كيف تفرق بين احترام الذات والثقة بالنفس؟

2 دقيقة
تقدير الذات والثقة بالنفس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

في هذا العصر الذي يحتل فيه الأداء والمظهر مكانة مهمة أصبح استيعاب مفهومَي "تقدير الذات" و"الثقة بالنفس" ضرورياً للصحة النفسية والعاطفية. وعلى الرغم من أننا نخلط بينهما عادة، فثمة ارتباط بين هذين المفهومين النفسيين المتمايزين. فما هو الفرق إذاً بين الثقة بالنفس وتقدير الذات؟ إليك التوضيحات.

ما هو تقدير الذات؟

تقدير الذات هو القيمة التي نضفيها على أنفسنا. إنه تقييم ذاتي لكفاءاتنا ومزايانا ونجاحاتنا. التقدير الذاتي الجيد يعني تقبّل الذات ومحبّتها في بعدها الأصيل بصرف النظر عن نجاحها أو فشلها. وهذه الصورة من صور تقبل الذات ضرورية لصحتنا النفسية.

يرتكز تقدير الذات على 3 أسس: حب الذات، والإدراك الذاتي، والثقة بالنفس. يتطلب حب الذات تقبلاً عميقاً ولا مشروطاً للنفس. ويعني الإدراك الذاتي تصورنا لقدراتنا وقيمتنا الشخصية. وتفيد الثقة بالنفس الإيمان بالقدرة على إنجاز المهام وتحقيق الأهداف. يضيف بعض علماء النفس مبدأً رابعاً: تقبّل الذات الذي يشمل القدرة على الاعتراف بالعيوب الشخصية دون انتقادات قاسية.

ما هي الثقة بالنفس؟

الثقة بالنفس إذاً هي الاقتناع بالقدرة على النجاح ومواجهة التحديات. إنها تمثل الثقة بالتصرفات والقرارات الشخصية المرتكزة على التجربة والكفاءة. تتطور الثقة بالنفس من خلال النجاح والفشل، وهي ضرورية للانخراط في أنشطة جديدة وصعبة والمثابرة عليها.

الثقة بالنفس أساس تقدير الذات

الثقة بالنفس أساس من الأسس الرئيسة في تقدير الذات. عندما نؤمن بقدراتنا فإننا نعزز إدراكنا لقيمتنا الشخصية. ودون ثقة بالنفس، من الصعب أن نشعر بالجدارة والقدرة، وهما عنصران أساسيان في التقدير الجيد للذات. وتعمل الثقة بالنفس باعتبارها مظهراً ملموساً للحس الذاتي لأنها تؤثر مباشرة في تصرفاتنا وقراراتنا.

بعبارة أوضح تمثل الثقة بالنفس أفعالنا بينما يمثل تقدير الذات كينوناتنا. تتعلق الثقة بالنفس إذاً بما نفعله، وهي تعني ثقتنا في القدرة على التصرف والفعالية. وتعزز الشعور بالجدارة والأهلية وفقاً للمواقف المطروحة. وتسمح لنا الثقة بالنفس أيضاً بتصور تقدير الذات من خلال أفعال ملموسة وإنجازات شخصية.

اقرأ أيضاً: 4 طرق لتجاوز تدني تقدير الذات الذي سببه الطفولة

كيف نعزز تقدير الذات والثقة بالنفس؟

لتعزيز التقدير الجيد للذات، من المفيد أن نمارس التعاطف مع الذات، ونحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين ونحدد أهدافاً واقعية. يتمثل التعاطف مع الذات في معاملتها بلطف ومسامحتها على أخطائها، علاوة على أن الارتباط بالأشخاص الإيجابيين يساعدك على خلق بيئة داعمة ومشجعة؛ بينما يسمح لك تحديد الأهداف الواقعية بتحقيق نتائج ملموسة تعزّز تقديرك لذاتك.

لتنمية الثقة بالنفس، يجب أن تبادر إلى الخروج من منطقة الراحة الشخصية، وتحتفي بنجاحاتك وتتعلم من إخفاقاتك. يتطلب الخروج من منطقة الراحة خوض مغامرة محسوبة العواقب والتغلب على التحديات. يعزز الاحتفاء بالنجاحات، ولو كانت صغيرة، الثقة بالقدرات الشخصية؛ بينما يسمح لك التعلم من الأخطاء بالنظر إلى المعوقات والقيود باعتبارها فرصاً للنمو.

على الرغم من الارتباط القائم بين تقدير الذات والثقة بالنفس، فإنهما مفهومان غير متطابقين. لكن الثقة بالنفس أساس من أسس تقدير الذات، وهي تمثل مظهراً ملموساً لقيمتنا الشخصية من خلال تصرفاتنا وقراراتنا، علاوة على أنّ تعزيز هذين الجانبين ضروري للتمتع بحياة متوازنة وسعيدة.

اقرأ أيضاً: كيف يرتبط تدني تقدير الذات في الطفولة بالقدرة على كسب احترام الآخر؟

المحتوى محمي