أفضل عادة يومية يمكنها تعزيز سعادتك بحسب مختصين نفسيين

2 دقيقة
الإيثار
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الإيثار شيمة رفيعة تثري روح الفرد وتساعده على الشعور بالسعادة والرضا. لكنّ العلماء أثبتوا أن هذه الخصلة الراسخة في تاريخ الإنسان ساعدته أيضاً على الاستمرارية والبقاء. فما فوائدها النفسية والمعنوية؟ وكيف يمكن استثمارها لتعزيز الشعور بالراحة والطمأنينة؟ هذا ما يجيب عنه المقال التالي.

اختلفت آراء العلماء المهتمّين بدراسة تطور الأنواع منذ سنوات حول أهمية الإيثار في هذا المجال. في هذا الإطار ركّز مقال نشره موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) على موضوع مساعدة الآخر ودوره في تطوّر النوع البشري. إنه موضوع واسع يساعدنا على فهم الأسباب التي تجعل مساعدة الآخر أفضل طريقة لمساعدة الذات.

لماذا نساعد بني جلدتنا؟

وفقاً للعلماء فإن بقاء النوع البشري لم يكن ممكناً لو لم يفهم الأفراد سريعاً أن من مصلحتهم مساعدة بني جلدتهم. نحن نساعد أقاربنا الذين نتشارك معهم العناصر الوراثية ولو كان ذلك مكلفاً بالنسبة إلينا، لأنهم إذا نجحوا في نقل عناصرهم الوراثية إلى الجيل التالي فهذا يعني توارث عناصرنا أيضاً.

كما أننا نساعد الأشخاص القادرين على مساعدتنا من خلال الإيثار المتبادل. وقد ننخرط أحياناً في سلوكٍ إيثاريّ شاقّ أو بطولي على نحو يبرز مزايانا ويُظهرنا أقوياء ومحبوبين في نظر الآخرين. نظرة الباحثين وعلماء الاجتماع إلى هذه الجوانب المختلفة من الإيثار تُظهر لنا أن المجتمعات التي تحلّت بالإيثار المتبادل على مدار قرون كانت أكثر قدرة على البقاء وتميّزت بقدر أكبر من التماسك والتضامن الشامل.

مساعدة الآخرين تجعلنا أكثر سعادة

عندما ننمو في وسط اجتماعي معين فإننا نميل بطبيعتنا إلى الرغبة في تقديم المساعدة إذا شعرنا بأجواء الثقة. تتطلّب المساعدة الثقة، وتستدعي هذه الثقة أيضاً المساعدة. هذا يعني الانخراط في دورة محمودة يمكن أن تقود أفراد المجموعة جميعاً بسهولة نحو التحسّن الشامل سواء تعلّق الأمر على سبيل المثال بتحسين المناخ العام في الأسرة أو الأداء في العمل أو القوة البدنية في قبيلة من قبائل ما قبل التاريخ.

تسمح لنا مساعدة الآخرين إذاً بتبني نمط تعامل إيجابي لن نقتصر فيه على دور المساعدة فقط بل سنجني من ورائه أيضاً تحسّناً شاملاً على المدى البعيد. تمثل مساعدة الآخرين فرصة أيضاً للشعور بالراحة النفسية. فالتبرّع بالجهد أو الوقت أو حتّى المال يجعلنا سعداء.

وقد أثبت الكثير من الباحثين وجود صلة بين السخاء والسعادة لأن العطاء يحسّن على نحو ملحوظ الصحة العضوية والنفسية ويعزّز العلاقات مع الآخرين. كما أظهرت دراسات عدّة أن السخاء يخفّض نسبة إفراز الدماغ هرمونَ الكورتيزول المسؤول عن التوتّر. في المقابل يزيد التعامل بسخاء مع الآخرين هرمونات السعادة وهي مواد كيميائية يفرزها الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين والإندورفين، ومن ثمّ يولّد الشعور بالمتعة والرفاهية العاطفية علاوة على الشعور بالرضا بل يزيد أحياناً الإحساس بالإثارة، وهذا ما يسمّيه علماء النفس “نشوة مقدّمي الرعاية”.

يرى الخبراء إذاً أن مساعدة الآخرين أفضل طريقة لمساعدة الذات حيث لا تقتصر فائدتها على الإسهام في رفاهية المجموعة التي ننتمي إليها فحسب، بل تشملنا نحن أيضاً بما تولّده لدينا من شعور بالراحة النفسية.

اقرأ أيضاً: