متى تسعى لإصلاح علاقتك مع شريكك ومتى تتخلى عنها؟

علاقتك مع شريكك
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

علاقتك مع شريكك ليست سيئةً لدرجة أن تنفصل عنه وليست جيدةً لدرجة تدفعك أن تبقى معه؛ تظهر هذه المعضلة غالباً عندما تنهار العلاقة العاطفية. عند اتخاذك هذا القرار فأنت تخاطر بأن تتسرع في الانفصال عن شريكك في مرحلة سابقة لأوانها؛ ومن هنا تبرز أهمية تمهلك لتطرح الأسئلة المناسبة على نفسك حتى تهتدي إلى السبيل الصحيح.

إن تقييم حالة علاقتك العاطفية ليس بالمهمة السهلة؛ إذ أنه يتطلب القدرة على النظر إلى شريكك بموضوعية وبتجرد من عواطفك، وهذا صعب، والقدرة على تحديد العوامل التي تحدد قوة أو ضعف الرابطة بين الشريكين.

ثمانية أسئلة تقيّم من خلال طرحها حالة علاقتك مع شريكك

حدد الباحث الأميركي “روبرت وايس” المتخصص في الإدمان والهوية الجنسية مجموعة أسئلة تمنحك نظرةً أوضح على تفاصيل علاقتك العاطفية. الغرض من هذا الاستبيان دعوة الجميع لتقييم علاقاتهم بشركائهم قبل اتخاذ قرارهم حول الاستمرار فيها، والأهم من ذلك منح أنفسهم وقتاً للتفكّر وتحليل الأمور بأنفسهم قبل مناقشة الأمر مع شركائهم. وفقاً لعالمة النفس “مارتين تياك“: “ننخرط في العلاقة دائماً بكياننا العاطفي لذا نحن مسؤولون عما ستؤول عليه، فعلاقتنا مع شريكنا تمثلنا وتعد انعكاساً لنا، واللوم على وجود مواضع خلل فيها لا يقع بالكامل على الطرف الآخر. لهذا لا بد من أن نغير نظرتنا إلى شريكنا بدلاً من إلقاء الحمل كله عليه وانتظار تصرفه”.

اقرأ الأسئلة التالية بتمعّن وتدبّرها وأجب عنها وعندما تنهي الاستبيان ستغدو نقاط القوة والضعف في علاقتك بيّنة، ثم يعود لكل شخص أن يختار أيتابع درب الحياة مع شريكه أو يسير في درب جديد وحده.

1. هل تستمتع بقضاء الوقت مع شريكك؟

إذا استثنينا حالة الزواج التقليدي أو زواج المصلحة يمكننا أن نقول إن ركيزة الزواج هي استمتاع الزوجين بقضاء وقتهما معاً؛ استمتاعهما بتشارك الوقت والعواطف والأحاسيس والأفكار (المتماثلة والمختلفة) والاكتشافات معاً. عندما تتلاشى هذه المتعة أو تختفي تتزعزع الرابطة العاطفية بين الزوجين.

كيف كنت تحب أن تقضي وقتك مع شريكك؟ لماذا تغيرت الحال؟ كيف حاولت أن تعيد الحيوية إلى الأوقات التي تقضيها معه؟ ما أهم العقبات التي حالت دون تحقيق ذلك؟

2. هل تثق به/ بها؟

الثقة هي سر قوة الرابطة العاطفية في العلاقة؛ هي ليست عقبة (فالطفل وحده من يثق ثقةً عمياء بوالديه) لكنها الأساس الذي تُبنى عليه العلاقة. لكن أحياناً قد تتلاشى هذه الثقة وتتبدل الحال، فقد يخيب أملنا في الطرف الآخر أو يجرحنا سلوك بدر منه لكن في النهاية نعلم أننا نستطيع الوثوق به أو ربما نفقد ثقتنا.

هل تشعر أن شريكك يفهمك؟ هل تشعر أنه يدعمك في الأوقات العصيبة؟ هل تستطيع العفو عنه؟ هل تعاملان بعضكما بلطف؟ هل تُسرّ له باحتياجاتك ومخاوفك وشكوكك؟

اقرأ أيضا:

3. هل تتشاركان القيم ذاتها؟

تحدد قيمنا الأخلاقية والثقافية والدينية والسياسية مسلكنا وسلوكنا وخياراتنا في هذه الحياة. إذا تعارضت قيم شريكك مع قيمك تعارضاً جذرياً فلا مفرّ من تكرار نشوب الخلافات وسوء التفاهم بينكما. ونحن بهذا لا نعني أن مقياس قوة العلاقة اتفاقك وشريكك على كل شيء؛ بل إحساسكما أنكما تنظران إلى الحياة من المنظور ذاته.

ما معتقداتكما الراسخة (الأخلاقية والدينية والسياسية)؟ هل تتجادلان كثيراً حول تربية الأطفال والقضايا السياسية أو الأخلاقية؟ هل ترى أن اختلافات شريكك عنك تثري أفكارك أم أن هذه الاختلافات تناقض أفكارك وتخلق فجوةً بينكما؟

4. هل تناقشان خلافاتكما بحكمة؟

حدوث الخلافات حتمي في العلاقة؛ لا بل إنها ملح الحياة فوجودها بين الزوجين يشير إلى أن العلاقة ستدوم وتنمو وأن كلاً منهما يعبر عن اختلافه. لكن شتان ما بين الخلافات الإيجابية والسلبية، فالخلافات الإيجابية تمكن الزوجين من تسوية الاختلافات بينهما أو تبديد سوء الفهم أو حتى تتيح لكل منهما التعبير عن احتياجاته ورسم حدوده، وتدفعهما إلى التفاوض للبحث عن حل وسط بينهما. ومن ناحية أخرى تتسم الخلافات السلبية بتكرار توجيه الاتهامات والرغبة في “تحييد” الطرف الآخر والعجز أو الإحجام عن تقديم التنازلات، والشعور في نهايتها بعدم إحراز أي تقدم.

هل تعرف كيف تنتقد أو تلوم نفسك دون أن تهاجمها أو تهينها؟ هل تسعى إلى التحكم في العلاقة أم إلى “المحافظة” عليها؟

هل تجرؤ على الاعتذار من زوجتك عندما تتمادى في نقاشك معها؟ هل تعرف كيف تعبر عن احتياجاتك وترسم حدودك بهدوء؟ هل تخصصان وقتاً لتناقشا وسائل ترمما فيها علاقتكما؟

5. هل تتصرف على طبيعتك؟

إن حرية المرء في أن يتصرف على طبيعته دون أن يخشى من أن يحكم شريكه عليه أو يرفضه هي ركيزة العلاقة العاطفية السليمة التي يسودها الاحترام، فالخوف من الطرف الآخر وردود أفعاله ونظراته هو أحد أعتى أعداء العلاقة العاطفية بين الزوجين ولا ينبغي أن نسمح له أن يتغلغل فيها أبداً. يُبنى التلاحم والتفاهم العاطفي بين الزوجين على عقد ضمني ينص على ما يلي: “أنا أحبك لشخصك ولا أحاول التحكم فيك أو تغييرك”.

هل أنت عفوي مع شريكك؟ هل هو/هي عفوي معك؟ هل تشعر بأن شريكك يراقب تصرفاتك ويتحكم فيك أو هل تتحكم أنت بشريكك؟ هل تزعجه تصرفاتك ويجعلها محط سخرية وانتقاد دائم؟ هل تتواصل مع أصدقائك أو تمارس هواياتك دون نشوب خلاف مع شريكك؟

6. هل صمدت علاقتكما أمام تقلب الأيام؟

يرافقك بعض الأزواج والأصدقاء في سيرك على الدروب الممهدة ليتخلوا عنك مع أول حجر تتعثر فيه على درب وعرة ويختفوا دون أثر. تُقاس قوة العلاقة ومتانتها أيضاً بقدرتها على التغلب على المصاعب وتآزر طرفيها في مواجهة الشدائد مهما كانت، سواءً بطالة أو مرض أو فاجعة فقد عزيز أو مشاكل مادية أو القلق حول مسألة تعليم الأطفال وغيرها الكثير من الامتحانات القاسية التي قد تضعف العلاقة أو تقويها. يعد شعور المرء أنه وحيد أو أنه قد أسيء فهمه عند مروره بمحنة إشارةً إلى أن العلاقة لا أو لم تعد تحقق الدور الذي يجب أن تؤديه.

هل يتأثر التواصل بينك وبين شريكك في الأوقات العصيبة؟ هل تشعر أنك تتقاسم أعباء الحياة مع شريكك؟ هل تقول لنفسك أنا محظوظ لوجوده/ا معي”؟ هل أنت قادر على الإصغاء إلى معاناة شريكك وتقبلها؟

اقرأ أيضا:

7. هل توقعاتك من العلاقة واقعية؟

متطلبات الشريكين هي الدافع والضمان لعلاقة سليمة دون إغفال أهمية معرفة كيف ترسم لها حدوداً. لا وجود لعلاقة مثالية في العالم، كما لا وجود لعلاقة تمنح جميع أطرافها إحساس الاكتمال الذي يتمناه الناس؛ وهذا يعني أنك يجب أن تسعى إلى تلبية احتياجاتك الأساسية بنفسك: من تقديرك لذاتك وإحساسك بالاستقرار النفسي إلى تنمية قدرتك على فرض نفسك. أما التوقعات الواقعية تتسم بأنها يمكن تحقيقها وقياسها و”التعبير عنها”، وهي تحدد متانة العلاقة العاطفية إلى جانب الاحترام والتواصل والمشاركة والدعم، كما يمكنك مناقشتها والتفاوض حولها مع شريكك، عكس التوقعات غير الواقعية التي يُعبَّر عنها دائماً بطريقة ملتوية أو أسلوب هجومي.

علامَ تلوم شريكك؟ ما أكثر الانتقادات التي توجهها لشريكك؟ ما احتياجاتك العاطفية من علاقتك مع شريكك؟ كيف تعبر عنها؟ هل سبق وتلقيت الانتقادات التي يوجهها لك شريكك الحالي في علاقاتك العاطفية السابقة؟

8. هل يبذل كلاكما جهداً في إنجاح العلاقة؟

لا يقوم الزواج على شخص واحد، فالعلاقات المتينة والسعيدة هي التي يبذل كلا الزوجين الجهد ذاته لإنجاحها، وهذا لا يعني أن يكون أسلوب سعيهما واحداً، فهذا يعتمد على شخصية كل منهما والأدوار التي يؤديانها لإنجاحها في السراء والضراء. فالعلاقات السعيدة والمفعمة بالحيوية هي التي يضفي الطرفان لمساتهما عليها. أهم ما في الأمر هو أن يشعر كل منهما بأن الآخر يبذل قصارى جهده لجعل العلاقة سعيدةً وقويةً قدر الإمكان، كل بطريقته ووتيرته الخاصة. لكن أبقِ في ذهنك أنه: لا جدوى من رغبتك في إنقاذ علاقتك عندما لا يرغب شريكك بذلك.

هل تشعر أنك تبذل أنت وشريكك قصارى جهدكما “لإنجاح” علاقتكما؟ هل تشعر أنك وحدك تحمل مسؤولية العلاقة وتعتني بها؟ هل تشعر بأن انخراطكما في العلاقة يقل تدريجياً؟ هل كثيراً ما تتخيل حياتك دون وجود شريكك إلى جانبك؟

المحتوى محمي !!