5 معايير لاختيار معالجك النفسي بطريقة صحيحة

معالج نفسي
shutterstock.com/pikaczy
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشغل 5 أسئلة جوهرية ذهن أي شخص ينوي زيارة معالج نفسي ونحاول فيما يلي الإجابة عنها اعتماداً على تجارب بعض القراء ورأي الطبيبة النفسية سيلفي أنغيل مؤلفة كتاب: “كيف تختار معالجك النفسي” (How to choose your shrink).

  • كيف تعثر على معالج نفسي؟
  • هل أقصد المعالج النفسي لأحد أقربائي أو أصدقائي؟
  • هل يجب أن يكون المعالج رجلاً أم امرأة؟
  • ما هي الأسئلة التي يجب عليّ طرحها خلال الجلسة الأولى؟
  • كيف أعرف ما إذا كان المعالج النفسي الخاص بي مناسباً لي؟

كيف تعثر على معالج نفسي؟

تقول نيكول: “استعنت بدليل الصفحات الصفراء عندما رغبت بزيارة معالج نفسي لأول مرة”. ووجدت هنالك التبويبات الخاصة بـ : المحللين النفسيين، والأطباء النفسيين، وعلماء النفس، ولأنني لم أكن على دراية تامة بتخصص كل منهم فقد اتبعت طريقة الاستبعاد لأصل إلى ما يناسبني. محلل نفسي؟ لا، فأنا لم أرغب بخوض رحلة علاج طويلة. إذاً طبيب نفسي؟ لا فأنا لم أكن مجنونة، وكل ما أردته هو فهم ما كان يحدث لي. لذا فقد اخترت في نهاية الأمر الذهاب إلى عالمة نفس، وكان المعيار الرئيسي في اختياري لها هو وجودها في نفس الحي الذي أقطن فيه. كانت الجلسة الأولى معها سيئة للغاية، فقد كان لديها بعض المشكلات الشخصية على ما يبدو. لم أزرها ثانية واستغرق الأمر شهوراً قبل أن أرى معالجاً نفسياً آخر”.

رأي سيلفي أنغيل: “من المهم أن تطلب المشورة قبل البحث عن معالج نفسي، إذ يجب قبل كل شيء التمييز بين أساليب العلاج المتاحة وتحديد المناسب منها لمشكلتك. ثم يمكنك بعد ذلك البحث عن المعالج النفسي الذي يتمتع بالشخصية والخبرة الكافية والمناسبة للوقوف على الصعوبات التي تعاني منها. ولتجنب عدم المعرفة الكافية بالأطباء الموجودين في دليل الصفحات الصفراء، يمكنك، على سبيل المثال، الذهاب إلى طبيبك العام الذي يعرفك جيداً والذي اعتاد على إحالة مرضاه إلى المعالجين النفسيين، إذ يمكنه أن يوصي لك بأحدهم”.

هل أقصد المعالج النفسي لأحد أقربائي أو أصدقائي؟

يوضح أنطوان قائلاً: “عندما شعرت بأنني قد ضقت ذرعاً بحالتي النفسية قصدت المعالج النفسي الخاص بصديقي فرانسوا”. ويتابع: “بعد بضعة أشهر، وقعت في حب ناتالي، وهي امرأة شابة كان فرانسوا قد قدّمها لي. وكنت كثيراً ما أتحدث عن ناتالي خلال الجلسات العلاجية، والتي كان المعالج خلالها مستمعاً جيداً، لكنني شعرت أن افتتاني بنتالي كان يزعجه”. “ذات يوم، أخبرني فرانسوا أنه سينتقل للعيش مع ناتالي، يا لها من صدمة، لقد كان المعالج النفسي على دراية بهذا الأمر بالتأكيد بما أن صديقي فرانسوا كان أحد مرضاه، لكنه امتنع عن الكلام في الأمر احتراماً للسرية المهنية، إلا أنني لم أسيطر على شعوري بأني تعرضت للخيانة، وبأني كنت أضحوكة”.

رأي سيلفي أنغيل: “هنالك مزايا في استشارة المعالج النفسي لأحد الأصدقاء: فأنت بذلك تتجنب مغبّة زيارة طبيب لا تعرفه، إذ يمكن لهذا الصديق أن يشهد بمهارة المعالج. لكن حالة أنطوان هي مثال على الوضع الذي قد يجد المعالج النفسي نفسه فيه إذا كان هنالك اثنان من مرضاه يعرف كل منهما الآخر: فقد يجد نفسه محاصراً في صراع الولاء الذي يهدد واجبه في الحفاظ على السرية المهنية. كما قد يكون الأمر أكثر حساسية عندما يستقبل المعالج النفسي فردين من نفس العائلة بشكل منفصل. فإذا لم يكن استقبال فردين من نفس العائلة يمثل أحد ضرورات العلاج الأسري أو علاج الزوجين، فيجب عليه رفض القيام بذلك. ولا ضير من استشارة المعالج النفسي لصديق أو قريب من أجل إجراء مقابلة تقييمية لديه، ويمكن أن يوجهك بعد ذلك إلى أحد زملائه اعتماداً على حالتك”.

هل يجب أن يكون المعالج رجلاً أم امرأة؟

تقول ألين: “أصبت باضطراب فقدان الشهية عندما كان عمري 17 عاماً، وتلقيت العلاج النفسي”. وتتابع: “وأصررت آنذاك على أن يتابع حالتي معالج نفسي رجل، وأعتقد أنني كنت أريد تضليله وإقناعه أنني بخير لتجنب الاستبطان النفسي الصعب. لم أتمكن من خداعه، لقد كان معالجاً نفسياً جيداً، وتلقيت العلاج لديه لمدة عامين. وبعد التغلب على اضطراب فقدان الشهية لدي، بدأت علاجاً نفسياً تحليلياَ جديداً، هذه المرة مع معالجة امرأة، لكنّ ما ساعدني حقاً هو أن كليهما كان على دراية جيدة باضطراب فقدان الشهية”.

رأي سيلفي أنغيل: “ليس من المهم عند اختيار المعالج النفسي أن يكون رجلاً أو امرأة. تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الخصوبة، يفضلن التحدث إلى النساء، بينما يفضل الرجال التحدث مع الرجال عن صعوباتهم الجنسية. ولا يعني هذا أن المعالجين الذكور لا يستطيعون فهم أي شيء عن مشاكل النساء والعكس صحيح. وإذا كان لديك ثقة أكبر في أي منهما، فاستمع إلى نفسك، مع ذكر أن التفضيلات الصحيحة منذ البداية تعني مسيرة علاجية أفضل. وشيئاً فشيئاً، ستكتشف الدوافع اللاواعية لاختيارك، وستلاحظ بالتأكيد أن احتراف المعالج هو المهم قبل كل شيء”.

ما هي الأسئلة التي يجب عليّ طرحها خلال الجلسة الأولى؟

تقول رينيه:”قال لي المعالج خلال الجلسة الأولى أن تكلفة كل جلسة هي 60 يورو بواقع جلستين أسبوعياً”. وتتابع: “قبلت بهذا السعر دون نقاش. لكنني لم أستطع تحمل مثل هذه النفقات، وبعد عدة أسابيع أخبرت المعالج النفسي بذلك، وسألني كم كنت أعتقد أنني سأدفع له وكم عدد الجلسات الذي يناسبني، ثم ناقشنا ذلك وتفاوضنا فيه. وبالنظر إلى الوراء، أدركت أنني لم أطرح أي أسئلة في الجلسة الأولى. وقد فهم معالجي مشكلتي جيداً: لقد استسلمت له تماماً إذ كانت مشكلتي هي الاتكال على الآخرين، لدرجة أني لم أعد أجد نفسي. ومن خلال فرض سعر وإيقاع محدد علي، كان المعالج النفسي يدعوني للرد بما يتماشى مع برنامجي العلاجي”.

رأي سيلفي أنغيل: “تشتمل المقابلة الأولى مع المعالج النفسي على تقييم لحالة المريض. ويحاول الاختصاصي النفسي فهم الخطوط العريضة لمشكلتك من أجل طرح المؤشرات العلاجية الممكنة مثل: التحليل النفسي، والعلاج السلوكي، والدائرة الأسرية للمريض. ويجب عليك من جانبك أن تطرح الأسئلة عليه بما في ذلك التحقق من مهاراته: تدريبه، والمدرسة التي ينتمي إليها، وما إلى ذلك. استفسر عن النهج العلاجي الذي يتبعه المعالج: السعر، وعدد الجلسات، والآلية: (وجهاً لوجه، والاستلقاء على الأريكة، والتمارين). ويجب أن يكون المعالج قادراً على شرح نهجه بصدق، مع حفاظك على تفكيرك النقدي في حالة تأهب، ولكن احذر من توقعاتك: إذ قد تكون انتقاداتك علامة على مقاومة الانخراط في العلاج”. وتتابع: “إذا لم تلمس الأمور المذكورة خلال المقابلة الأولى، فلا تتردد في استشارة مختص آخر”.

كيف أعرف ما إذا كان المعالج النفسي الخاص بي مناسباً لي؟

كنت أعاني من أزمة زوجية خطيرة، ما جعلني مشوشة ومكتئبة لذا قررت استشارة طبيب مختص. خلال عدة جلسات، استمع الطبيب النفسي إليّ باهتمام، وكان يُعلق تعليقات ودية خلال حديثي، لقد كان لطيفاً ومتفهماً جداً”. ثم بدأ بإعطائي نصائح مباشرة من قبيل: “لا تجيبيه في مثل هذه الحالة، أما في هذه الحالة اخرجي لتناول العشاء مع صديق”. “لم أتمكن من تطبيق السلوكيات التي كان يشير بها عليّ، وشعرت بالذنب وبعدم الارتياح أكثر فأكثر ولم أستطع التفكير بنفسي. وعندما أدركت أنني كنت أقوم بمقاطعة أي نقاش مع زوجي للتحدث إلى المعالج النفسي والحصول على رأيه، أوقفت كل شيء، لقد مرت 6 أشهر حتى الآن”.

رأي سيلفي أنغيل: “احذر من المعالجين النفسيين الذين يقودونك إلى علاقة التبعية: فالهدف من العلاج هو الوصول إلى مزيد من الاستقلالية في إدارة المصاعب التي تعاني منها”. واتبع حدسك لمعرفة ما إذا كان المعالج النفسي مناسباً لك. إن مشاعر التعاطف بينك وبين المعالج أمر مهم ولكنه ليس كافياً، إذ يجب أن تشعر أن المعالج يستمع إليك حقاً وأنك تحرز تقدماً، واحترس من أولئك الذين يجعلونك تؤمن بالمعجزات. فلا يمكن للمعالج النفسي بأي حال من الأحوال أن يضمن لك نتيجة العلاج أو مدته، والتي تعتمد إلى حد كبير على التزامك ودوافعك والصعوبات التي تعاني منها، وذلك باستثناء العلاجات التي تتمحور حول أعراض محددة مثل: الرهاب، والهوس. كما يجدر بك الابتعاد عن المعالجين النفسيين الذين يتجاوزون إطار عملهم المهني، من خلال دعوة لتناول العشاء، على سبيل المثال، أو الذين ينتهكون أخلاقيات المهنة.

المحتوى محمي !!