الاكتئاب لدى كبار السن حقيقي، فكيف يمكن مساعدتهم؟

3 دقائق
الاكتئاب لدى كبار السن

لا ينحصر الاكتئاب في فئة عمرية معينة أو تزداد الإصابة به عند أشخاص دوناً عن غيرهم؛ وإنما يصاب به الأشخاص من جميع الأعمار. ويزيد الاكتئاب لدى كبار السن من سوء أعراضهم التي تكون مصاحبة عادة للشيخوخة؛ كالوهن وضعف الذاكرة.
قد تكون حالة الاكتئاب شائعة بين كبار السن، غير أن الاكتئاب السريري (Clinical Depression) يُعد اضطراباً مزاجياً خطيراً، فلا تنبغي الاستهانة به لدى الأشخاص المتقدمين بالسن، لذلك سوف نستكشف في هذا المقال كيف يمكننا التعرف إلى أعراض الاكتئاب لدى كبار السن، والطرق التي يمكننا من خلالها تقديم المساعدة إليهم.

أعراض الاكتئاب لدى كبار السن

قد يرى البعض أن الاكتئاب لدى كبار السن أمر طبيعي، لأنهم لم يعودوا قادرين على مجاراة نمط الحياة الطبيعية بسبب تعبهم وقلة حركتهم. قد يكون هذا الرأي صحيحاً إلى حدّ ما؛ ولكنه لا ينطبق على الاكتئاب إذ لا يمكن اعتبار الإصابة به طبيعية لدى أي فئة عمرية.

ما هو مختلف لدى كبار السن أن أعراض الاكتئاب تظهر غالباً بشكل مختلف، وهذا هو السبب المباشر في تدنّي نسبة كبار السن الذين يتلقون العلاج في أميركا إلى 10% فقط من 6 ملايين أميركي تبلغ أعمارهم ما يزيد عن 65 عاماً؛ حيث يتم الخلط بين أعراض الاكتئاب وأمراضهم الأخرى المرتبطة بالشيخوخة، إضافة إلى التأثيرات الجانبية للأدوية المستخدَمة لعلاج تلك الأمراض.

تتمثل خطورة الاكتئاب في سنٍ متقدمة في زيادة احتمال الوفاة حسب ما أظهرته بعض الدراسات التي أشارت إليها استشارية الصحة في ويب إم دي (WebMD)، ديبرا بروس (Debra Bruce)، وكانت قد أُجريت على مرضى دار رعاية المسنين المصابين بأمراض جسدية. لذلك تعتقد ديبرا أنه من المهم التأكد من تقييم ومعالجة كبار السن الذين نشعر بالقلق حيالهم في حال كانت تظهر عليهم الأعراض التالية:

  • الشعور بالتعب.
  • صعوبات النوم.
  • الغضب أو الانفعال السريع.
  • الشعور بالحيرة.
  • صعوبة جذب الانتباه.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة كما في السابق.
  • الحركة البطيئة.
  • تغير الوزن أو الشهية.
  • الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو الذنب.
  • تحمّل الأوجاع والآلام.
  • الأفكار الانتحارية.

ووفقاً لعلماء المعهد الوطني للشيخوخة (National Institute on Aging)؛ قد تختلف قائمة الأعراض الشائعة بناءً على الخلفية الثقافية للشخص المسن؛ إذ يمكن أن يعبر الأشخاص من ثقافات مختلفة عن المشاعر والحالات المزاجية واضطرابات المزاج -بما في ذلك الاكتئاب- بطرق مختلفة، فيظهر الاكتئاب كأعراض جسدية متمثلة في الأوجاع والآلام أو الصداع أو التشنجات أو مشاكل الجهاز الهضمي في بعض الثقافات.

اقرأ أيضا:

الاكتئاب لدى كبار السن وعوامل الخطر

إذا عانى الشخص المسن من أمراض جسدية أو ااكتئاب وهو أصغر سناً، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة به حين يتقدم في السن. هذا ما يؤكده الخبراء من المعهد الوطني للشيخوخة، ولا تنحصر عوامل الخطر في هذا فقط.

ولأنها ترتبط بالتغيّرات التي تحدث على مستوى الدماغ فتؤثّر في الحالة المزاجية وتؤدي إلى الاكتئاب، فإن فقدان شخص مقرّب مثلاً أو التعرض للضغوطات الناجمة عن تشخيص طبي أو رعاية شخص مريض أو في وضعية إعاقة؛ كلها تشكّل مجموعة عوامل خطر قد تساهم في زيادة احتمالية الإصابة.

وهناك مجموعة من عوامل الخطر الأخرى لا تسبب الاكتئاب بالضرورة؛ ولكن أظهرت الأبحاث المشار إليها من طرف المعهد الوطني للشيخوخة ارتباطها بالاكتئاب، وتتمثّل فيما يلي:

  • الجينات، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة به أيضاً.
  • التوتر واضطرابات النوم.
  • العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
  • عدم ممارسة النشاط البدني.
  • ضعف الانخراط في أنشطة الحياة اليومية.
  • الإدمان الذي يُدخل في اضطراب الاكتئاب الناجم عن المواد المخدرة.

وقد يكون عامل العزلة الاجتماعية من أهم العوامل المؤثرة في كبار السن و إحساسهم بالوحدة، لأن الروابط الاجتماعية ضرورية جداً من أجل البقاء والازدهار للجنس البشري.

اقرأ أيضا:

كيف يمكن تقديم المساعدة لكبار السن المصابين بالاكتئاب؟

غالباً ما يثير وجود شخص مسنٍ مصاب بالاكتئاب تعاطف أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، وقد يكون التعامل مع المصاب مرهقاً، خاصة في ظل وجود أمراض أخرى أو إعاقات. وكما هي حال أي مرض يخص الصحة الجسدية؛ تستدعي الإصابة بالاكتئاب علاجاً طبياً ودعماً من الأهل والمقربين، فما الذي يمكن أن تفعله إذا تم تشخيص أحد المسنين في محيطك الاجتماعي بالاكتئاب؟

ينصحك الخبراء من المعهد الوطني للشيخوخة بصفتك صديقاً أو فرداً من عائلة شخص مصاب بالاكتئاب، بعدم التردد في إجراء محادثات معه للتعرف إلى ما يشعر به؛ وبالتالي تشجيعه على طلب العلاج، إضافة إلى نصائح أخرى يمكنك الاستعانة بها في مهمة تقديم الدعم والمساعدة للمسن المصاب بالاكتئاب؛ نلخصها لك كالآتي:

  • التشجيع على طلب العلاج الطبي والالتزام بخطة العلاج التي يصفها الطبيب.
  • المساعدة على تحديد المواعيد الطبية أو مرافقة الشخص إلى العيادة الطبية.
  • المشاركة أو تنظيم الأنشطة التي اعتاد الشخص أن يمارسها قبل مرضه.
  • اقتراح النشاط البدني على الشخص المسن كوسيلة لتحسين حالته المزاجية.

أما الخبراء من الكلية الملكية للأطباء النفسيين (Royal College of Psychiatrics) في المملكة المتحدة، فينصحون بطمأنة الشخص المصاب واقتراح رؤية طبيب عام كبداية، كما قد يفيده تقديم المساعدة العملية لإنجاز بعض المهام الأساسية كالتسوق والتنظيف، نظراً لأن الاكتئاب يسبب التعب بسرعة.

الصبر وتجنب فرض المساعدة ضروري للغاية، فلا تدفع الشخص إلى القيام بما تقترحه عليه، فقد يسبب له ذلك الكثير من الانزعاج؛ ما يعني المزيد من الضغط. وحذاري من الإفراط في المساعدة؛ إذ قد يسبب لك ذلك ما يعرف بإجهاد التعاطف (Empathy Fatigue) نتيجة استهلاك طاقتك وعواطفك بغية إنقاذ هذا الشخص، لذا قليل من الحدود الصحية مفيد لكليكما.

اقرأ أيضا:

المحتوى محمي