الدلوكستين هو واحد من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات امتصاص "السيروتونين والنورإيبينفرين الانتقائية" (SNRIs)، وهو يؤثر على المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ؛ والتي تكون غير متوازنة عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب. يُستخدم الدلوكستين لعلاج الاكتئاب الشديد لدى البالغين فوق سن 18 عاماً، ويستغرق الدواء من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى يبدأ مفعوله. يُستخدم أيضاً لعلاج اضطراب القلق العام لدى البالغين، والأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن 7 سنوات، وعلاج آلام الأعصاب الناجمة عن مرض السكري أو الاعتلال العصبي السكري، وآلام العضلات أو المفاصل المزمنة؛ مثل آلام أسفل الظهر، وآلام هشاشة العظام، وسلس البول عند النساء.
كيف يعمل الدلوكستين؟
تخفف مثبطات امتصاص "السيروتونين والنورإيبينفرين الانتقائية" من الاكتئاب؛ من خلال التأثير على الناقلات الكيميائية المُستخدمة بين خلايا الدماغ، ومثل معظم مضادات الاكتئاب؛ تعمل مثبطات استرداد "السيروتونين والنورإيبينفرين" على إحداث تغيير في كيمياء المخ، وتنظيم الحالة المزاجية، وبالتالي تخفيف الاكتئاب.
كيف يختار الطبيب مضاد الاكتئاب المناسب؟
قد يتفاعل الناس مع مضاد الاكتئاب ذاته بشكل مختلف، فقد يكون فعالاً دون آثار جانبية مع بعض الأفراد دون غيرهم. وتؤدي الجينات الموروثة دوراً في تأثير مضادات الاكتئاب على الأفراد، وعند اختيار الطبيب لمضاد الاكتئاب، يأخذ في الاعتبار الأمراض الأخرى التي تعانون منها، ومضادات الاكتئاب التي تناولتموهها في الماضي.
ماهي الأعراض الجانبية للدلوكستين؟
قد تشمل الآثار الجانبية الشائعة للدلوكستين ما يلي:
- النعاس.
- الغثيان وفقدان الشهية.
- جفاف الفم.
- زيادة التعرق.
- التعب.
- الإسهال أو الإمساك.
وهناك أعراض جانبية خطيرة؛ ولكنها نادرة، تحدث في أقل من 1 في كل 10 آلاف؛ مثل الشعور بضيق في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو الإصابة بنزيف حاد، والانتصاب المؤلم عند الرجال، حتى في حالات غياب الرغبة في ممارسة الجنس. إذا شعرتم بأي من هذه الأعراض عليكم بالانتقال إلى الطوارئ على الفور.
وهناك أيضاً بعض الأعراض الجانبية التي تستدعي اللجوء للطبيب؛ مثل الإصابة برد فعل تحسسي بعد تناول الدواء، وصعوبة التنفس، وتورم الوجه، أو التحسس والطفح الجلدي، أو ألم العين. وعليكم أيضاً طلب المساعدة الطبية إذا واجهتكم أعراضاً جديدة؛ مثل تغيرات المزاج، والقلق، ونوبات الهلع، والهلوسة، ومشاكل النوم، والقيء الدموي وعليكم طلب المساعدة العاجلة إذا راودتكم أفكار انتحارية أو لإيذاء أنفسكم.
اقرأ أيضا: هل يعود الاكتئاب بعد التوقف عن العلاج؟
ما هي أشهر التداخلات الدوائية مع الدلوكسيتين؟
لا يجب تناول الدولوكستين إلا بوصفة طبية، وتحت إشراف الطبيب، ففي بعض الأحيان يكون تناول بعض الأدوية في الوقت ذاته غير آمن، فيمكن أن تؤثر بعض الأدوية على مستويات الأدوية الأخرى في الدم. عليكم استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDS)؛ مثل الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين، فالجمع بين هذه الأدوية، مع الدلوكسيتين قد يؤدي إلى حدوث كدمات، ونزيف بسهولة.
هل هناك محاذير لتناول الدلوكسيتين؟
الدلوكسيتين غير مناسب لبعض الناس، فيجب عليكم إخبار الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كانت لديكم أمراض في الكلى أو الكبد.
- إذا كانت لديكم حالة تُسمى الجلوكوما؛ حيث يزيد الدولوكسيتين ضغط العين.
- إذا كنتم تعانون من نوبات الهوس، أو اضطراب ثنائي القطب.
- إذا كنتِ تخططين للحمل، أو حاملاً بالفعل، أو ترضعين طفلك.
ما يجب معرفته قبل تناول الدلوكسيتين
يوصي الأطباء بعدم تناول الدولوكسيتين في غضون 5 أيام قبل تناول مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (MAO) أو 14 يوماً ؛ مثل حقنة المثيلين الأزرق، كما يجب عليكم إخبار طبيبكم إذا كنتم تتناولون أدوية منشطة، أو أدوية أفيونية، أو منتجات عشبية، أو أدوية لعلاج الاكتئاب، أو أدوية لعلاج مرض باركنسون (الشلل الرعاش)، أو أدوية لعلاج الصداع النصفي. قد تحدث حالة تُسمى متلازمة السيروتونين عند تناول الدلوكستين مع بعض الأدوية الأخرى؛ مثل بعض مضادات الاكتئاب، وأدوية الصداع النصفي، وتتميز هذه الحالة بالشعور بالتعب، والإرهاق، والتعرّق الشديد، وارتفاع ضغط الدم. وعند الإصابة بهذه الحالة يجب اللجوء للمساعدة الطبية فوراً، وإذا كنتم مصابين بمرض السكري، فاحرصوا على فحص نسبة السكر لديكم باستمرار، وشاركوا طبيبكم الخاص بالنتائج.
الدلوكسيتين في أثناء الحمل والرضاعة
يوصي الأطباء باستخدام هذا الدواء فقط عند الحاجة الماسّة إليه في أثناء الحمل، فإذا تناولتِ هذا الدواء خلال آخر 30 يوماً من الحمل؛ قد تتعرضين لخطر النزيف في أثناء الولادة، وقد يضر هذا الدواء بالجنين أيضاً. ونادراً ما يصاب الأطفال حديثو الولادة الذين استخدمت أمهاتهم هذا الدواء في الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل بأعراض انسحابية؛ مثل صعوبات في التغذية، أو التنفس، وتصلب العضلات، والبكاء المستمر؛ لكن إذا لاحظتِ أياً من هذه الأعراض على طفلِك استشيري الطبيب على الفور. أما في أثناء الرضاعة، فإذا أخبركِ الطبيب بأن الطفل بصحة جيدة؛ يمكنكِ استخدام الدلوكسيتين خلال فترة الرضاعة الطبيعية، فهو ينتقل إلى حليب الثدي بكميات صغيرة جداً؛ لكن إذا لاحظتِ أن طفلِك لا يتغذى بشكل طبيعي عليكِ استشارة الطبيب على الفور.
وختاماً؛ يجب التذكير بأنه لا يجب التوقف عن تناول الدلوكستين فجأةً -على الرغم من أنه لا يسبب الإدمان، فقد يسبب ذلك أعراضاً تشبه أعراض الانسحاب، والطريقة المثلى هي تقليل الجرعة تدريجياً. عليكم استشارة الطبيب قبل البدء في التوقف عن تناول الدواء.