كيفية الخروج من خانة الصداقة

خانة الصداقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إن وجودك في خانة الصداقة يعني أن تكن مشاعر الود تجاه أحد الأصدقاء، بينما هو لا يرى فيما بينكما سوى مجرد علاقة ودية. قد يبدو هذا الوضع الحرج في غاية التعقيد؛ لكن كيف لنا الخروج من هذه الدائرة؟ فيما يلي مزيد من التوضيح وبعض النصائح.

  • الوصول لخانة الصداقة
  • علامات لتحديد ما إذا كنت في خانة الصداقة
  • اعترف بمشاعرك للخروج من خانة الصداقة

قد لا يفصل الصداقة عن الحب سوى خط رفيع، فعند وقوعك في حب أحد الأصدقاء، ثم تيقنك من عدم مبادلته لك الشعور نفسه، ورؤيتك أنه لا يُكِن لك سوى مشاعر الصداقة فقط، فهذا يعني أنك في خانة الصداقة. ولأن هذا الشعور في الغالب يكون متغلغلاً في العلاقة، فمن الصعب التغلب عليه؛ ولكن الأمر ليس مستحيلاً على كل حال.

ما هي خانة الصداقة؟ إستيل دوسين؛ أخصائية علم النفس الإكلينيكي ومؤلفة كتاب “أن تصير أعز أصدقائه” (Devenir son meilleur allié) تُقدم تعريفاً للأمر، فتقول: “إنه خلل كبير في العلاقات، إذ يقع أحدهم في حب صديق له دون أن يبادله الأخير الشعور نفسه، وتتمثل السمة المميزة لهذه العلاقة المتهاوية في تعاسة أحدهما لعدم تلبيته لتوقعات الآخر تجاهه، بينما يلتبس الأمر نوعاً ما على الطرف الآخر، فهذا الانتظار يشعل الأمل؛ ما يزيد من معاناة المُحب؛ الذي ينتظر أن يغير الآخر رأيه، أو ينتهي به الأمر للاصطدام بواقع الأمر”.

الوصول لخانة الصداقة

عندما تندرج في خانة الصداقة، تكون على أي حال في علاقة مع هذا الصديق، فبينما تتوق حباً له، الأمر لا يتعدى مجرد صداقة عادية بالنسبة له. ونظراً لأنه ليس من السهل دائماً الاعتراف بمشاعرك لصديقك، فإن الحل الأسهل هو الانخراط في الصداقة دون أن يشك الآخر في شيء ما. وتوضح إستيل دوسين الأمر، قائلةً: “نحن لا نقع في (خانة الأصدقاء)؛ بل نجد أنفسنا بداخلها”، فأنت لا تختار من ستقع في حبه، لأن الرغبة هنا تحدث بصورة عفوية، وبالأحرى صادقة. ومع ذلك؛ لن يعترف الحبيب أبداً بمشاعره خشية إبعاده. فأنت تأمل سراً أن يتوقع (صديقك) ذلك، وأن يبادلك الشعور ذاته أيضاً، فأنت تخفي شعورك بحيث تبقي المحبوب على مقربة منك، دون المخاطرة بفقدانه؛ لكن ذلك يخلق لك وضعاً يخلو من الراحة وشعوراً بعدم الاستقرار.

وعلى النقيض من ذلك؛ يوضع المحبوب في منزلة عالية يُحسد عليها، حتى دون أن يدري، لأنك دائماً ما تكون هناك لأجله، لتنصت له، وتدعمه… وتشير المعالجة النفسية: “لأن تكون محل إعجاب وموضع كل انتباه هو بلا شك شعور مرضٍ. من الصعب ألا ترى شخصاً موجوداً دائماً للمساعدة، في جميع الظروف، وللإنصات لكافة الأحاديث، حتى أكثرها حميميةً (على الرغم من استبعاده منها)؛ بل يصل الأمر به لأبعد من ذلك، لحد تقديم النصائح الغرامية؛ إذ تتعدد الفوائد الثانوية العائدة من هذه العلاقة”.

يمكن أن يتسبب ما لم نبح به في إيذائنا؛ وذلك مع زيادة اختلال التوازن في العلاقة. وتضيف المعالجة النفسية أنه بالفعل: “يحدث أن يجعل المُحب نفسه لا غنى عنه في نظر المحبوب؛ والذي بدوره يشجعه عن طريق تصدير الوهم لا شعورياً له بأن شيئاً ما يمكن أن ينشأ بينهما”.

علامات لتحديد ما إذا كنت في خانة الصداقة

هناك علامات لتفهم ما يفكر به الآخر، وهي ليست دائماً واضحة بما يكفي. ومع ذلك؛ كما توضح إستيل دوسين: “إذا كنت مولعاً بشخص ما وتكن له الحب من طرف واحد، وإن كانت هذه العلاقة يشوبها الغموض، وإن كنت تجد نفسك في صراع ما بين الأمل والإحباط، فهناك احتمال كبير في أنك واقع في خانة الصداقة”.

ونذكر من ضمن العلامات الأخرى:

– على اعتبار أنك على استعداد لعمل المستحيل لأجل إرضائه.

– شعورك بالذنب عند عدم قدرتك على تحقيق أيّ شيء يرغب فيه الطرف الآخر.

– الشعور بأنك دون المستوى.

– التظاهر بالاعتقاد بأن علاقتكما لا تخرج عن إطار الصداقة.

– عدم الإفصاح أبداً عن حقيقة مشاعرك، لا للمحبوب ولا للمحيطين بك ولا حتى لنفسك.

– اعتقادك أنه ليس هناك من هو أفضل منه.

– إسرارك لنفسك أنك تفضل تحمل أسوأ خيبات الأمل بسببه على أن تفقده.

– استفادة المحبوب من صداقتك ليسرّ لك ببعض الأمور، ويكشف لك عن أدق التفاصيل في علاقاته الحميمة بآخرين.

عدم إضفاء الطابع الجنسي على تلامس الصديق المحبوب: فالضم والاحتضان لا يتحولان لعناق، باستثناء العلاقات الجنسية العرضية التي تقع بينهما من وقت لآخر؛ والتي دائماً ما لا يتم تحميلها أكثر من قدرها، وسرعان ما يتناساها المحبوب وتصبح طيّ النسيان.

– على اعتباره يخبرك لأي مدى هو يعتبرك صديقاً جيداً أو كيف يعدك واحداً من ضمن أفراد عائلته.

اعترف بمشاعرك للخروج من خانة الصداقة

إن أفضل الطرق للخروج من خانة الصداقة، هي الخروج عن الصمت وكشف النقاب عما يختلج في صدرك من مشاعر. وبناءً على ردة فعل الطرف الآخر،؛ ستستطيع تحديد النظرة التي ينظر بها لك: هل كصديق أم أكثر من ذلك؟ في المجمل؛ هناك حالتان لا ثالث لهما: إما أن يريد صديقك الصداقة فقط؛ وبالتالي يمكنك الاختيار ما بين أن تظلا صديقين أو إنهاء الصداقة، أو أن يعترف لك الآخر بمشاركتك المشاعر نفسها.

وبشكل عام، فللخروج من حالة خانة الصداقة؛ تنصحك عالمة النفس إستيل دوسين:

– بأن تحادث المحيطين بك في هذا الأمر.

– تقبل وضعك في هذه الخانة مع الاعتراف بمشاعرك وعدم دفن رأسك في الرمال بعد الآن.

– التوقف عن إعلاء شأن الطرف الآخر.

– الاستعداد للكشف عن مشاعرك حتى وإن كان الثمن فقدانه: إذا كان الأمر كذلك، فأنتما لم تكونا صديقين منذ البداية.

– تفهم أنه طالما لم تضع حداً للغموض المحيط بهذه العلاقة، فلن تسنح لك فرصة الالتقاء والتعرف على شخص آخر.

– تحسبك للشعور بالحزن وخيبة الأمل لأن الخروج من مثل هذه العلاقات غير المتوازنة يترك آثاراً من الصعب محوها؛ كالنظرة السلبية للذات، ومشاعر الندم، والخزي، والغضب.

كما توجه إستيل دوسين النصح فتقول: “من الأفضل العيش على أرض الواقع وتجنب الخيالات التي لا طائل من ورائها؛ والتي ما هي إلا مضيعة للوقت. إذا كان هذا الشخص صديقاً حقيقياً، فلن تنقطع أواصر صداقتكما حتى بعد البوح بمشاعرك. ومن ناحية أخرى، إذا كان القرب منه قد أصبح صعباً للغاية بالنسبة لك بعدما رفضك، فعليك بالابتعاد وفتح صفحة جديدة مع البقاء بعيداً عنه”.

ليس هناك حل سحري لبدء علاقة عاطفية على أسس سليمة، فالبعض سيبدأ دون أن تكون قد جمعت بينه وبين الطرف الآخر علاقة صداقة ما في السابق، والبعض الآخر سيبدأ بعد المرور بفترة صداقة. وتخلص المعالجة النفسية للقول بأن المهم في الأمر هو: “الاستقلالية والتشارك، فذلك أثمن ما في الأمر. كما تسهم الصداقة في ترسيخ الحياة الزوجية، وإذا كانت لا يسعها الحلول محلها، فلن تكون علاقةً زوجية”.

المحتوى محمي !!