كل ما تريد معرفته عن الاكتئاب

أعراض الاكتئاب
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعرف الاكتئاب بأنه اضطراب مزاجي يسبب الشعور المستمر بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي تعودتم على الاستمتاع بها، والقدرة على التفاعل مع الآخرين. ويختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة التي تذهب من تلقاء نفسها، فهو مرض يحتاج للعلاج؛ لكنه ليس مرضاً نادراً؛ بل على العكس، فهو منتشر على نطاق واسع. تبعاً لمنظمة الصحة العالمية، فهناك ما يقرب من 280 مليون شخص في العالم مصاب بالاكتئاب بحسب إحصاء عام 2021، ويمكن أن يتسبب الاكتئاب في أسوأ حالاته بالانتحار، وهناك 700 ألف شخص يفقد حياته سنوياً بسبب الانتحار؛ لكن لا داعي للخوف، فهناك علاج للاكتئاب، والتدخل العلاجي المبكر يضمن عدم تفاقم الحالة.

ما هي أعراض الاكتئاب؟

الاكتئاب ليس نفسه عند الجميع، كما أن هناك أشخاصاً مصابين بالاكتئاب وهم لا يعلمون. وتتراوح أعراض الاكتئاب من متوسطة إلى شديدة، ولكي تصنَّف الأعراض على أنها اكتئاب؛ لابد أن تستمر -على الأقل- لمدة أسبوعين، وتشمل الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب ما يلي:

  • الشعور بالحزن والمزاج القاتم.
  • فقدان القدرة على الاستمتاع بالنشاطات التي تعودنا على الاستمتاع بها سابقاً؛ مثل الخروج في نزهة أو مشاهدة التلفاز أو ممارسة الرياضة.
  • تغير في الشهية للطعام -سواء بفقدانها أو بزيادتها.
  • اضطرابات في النوم.
  • التعب وفقدان الطاقة.
  • صعوبة في التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بسهولة.

وهناك أعراض أخرى -غير كلاسيكية- مثل نوبات الغضب أو الانفعال الشديد، حتى بشأن الأشياء العادية، والمشاكل الجسدية المتكررة غير المبررة؛ مثل آلام الظهر والصداع.

ما هي أسباب الاكتئاب؟

الاكتئاب حالة متشعبة، لا تخضع لسبب واحد، وتتنوع أسباب الاكتئاب ما بين السبب الجيني (الموروث) والتغير في كيمياء المخ، فهناك ما يُسمى بالناقلات العصبية؛ وهي مواد كيميائية موجودة في المخ، وتؤدي دوراً في الاكتئاب. وقد يظهر الاكتئاب كعرض ثانوي لأمراض عضوية؛ مثل السرطان، والتهاب المفاصل، والصداع النصفي، وآلام الظهر المزمنة. ومن أسباب الاكتئاب الأخرى صدمات الطفولة، والإساءة التي قد يتعرض لها الطفل والإهمال. كما قد تكون أحداث الحياة الصعبة؛ مثل انتهاء علاقة عاطفية أو فقدان وظيفة أو التعرض للتنمر، مدعاةُ للاكتئاب.

ما هي أنواع الاكتئاب؟

هناك عدة أنواع للاكتئاب؛ وتشمل ما يلي:

1. الاضطراب الاكتئابي المستمر (PDD)

وهو نوع مزمن ومستمر من الاكتئاب، قد يستمر لعامين أو أكثر؛ ولكنه ليس شديداً، فالاكتئاب قد يكون خفيفاً، أو متوسطاً، وفيه قد تفقدون الاهتمام بنشاطات الحياة اليومية، وتقل إنتاجيتكم المعتادة، وتفقدون القدرة على الاستمتاع حتى بالمناسبات السعيدة، وقد ينعتكم أصدقاؤكم بأنكم شخصيات متجهمة. ومن الأعراض الأخرى لهذا النوع من الاكتئاب:

  • التعب وفقدان الطاقة.
  • صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
  • ضعف الشهية أو الإفراط في الأكل.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية.

والسبب الدقيق لاضطراب الاكتئاب المستمر غير معلوم؛ لكن قد يكون هناك أكثر من سبب؛ كالاختلافات البيولوجية، فقد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب الاكتئابي المستمر من تغيرات معينة في أدمغتهم. كما قد يكون بسبب تغيرات في الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ؛ والتي تؤدي دوراً في الاكتئاب، وهناك أيضاً أسباب جينية موروثة، وأسباب متعلقة بأحداث الحياة قد تسبب هذا النوع من الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: ما أسباب الاكتئاب المزمن، وكيف يمكن علاجه؟

2. الاضطراب ثنائي القطب

هذا الاضطراب يُعتبر خطيراً لأنه قد يقود للانتحار، ويتميز بتقلبات مزاجية شديدة تشمل حالات الهوس، والنشاط والحيوية، والانفعال؛ والتي قد تؤثر على سلوكياتكم وقدرتكم على النوم، وتأتي بعد ذلك مرحلة الانخفاض النفسي، والتي تتميز بالمزاج السيء، وفقدان الشغف، والقدرة على الاستمتاع بالنشاطات المعتادة، وقد تكون مصحوبة بفقدان القدرة على التركيز، وقد تتكرر هذه الحالة على مدار العام. والسبب الدقيق للاضطراب ثنائي القطب غير معلوم أيضاً؛ لكن قد تكون هناك عدة أسباب مثل الجينات الوراثية؛ حيث يعد الاضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بهذه الحالة، مثل الأب أو الأم أو الأخوة، ويفيد العلماء بوجود اختلافات بيولوجية في أدمغة المصابين بهذا الاضطراب.

وعلى الرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب قد يلازمكم مدى الحياة؛ لكن يمكنكم السيطرة عليه بواسطة الأدوية، والعلاج السلوكي المعرفي.

اقرأ أيضاً: ما هو الهوس الاكتئابي؟

3. اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD)

اضطراب الاكتئاب الشديد أو الرئيسي هو اضطراب نفسي يميزه وجود مزاج سيئ مستمر، وغالباً ما يكون يومياً، يصحبه فقدان للاهتمام في جميع الأنشطة، ويرتبط بتغير في عادات النوم والشهية، وفقدان الطاقة، وقد تصحبه أفكار انتحارية. يمكن أن يظهر هذا النوع من الاكتئاب في أي عمر؛ لكن تزداد فرصته مع الوصول لعمر البلوغ. ومسار اضطراب الاكتئاب الشديد ليس نفسه عند كل الأشخاص، فقد يكون للبعض مزمناً، في حين أن البعض الآخر قد يمكثون لسنوات بلا أعراض اكتئابية تفصل بين نوبات الاكتئاب؛ لكن 50% من نوبات الاكتئاب تكون قصيرةً وتختفي في غضون عدة أشهر.

اقرأ أيضاً: لماذا يؤثر الاكتئاب الشديد في النساء والرجال بشكل مختلف؟

4. اكتئاب تغير الفصول (SAD)

يحدث لبعض الأشخاص تغيّر في الحالة المزاجية بتغير فصول السنة، عندما تُصبح الأيام أقصر؛ في الخريف والشتاء، وتُعرف هذه الحالة باكتئاب تغير الفصول، أو الاضطراب العاطفي الموسمي، وتستمر الأعراض لـ 4-5 أشهر سنوياً، ثم يبدأ المريض بالتحسن مع حلول الربيع، وساعات النهار المضيئة الأطول. وتشبه أعراضه الأعراض المرتبطة بالاكتئاب الشديد؛ لكن لا يُصاب كل المرضى بجميع الأعراض المذكورة أدناه، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • الشعور بالاكتئاب معظم اليوم.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
  • حدوث تغيرات في الشهية للطعام، وتغيرات في الوزن.
  • الشعور بالخمول أو الإثارة.
  • فقدان الطاقة.

أما أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي فتشمل:

  • فرط النوم.
  • الإفراط في تناول الطعام.
  • الانسحاب الاجتماعي أو رفض حضور التجمعات.

أسباب اكتئاب الفصول غير معروفة للعلماء بشكل كامل؛ لكن يرجح البعض أن المرضى يعانون من نقص في الناقل العصبي المعروف باسم السيروتونين؛ وهو المسؤول عن إحساسنا بشعور جيد. إذا كنتم تعانون من هذا الاضطراب فلا داعي للضيق- هناك عدة علاجات يمكن استخدامها مجتمعةً أو منفردةً؛ مثل العلاج بالتعرض لضوء الشمس، والعلاج السلوكي المعرفي، ومضادات الاكتئاب التي تُصرف من قبل الطبيب، وتناول فيتامين د.

اقرأ أيضاً: ما هو الاكتئاب الموسمي؟

5. الاكتئاب الظرفي

هذا النوع من الاكتئاب قصير الأمد، وينشأ بعد التعرض لحادث صادم، أو حزين أو مشكلات حياتية؛ مثل مشاكل العمل أو الدراسة، والإصابة بمرض ما، وفقد عزيز، والمشاكل العاطفية. ويختلف الاكتئاب الظرفي وشدته من شخصٍ لآخر، وتشمل الأعراض الشائعة له الحزن، والإحساس باليأس، والبكاء بشكل مستمر، والقلق المستمر، وفقدان الرغبة في الأكل.

اقرأ أيضاً: ما أسباب الاكتئاب المفاجئ؟

6. اكتئاب ما بعد الولادة

تعاني معظم الأمهات بعد الولادة من “كآبة نِفاسية” تتمثل في التقلبات المزاجية، ونوبات القلق، وصعوبة النوم، وتبدأ كآبة النِفاس في غضون أول يومين أو ثلاث أيام بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين؛ لكن بعض الأمهات الجدد قد يعانين من شكل أكثر حِدةً وطويل الأمد من كآبة النِفاس، يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، وقد تشمل أعراضه ما يلي:

  • التقلبات المزاجية الحادة.
  • فقدان الشهية أو الأكل بكميات أكثر من المعتاد.
  • الانسحاب من العلاقات الاجتماعية.
  • عدم القدرة على النوم.
  • التعب الشديد وفقدان الطاقة.
  • أفكار عن إيذاء النفس أو الطفل.
  • التفكير في الانتحار.

لا يوجد سبب واحد لاكتئاب ما بعد الولادة؛ لكن هناك أسباب جسدية ونفسية. تنخفض هرمونات الأستروجين والبروجسترون بشكل كبير بعد الولادة، ويسهم ذلك في إصابة الأمهات باكتئاب ما بعد الولادة. قد تنخفض أيضاً هرمونات الغدة الدرقية؛ ما يسبب الشعور بالتعب والاكتئاب. هناك مشاكل نفسية أيضاً تمر بها الأمهات الجدد، فيكنّ محروماتٍ من النوم لعدد ساعات كافية، وقد يقلقن على رعاية المولود الجديد، أو قد يعانين من قلة الثقة بالنفس بشأن تغير شكل أجسامهن بعد الولادة. وهناك عوامل خطر للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؛ وهي أن يكون للأم تاريخ مع الاكتئاب، أو أن تكون مصابةً بالاضطراب ثنائي القطب. ولمنع اكتئاب مابعد الولادة؛ يجب أن يراقب طبيبكن أية أعراض للاكتئاب أثناء الحمل، وقد يصف لكنّ مضاد اكتئاب أثناء الحمل. إذا شعرتن باكتئاب ما بعد الولادة لمدة تزيد عن أسبوعين؛ اطلبن الدعم النفسي من متخصص.

اقرأ أيضاً: كل ما تودون معرفته عن اكتئاب ما بعد الولادة.

7. الاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD)

يُعرف هذا الاضطراب بأنه الحالة المتقدمة من متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، وهي مجموعة متنوعة من الأعراض تصيب النساء قبل الحيض، وقد تشمل التقلبات المزاجية، وألم الصدر، والإقبال على الطعام، والتعب والاكتئاب، والاضطراب المزعج السابق للحيض يصيب النساء فقط في سن الإنجاب. والسبب الدقيق لهذه الحالة غير معلوم؛ لكن ربما تكون رد فعل طبيعياً للتغيرات الهرمونية التي تنشأ قبل نزول الحيض. تسبب التغيرات الهرمونية انخفاض هرمون السيروتونين؛ وهو مادة موجودة بشكل طبيعي في المخ والأمعاء تسبب ضيقاً في الأوعية الدموية وتؤثر على الحالة المزاجية، وتسبب أيضاً أعراضَ جسديةً، وهذه الحالة تحتاج لعناية وعلاج.

اقرأ أيضاً: متلازمة ما قبل الحيض بين الأعراض الجسدية والنفسية

مضاعفات مرض الاكتئاب

يؤثر الاكتئاب على المريض به جسدياً ونفسياً، فوفقاً للطبيب النفسي تيموثي ليج (Timothy Legg) يمكن أن تظهر على المصاب بالاكتئاب تغيرات جسدية عديدة أبرزها:

  1. تغيرات في الشهية بزيادتها أو ضعفها ما يؤدي إلى تأثر وزن المريض.
  2. المعاناة من آلام مزمنة غير مفهومة مثل آلام المفاصل أو العضلات وكذلك الصداع.
  3. ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب بالأخص عند اتباع أسلوب حياتي غير صحي يتضمن السهر لأوقات متأخرة وتناول الوجبات السريعة.
  4. ضعف جهاز المناعة ما يزيد احتمالية الإصابة بالالتهابات المزمنة، فمريض الاكتئاب أكثر عرضة عن غيره للإصابة بمتلازمة القولون العصبي أو التهاب المفاصل.
  5. انخفاض جودة الحياة الجنسية بالمعاناة من انخفاض الرغبة أو صعوبة الاستثارة، وكذلك غياب هزات الجماع أحياناً.
  6. في حالة إذا كان الشخص يعاني من مرض مزمن فحالته ستتفاقم عند إصابته بالاكتئاب وتزداد أعراضه سوءا.
  7. المعاناة من الأرق أو فرط النوم، إلى جانب انخفاض جودته.
  8. ظهور مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الإمساك أو القيء أو الغثيان.

أما المضاعفات النفسية فأهمها بحسب الطبيبة النفسية مارغريت سيد (Margaret Seide):

  1. انخفاض الاهتمام والاستمتاع بالأشياء التي كان يستمتع بها المصاب بالاكتئاب سابقاً.
  2. الشعور بانعدام القيمة وازدياد الحساسية للشعور بالذنب تجاه الأحداث السلبية.
  3. مواجهة صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
  4. التفكير في الموت أو الانتحار.

كيف يمكن تشخيص مرض الاكتئاب؟

تؤكد الطبيبة النفسية سيمثا بهانداري (Smitha Bhandari) أن الاكتئاب نادراً ما يختفي من تلقاء نفسه بل قد تزداد أعراضه سوءا عند تركه دون علاجه، لذا من المهم اللجوء إلى الطبيب النفسي في حال ملاحظة في أحد أعراضه.

وبما أن الاكتئاب ليس مثل الأمراض الجسدية التي تتوافر لها اختبارات معملية أو موضعية توضح حقيقة إصابة المريض بها فعملية تشخيصه تكون معقدة والعنصر الأساسي فيها التحدث مع المريض وسؤاله عن الأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى الفحص البدني لتقييم حالته الصحية العامة.

ومن أهم المؤشرات التي يبحث عنها الطبيب:

  1. الشعور بالحزن أو المعاناة من المزاج المكتئب معظم اليوم.
  2. فقدان الاستمتاع بالأشياء التي كانت ممتعة سابقاً.
  3. التعب الجسدي وفقدان الطاقة بشكل ملحوظ.
  4. الشعور باليأس أو الذنب أو انعدام القيمة بمعدل يومي تقريباً.
  5. عدم القدرة على اتخاذ القرارات إلى جانب المعاناة من التشتت الذهني.
  6. ظهور أفكار متكررة متعلقة بالموت أو الانتحار.

وحتى يشخص المريض بالاكتئاب يجب أن تستمر لديه خمسة أعراض من الأعراض السابقة لأسبوعين على الأقل، وأحياناً يطلب الطبيب بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد الأسباب الجسدية، إذ يمكن أن تتسبب بعض الفيروسات والأدوية ونقص الهرمونات أو الفيتامينات أعراضاً شبيهة بأعراض الاكتئاب.

وحتى تسهل مهمة طبيبك النفسي يمكن أن تدون قبل موعد الزيارة أعراض الاكتئاب التي لاحظت ظهورها عليك، والأمراض التي أصبت بها في الماضي، بالإضافة إلى إيضاح إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاب بالاكتئاب، وكذلك ذكر الأدوية التي تتناولها وآثارها الجانبية وعادات نومك ونمط حياتك.

كيف يمكن معالجة الاكتئاب؟

الاكتئاب لا يستمر للأبد؛ لكنه أيضاً لا يذهب من تلقاء نفسه، لذلك لابد من التعامل معه، واللجوء للعلاج النفسي. وهناك خيارات واسعة لعلاج الاكتئاب، ويكسب الطب النفسي كل يوم أرضاً جديدةً في اكتشاف طرق وتقنيات للتعامل مع الاكتئاب، وتقليل المعاناة، وتشمل طرق علاج الاكتئاب ما يلي:

1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

وهو من أكثر أنواع علاجات الاكتئاب شيوعاً، وهناك العديد من الدراسات التي تثبت فعاليته. وتتم هذه الطريقة العلاجية عن طريق إجراء جلسات متعددة بين المريض والطبيب النفسي، ويركز الطبيب على الأفكار والمشاعر التي تؤجج الاكتئاب، ويحاول مساعدة المريض في تغيير هذه الأفكار إلى أفكار أكثر إيجابيةً.

2. مضادات الاكتئاب

تُصرف مضادات الاكتئاب فقط من قبل الطبيب، وهي آمنة وفعالة. ويكتب لكم الطبيب مضادات الاكتئاب بناءً على عدة عوامل؛ منها تاريخكم مع الأدوية، والآثار الجانبية التي تختبرونها بسبب الأدوية، وأي أدوية تتناولونها حالياً. ويبدأ مضاد الاكتئاب في العمل بعد نحو 6-8 أسابيع من بدء تناوله. قد تتحسنون مع أول مضاد اكتئاب تتناولونه، أو تحتاجون إلى تجريب أنواع أخرى من المضادات للوصول للعلاج المناسب.

3. الكيتامين

وهو أحدث علاجات الاكتئاب، أقرته منظمة الغذاء والدواء في عام 2019 تحت اسم اسكيتامين، وهو بخاخ أنفي سريع المفعول يكتبه الطبيب لحالات الاكتئاب الحادة، ويؤخذ في المستشفى أو العيادة فقط -من غير المصرح تناوله في مكان آخر- ويخضع المرضى للملاحظة بعد تناوله لمدة ساعتين.

4. العلاج بالصدمات الكهربية (ECT)

يُستخدم العلاج بالصدمات الكهربية لكي يحفز الدماغ على إحداث نوبة ارتعاش جسدية، ووُجد أنه يقلل الاكتئاب. يُعتبر العلاج بالصدمات الكهربية فعالاً ضد الاكتئاب المزمن والمُقاوم، وإذا لم تكن أشكال العلاج الأخرى مفيدةً، فغالباً ما يتم اللجوء لهذا العلاج. ومن مميزاته أنه آمن للحوامل، وعلى عكس الصورة الشائعة عنه كعلاج تعذيبي، فهو غير ذلك تماماً؛ حيث يخضع المريض لتخدير كلي قبل التعرض للصدمات الكهربية، فيكون نائماً طوال الوقت -لا يشعر بشيء- وهناك أسلاك متصلة بجبهته، لتصل للمريض شحنة كهربية ضئيلة جداً عبر الأسلاك، وغالباً ما يتحسن المرضى بعد عدة جلسات، ويحتاج مريض الاكتئاب إلى نحو 8 إلى 12 جلسة.

في الختام؛ إذا كنتم تشعرون بالاكتئاب فأنتم لستم وحيدين، ولا متفردين بالألم – هناك الكثيرون مثلكم؛ لكن الخطوة التي تلي الوعي بالاكتئاب هي البدء بالعلاج، اطلبوا دعماً نفسياً من متخصص، وأحيطوا أنفسكم بأشخاص إيجابيين وداعمين.

قد يهمك أيضا:

المحتوى محمي !!