العثور على معالج نفسي أمراً شاقاً للغاية، وقد تميل إلى قبول أول معالج نفسي يجيب عن مكالمتك أو يقبل تأمينك. ولكن يُعد العلاج التزاماً كبيراً، سواء أكان عاطفياً أم مالياً، فلا حرج في أخذ وقتك واستكشاف خياراتك.
إحدى طرائق البحث هي وضع قائمة مختصرة للمعالجين النفسيين الذين يناسبون معاييرك عموماً، ويقبلون عملاء جدداً. بعد ذلك، يمكنك الاتصال بهم لمعرفة ما إذا كانوا يقدمون استشارة أولية مجانية. يتيح لك هذا الفرصة لطرح الأسئلة والتعرف إلى أسلوب كلٍ منهم، أو، إذا كانت علاقتك طيبة مع معالجك النفسي الحالي، يمكنك أن تطلب منه توصية.
اقرأ أيضاً: كيف تتصرف عندما يأخذ طبيبك النفسي إجازة؟
ختاماً، عليك أن تعلم أن تغيير المعالجين النفسيين أمر شائع جداً، وليس بالضرورة أن يكون تجربة سلبية. المفتاح هو تحديد ما تحتاج إليه في معالجك النفسي المستقبلي. تذكر دائماً أن احتياجاتك مهمة، وأنك تستحق العثور على الشخص المناسب لدعمك في رحلتك نحو تحسين صحتك النفسية.