يحتار البعض في الحكم على أحد أصدقائهم هل هو صديق حقيقي أم مزيف؟ وتوجد عدة إشارات تؤكد زيف الصداقة أهمها أن الصديق المزيف لن يتواصل معك إلا في السراء وبمجرد أن تمر بضراء سيختفي من حياتك كأنه فص ملح وذاب، وفي الوقت نفسه لن يتردد أن يتحدث عن مشكلاته ويطلب منك دعمه في مواجهتها. يقدم لك المقال عرضاً لأنواع الأصدقاء الأخرى إلى جانب الصديق المزيف فهناك أيضاً: الصديق العادي والصديق المقرب والصديق المفضل.
1. الصديق المزيف
هو ليس مؤذياً مثل المتلاعب أو المستغل لأنه يكون غالباً صادقاً ومحسناً في العلاقة. مع ذلك فهو يحيد غالباً عن القاعدة الذهبية للصداقة: المشاركة والتبادلية.
يطلق "جون يوغير" على هؤلاء الأصدقاء "الأصدقاء في السراء" و"الأصدقاء في الضراء". وهم الرجال والنساء الذين تكون صداقتنا معهم متقطعةً وتشوبها "الأنانية".
فلا يتجاوب معنا أصدقاء السراء إلا عندما تسير جميع أمورنا على ما يرام، وبمجرد ظهور مشاكل في حياتنا يختفون تماماً. لكنهم لا يترددون في الإسهاب في التحدث عن مشاكلهم وطلب دعم "أصدقائهم" متى احتاجوا إليه.
نلحظ هذا التوجه غالباً على الهاتف، فالوقت المخصص لمناقشة مشاكلهم أطول بثلاث مرات من الوقت الذي يخصصونه للتحدث عن مشاكلنا.
من جهة أخرى يعيش أصدقاء الضراء على مشاكل الآخرين. يعود ذلك لأن منزلة الخليل والمنقذ مجزية بقدر ما تبعث على الراحة، وأن مشهد معاناة الآخر هو مضاد الاكتئاب خاصتهم.
أسباب التفكك أو القطيعة
إدراك غياب التعاطف والتضامن لدى أصدقاء السراء، إدراك تمتع أصدقاء الضراء المرضي في تعرضنا للمشاكل ومعاناتنا.
اقرأ أيضاً: كيفية الخروج من خانة الصداقة
2. الصديق العادي
مكانته أعلى من المعارف وأدنى من الصديق المقرب من حيث عمق الصداقة والثقة، كما يُطلق على الصديق العادي "الصديق الجيد". نتشارك معه بشكل رئيسي الصحبة الممتعة والأنشطة الترفيهية (الرياضية أو الثقافية) و"النصائح" المهنية.
يمكن أن تكون العلاقة معه ثنائية أو ضمن مجموعة، كما يمكن ضمه إلى مجموعة الأصدقاء المقربين بين الحين والآخر. عموماً هو صديق أولئك الذين يعيشون حياةً مهنيةً حافلةً وحياةً اجتماعيةً واسعةً جداً، والذين يرغبون في تخصيص الوقت المتبقي من يومهم لحياتهم الزوجية أو العائلية. تتطور الصداقات العادية بسرعة نوعاً ما في بيئة من الألفة والمصالح المتبادلة.
التوقعات المشروعة من هذه الصداقة
الإحسان، تقديم الخدمات المتبادل، طريقة التفكير الإيجابية (التحفيز، التشجيع).
أسباب إنهاء الصداقة أو قطع العلاقة
تباين المصالح، البعد المهني أو الجغرافي، نشر النميمة، إخفاء المعلومات، عدم التعامل بالمثل في تقديم الخدمات.
3. الصديق المقرب
تستمد العلاقة معه قوتها من القيم الخمس المخصصة للصديق المفضل: الالتزام والخصوصية والثقة والصدق والمنظومة المجتمعية. لكن لا يتفرّد الصديق المقرب بهذه المنزلة، فعادةً يكون لدينا عدة أصدقاء مقربين.
يتمثل الفرق الآخر عن الصديق العادي في أنه يستطيع تجاهل جوانب معينة من حياتنا وماضينا؛ إذ تكون علاقة الود معه أقل شفافية مما تكون عليه مع الصديق المفضل إلا أننا نحس مع الصديق المفضل إحساساً خاصاً وتواطؤاً حساساً وأماناً يجعلنا نشاركه أفراحنا الكبيرة والصغيرة وتجاربنا المريرة.
كما أن الصديق المقرب هو الشخص الذي نشاركه لحظاتنا العائلية ونتبادل معه الفكر والثقافة، وعادةً ما يكون "أصدقاء الزوجين" أصدقاءَ مقربين.
التوقعات المشروعة من الصداقة
التقدير، الإخلاص، الكرم، الإحسان، التضامن.
أسباب الانفصال أو التباعد
اختلال التوازن في العلاقة (بمرور الوقت يعطي أحد الصديقين أكثر بكثير من الآخر)، فرق ملحوظ متزايد في المصالح والقيم وأنماط الحياة، ظهور الغيرة أو التناحر.
4. الصديق المفضل
هو "الصديق الحقيقي" الذي اجتازت العلاقة معه امتحان الزمن والصعوبات، وتقوم على الاعتقاد العميق (المبني على مواقف واقعية مجرَّبة) بأن المرء محبوب ومقدَّر لشخصيته الحقيقية.
يتولّد العنصر الرئيسي لهذه العلاقة من هذا الشعور القوي: وهو الحصرية. لا نحتاج معه أن نظهر بأفضل صورة لنا أو أن "نبرر له"، فالصديق المفضل في الصداقة يقابل توأم الروح في الحب.
العناصر الأخرى التي تشكل جوهر العلاقة هي الالتزام (أنا مخلص للآخر ولعلاقة الصداقة التي تربطني به)، والأمان (الرغبة في الانفتاح ومشاركة التجارب والمشاعر الخاصة)، والثقة (اليقين العميق باستحالة خيانة أي منهما للآخر).
التوقعات المشروعة من الصداقة
الإخلاص، نوع من الحصرية، الصراحة، العطاء، المشاركة.
أسباب الانفصال أو القطيعة
الخيانة (إفشاء السر، الخيانة الزوجية) أو خيبة أمل شديدة حول حدث أثره المعنوي كبير (زواج، موت، ولادة، مرض) نعجز عن مسامحته عليه.