الاستهلاك المسؤول يجعلك أكثر سعادةً وإليك الأسباب

2 دقائق
الاستهلاك المسؤول

أصبح من المعروف أن الاستهلاك المفرط ليس طريقةً صحيحةً لتحقيق السعادة؛ بل إن الاستهلاك المسؤول هو الذي يسمح بخلق توازن صحي في حياتنا كما أنه يسهم في الحفاظ على كوكبنا أيضاً، فكيف ذلك؟ لنتعرف معاً إلى تفاصيل هذا الموضوع من خلال السطور التالية.
منذ وقت ليس بالبعيد وعد المجتمع الاستهلاكي الجميع بحياة سعيدة من خلال سلوك بسيط ألا وهو الشراء. ومن جهة أخرى فقد سعت الشركات إلى توسيع مجال السلع المتاحة وفق مبدأ "العرض يخلق الطلب" لضمان تحقيق أقصى حد ممكن من المبيعات. ولكن ما نتائج هذا المنطق الاستهلاكي؟ لقد أدى هذا المنطق إلى امتلاء أرفف المتاجر، وصرنا نلاحظ مثلاً سعي الناس المحموم إلى استبدال المنتجات التكنولوجية بصورة متكررة. إن تعزيز رغبة المستهلكين في الحصول على المزيد بصورة دائمة تجعلهم غافلين عن ما يمكن أن يمنحهم الرضا فعلاً لذا فقد أصبح من الضروري وضع حد للاستهلاك المفرط ودعم المنتجات المحلية الصديقة للبيئة، واتباع كل السبل الأخرى الممكنة لتعزيز الاستهلاك المسؤول والمعتدل الذي سيشعرنا بالسعادة الحقيقية.

الاستهلاك المفرط لا يمنحك السعادة

يوضح أستاذ علم النفس تيم كاسر في كتابه "ثمن النزعة المادية" (The Price of materialism)، أن الاستهلاك الزائد عن تأمين حاجاتنا الأساسية (كالمأكل والمشرب وحماية أنفسنا من البرد أو الحر) لن يحقق لنا وفرةً في السعادة. وتقول مؤسِّسة شركة أوتوبي (Utopies) ومؤلفة كتاب "نحو استهلاك سعيد" (Vers une consommation heureuse)، إليزابيث لافيل إن المطلوب ليس التوقف عن الاستهلاك؛ بل تعديل سلوكنا الشرائي الذي بدلاً عن أن يكون وسيلة لتغطية حاجاتنا بسهولة أكبر، فقد أصبح غايةً في حد ذاته ووسيلةً للتمايز في المجتمع وتحقيق الإنجازات. وعلى الرغم من ذلك فإن الاستهلاك لا يحقق السعادة للفرد، ولذا فإنه من الضروري أن نكتشف سبل المشاركة الأخرى الأقل إضراراً بكوكبنا وميزانيتنا والتي يمكنها أن تُشعرنا برضا أكبر في الوقت ذاته.

الاستهلاك المسؤول يعزز الاقتصاد الإيجابي

ومن ثم فإن الحد من الاستهلاك سيتيح لنا الفرصة للاستثمار في أنشطة أخرى ذات مغزىً، سواء كانت أنشطة رياضية أو ثقافية أو اجتماعية، وهذا جزء من الاستهلاك المسؤول الذي يمنح عملية الشراء أبعاداً أكثر شموليةً وإيجابيةً. تقول إليزابيث لافيل: "إن الاستهلاك المسؤول يعني التحول من مراكمة السلع إلى إنشاء الروابط"، ويتضمن ذلك مثلاً تشجيع عمل القطاعات الاقتصادية الأخلاقية وشراء منتجات جمعيات دعم الفلاحين والزراعة المحلية؛ إذ تضمن هذه السلوكيات تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز مشاركة الجميع في الاقتصاد الأخلاقي ما يجلب سعادةً حقيقيةً للفرد بسبب شعوره بأهمية الدور الذي يؤديه.

الاستهلاك المسؤول يعني حياةً أفضل للجميع

بالإضافة إلى ذلك؛ إذا كان الاستهلاك المسؤول يخلق روابط اجتماعيةً فهو يمثل أيضاً التزاماً تجاه الكوكب. وتؤكد إليزابيث لافيل أن أسلوب استهلاكنا الحالي لا يساعد على تعزيز الاستدامة البيئية، وعلى الرغم من أن المصنعين يبذلون جهوداً في هذا المجال (ومثال ذلك أنهم حسنوا طريقة استخدام المواد الخام بنسبة 30%) فإن استهلاكنا الإجمالي للموارد ازداد 50% في الوقت ذاته. إن الاستهلاك المسؤول هو الوسيلة التي سنواجه بها استنفاد الموارد الطبيعية والتلوث المرتبط بفرط الاستهلاك، ومن ثم سنشارك في نظام أخلاقي يمنح حياتنا اليوم وغداً الألق الذي تستحقه، فتعزيز رفاهتنا يتطلب استبدال الاستهلاك المسؤول بسلوكيات الشراء القهرية التي نتصور واهمين أنها تمنحنا الشعور بالرضا.

المحتوى محمي