ليس من السهل الاعتراف أن العلاقة العاطفية مع الشريك لم تعد تشعرنا بالسعادة، وأنها بلا شك تقترب من نهايتها. ومع ذلك، فمن الأفضل أن نعي حالة هذه العلاقة، وأن نواجه الواقع قبل أن تتمكن منا مشاعر الخيبة والمرارة. فيما يلي ست دلالات تقدم لك رؤية أوضح حول علاقتك العاطفية.
يرى المدرب والمعالج النفسي الأميركي جيفري بيرنشتاين، أنه عندما يتساءل المرء عن سبب بقائه في العلاقة العاطفية التي لم تعد تشعره بالسعادة، فإن خوفه من أن يجد نفسه وحيداً هو غالباً ما يكون سبب استمراره فيها. تقول المتخصصة في التحليل النفسي آن ماري بينوا: "تستمر العلاقات أو تشهد نهايتها بالنسبة للأشخاص وفقاً للمعايير الشخصية لكل منهم؛ ولكن الشيء المشترك بين جميع العلاقات التي تتفكك وتنتهي هو شعور الشخص بالانفصال عن الآخر، وأنه قدم كل شيء، وفعل كل ما بوسعه للحفاظ على هذه العلاقة دون جدوى، إضافة لمشاعر عدم الرغبة في تواجده، أو حتى الشعور بالارتياح لعدم تواجده، والتعبير عن ذلك في غيابه مراراً وتكراراً ".
هي ست دلالات، يرى المعالجان أنه إذا تعرّف الشخص على علاقته في واحدة منها أو أكثر، فقد يكون من المفيد له إعادة تقييم هذه العلاقة أو التفكير في طلب المساعدة من أحد المختصين.
تقول آن ماري بينوا: "من المؤكد أن الإنكار لن يحل أي شيء. على العكس من ذلك، فهو يضيع الوقت الذي يمكن استخدامه للتفكير واتخاذ خطوة ما".
العلاقة العاطفية كانت تسير بشكل سيئ لفترة طويلة
جدالات مزمنة ومرهقة وشجارات عنيفة تخلف لدى المرء جروحاً نفسية ومرارة ويأساً. انفصال كبير في العلاقة الحميمة، فهي إما غائبة تماماً (لا وجود لمشاعر الرغبة والحنان)، أو أنها أصبحت اللغة الحميمة الوحيدة بين الزوجين. وفي كلتا الحالتين؛ لم تعد مشاعر الألفة والتعاطف والتعاضد موجودة بينهما. مناخ متوتر وعنيف وسام يرى الشخص بأنه مستمر منذ فترة طويلة بالفعل.
ويجد المرء أنه حاول بذل جهده مرات عدة، بمفرده أو مع الشريك، لإصلاح هذه العلاقة؛ ولكن دون جدوى؛ إذ سرعان ما تسوء الأمور مجدداً بعد كل محاولة للإصلاح. فمن اللوم إلى الاتهامات نفسها التي تنهال دائماً، يبدو الوضع ميئوساً منه، ويوقن الشخص أن ما يعيشه اليوم مع الشريك، لا يشبه تلك الخلافات العابرة خلال فترة الافتتان الأولى من العلاقة.
الشعور بالإحباط والتعاسة
بعد المحاولات العديدة واليائسة لمنح شريكه -وبالتالي العلاقة- فرصة أخرى، يهيمن على المرء شعور من شقين وهما الإحباط والحزن، إضافة لشعور القلق، والسخط الذي يتملكه بشكل مستمر.
كما تكون مشاعر الغضب والاستياء من النفس حاضرة بشدة؛ إذ يشعر الشخص بأنه يضيع وقته في علاقة أصبحت عبئاً عليه. وكلما تيقن من ذلك، تفاقمت مشاعره السلبية، ووجد صعوبة في تصوّر مستقبله ضمن هذه العلاقة.
مستوى التسامح مع الآخر منخفض جداً
يشعر الشخص بالانزعاج من كل ما يتعلق بالآخر الذي قد يبادله هذه المشاعر أيضاً؛ إذ تصبح أدنى زلة أو تقصير أو خطأ منه محلاً لنزاع عدواني. حتى أنه قد يجد أحياناً صعوبة في تحمل حضوره، كما ينهال عليه بانتقادات حول جسده أو شخصيته؛ إذ يصبح تذكر أنه أُعجب بشريكه وأحبه وشعر بالإغراء تجاهه يوماً ما أمراً صعباً بالنسبة له.
ومن قضاء أمسية مع أصدقائه إلى إجراء محادثة خاصة مع أحدهم، يجد الشخص نفسه يقضي الكثير من الأوقات الممتعة بمعزل عن شريكه، ورغم أن هذا قد يشعره بالحزن، فإنه يفشل في النظر إليه بلطف أو بحنان.
لا شيء يسير على ما يرام بعد الآن
تحدث بعض حالات الشقاق بين الزوجين في صمت مكتوم، فلا صراخ أو نزاعات مفتوحة تشير إلى أي مشاكل في العلاقة العاطفية أو أنها ليست على ما يرام. ومع ذلك؛ يشعر المرء أن علاقته بالآخر غير مُرضية له، وأن العلاقة الحميمة بينهما قد تفككت، وأن الاختلافات في وجهات النظر، وأحياناً حتى القيم، أصبحت أكثر عدداً من التقاربات بينهما. ويعود ذلك إلى التباعد الذي يحدث بين الطرفين مع الوقت، وهو ما يُشعر الشخص بأنه غريب عن شريكه، وغير مبالٍ به تقريباً.
قد تبدو الحياة الأسرية في مظهرها مُرضية ومستقرة وحتى مطمئنة؛ لكن الواقع هو أن الجانب الحميمي للحياة الزوجية لم يعد موجوداً؛ إذ يبدو أن كل طرف يعيش حياته وعلاقاته ويمارس هواياته وعاداته بمعزل عن الآخر. وحتى لو تخللت التبادلات اللفظية بين الاثنين حياتهما اليومية، فإن قلب وروح العلاقة فارغان. إنها حالة يشعر المرء بها بعمق ويصعب عليه أحياناً وصفها بالكلمات، ولا يخاطر بعض الأشخاص بالتعبير عن ذلك خوفاً من أن يقال إنهم يخوضون في تفاصيل تافهة أو أنهم متطلبون للغاية.
اقرأ أيضا:
لا رؤية للمستقبل برفقة الشريك
عندما تسوء العلاقة، يتوقف الشخص عن التطلع إلى المستقبل برفقة شريكه تحت أي ظرف كان؛ إذ يعتبره جزءاً من متاعبه اليومية. فلا رغبات أو مشاريع مشتركة تحفزه على هذا التطلع؛ بل على العكس تماماً، فهو غالباً ما يجد نفسه يرسم مستقبلاً مشرقاً ومسالماً بمعزل عنه.
ويتجه المرء إلى تخيل نفسه وحياته وتطوره وحده، أو ربما مع شخصٍ آخر، ويبني حياة مثالية في مخيلته، ففي جميع الأحوال سيكمل "رحلته" دون شريكه.
لن يكرر الاختيار نفسه لو عاد به الزمن
بالتركيز على شريكه فقط ونسيان وجود الأطفال لبضع دقائق، فإن السؤال الذي يجب أن يطرحه الشخص على نفسه: هل إذا عاد بي الزمن سأختار شريكي نفسه مجدداً؟، إذا كان الجواب لا، ودون تردد، فذلك لأنه قد استنفد طاقته وصبره بالفعل في هذه العلاقة.
ويجب أن يحاول التفكير فيما أثار إعجابه بالآخر سابقاً، فكلما كانت الحجج سطحية أو نرجسية (الحالة الجسدية، أو المادية، أو حب الآخر له بشكل جنوني...)، كان ذلك تأكيداً على هشاشة الأسس التي بنى اختياره عليها.
اقرأ أيضا: