ما هو علم النفس الإيجابي؟

علم النفس الإيجابي
shutterstock.com/Fida Olga
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ربما تكون قد سمعت عن علم السعادة، أو أسلوب التفكير الإيجابي البسيط، أو أساليب التنمية الشخصية… على مدى السنوات العشر الماضية، انتشرت مواضيع علم “النفس الإيجابي” في كل مكان، سواء في عالم البحث أو على رفوف المكتبات. ولكن ما هو بالضبط؟ وما الفرق بين علم النفس الإيجابي وعلم النفس “البسيط”؟

تأسس علم النفس الإيجابي في عام 1998 على يد الباحث في علم النفس مارتين سيلغمان وأعلن عنه خلال الاجتماع السنوي لجمعية علم النفس الأميركية. ولا يعد علم النفس الإيجابي فرعاً جديداً أو موازياً لعلم النفس، إنما هو أحد مجالاته وهو علم حقيقي تم إنشاؤه من خلال البحث العلمي الدقيق باتباع بروتوكولات تجريبية محددة. لذلك لا ينبغي الخلط بينه وبين التفكير الإيجابي الشائع بفضل طريقة عالم النفس إيميل كوي، ولا مع مبدأ الإيحاء الذاتي، الذي ليس له أساس علمي حقيقي.

في نص مرجعي تحت عنوان “ما (ولماذا) علم النفس الإيجابي” نُشر في عام 2005، عرّفت عالمة النفس الأميركية شيلي جابل وزميلها جوناثان هايدت علم النفس الإيجابي بأنه “دراسة الظروف والعمليات التي تساهم في تطوير أداء الأشخاص والمجموعات والمؤسسات”. ويُسهّل هذا التعريف فهم موضوع علم النفس الإيجابي، إلا أنه يشكك في مخاطر تجاهل مسألة المعاناة والمرض النفسي، من منظور علم النفس.

قد يهمك:

علم النفس الإيجابي: علم لرؤية العالم باللون الوردي؟

تقول ريبيكا شانكلاند، وهي محاضرة في علم النفس الإكلينيكي ومؤلفة كتاب “علم النفس الإيجابي”: “إن علم النفس الإيجابي هو منظور يجدد طموحات علم النفس”. وفي نفس الصدد، يوجه سيلغمان حديثه إلى علماء النفس قائلاً: “عندما أصبح اختصاص علماء النفس مهنة علاجية بحتة، نسينا مهمتنا الأسمى وهي تحسين حياة جميع الناس”. ومع ذلك، فإن مصطلح “علم النفس الإيجابي” يلقي، على ما يبدو، الضوء على جانب واحد من علم النفس وهو مجال “البحث الإيجابي” دون التطرق إلى مجال البحث المرضي منه، فهل يستثني بذلك الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية ويعتبرهم غير مؤهلين للتواصل والانسجام الإيجابي؟ يرى عالم النفس جاك ليكوم أن هذا التمييز خاطئ إذ يشير في كتابه “مدخل إلى علم النفس الإيجابي” إلى أن “الاهتمام بعلم النفس الإيجابي لا يعني إدراك الذات أو مراقبة العالم من حولنا بطريقة مثالية، كما أن علم النفس الإيجابي لم يعد ينحّي المعرفة المكتسبة عن المعاناة النفسية وعن وسائل علاجها جانباً”.

وهكذا يؤكد المؤلف أن علم النفس الإيجابي يجب أن يؤخذ في الاعتبار لما هو عليه بالفعل، أي بوصفه مكملاً للبحث في علم النفس الإكلينيكي. “يسير علم النفس الإيجابي الحالي جنباً إلى جنب مع المشكلات المتعددة للخلل الوظيفي الفردي والجماعي، من خلال التعبير عن الحياة الكاملة الغنية بالمعنى والإمكانات وتطويرها”.

تمرين في علم النفس الإيجابي: خطاب الشكر

الخطوة الأولى: أغمض عينيك وفكر في شخص قال أو فعل شيئاً حسّن حياتك ولم تشكره بشكل صحيح.

الخطوة الثانية: اكتب خطاباً قصيراً، من 300 كلمة على سبيل المثال، لشكر هذا الشخص تخبره فيه عن دوره في تغيير حياتك وإلى أين وصلت الآن.

الخطوة الثالثة: اتصل بهذا الشخص وأخبره أنك ترغب في رؤيته، دون الكشف عن الغرض المحدد من طلبك.

الخطوة الرابعة: عندما تقابل الشخص، اقرأ له رسالتك.

تم إجراء العديد من الدراسات حول فوائد هذا التمرين، وتشير معظمها إلى أن المشاركين أبلغوا عن تحسّن في مزاجهم ورضاهم الشخصي، بغض النظر عما إذا كانوا المرسلين أو المتلقين لرسالة الشكر.

المحتوى محمي !!