4 تمارين تساعدك على تنمية حدسك وتقوية ثقتك بنفسك

3 دقائق
الحدس

يؤكد علم الأعصاب أن الحدس ليس سحراً أو موهبةً؛ إنما هو أحد أنواع الذكاء الموجودة لدى كل منا، فالحدس هو قدرة تُبنى وتُطوَّر وتُشحذ يومياً. فيما يلي نقدم لكم 4 تمارين تساعدكم على اتباع "بوصلتكم" الداخلية بكل ثقة.
الحدس هو ذلك الصوت الداخلي الخافت الذي يقدم لنا نصيحةً بشأن أمر ما، أو ذلك اليقين المبهر الذي يفرض نفسه علينا؛ كما يمكن للحدس أن يكون على هيئة رد فعل جسدي.

وصف أينشتاين الحدس بأنه "شعور في متناول اليد"، وحتى لو ظل أصله غامضاً، فإن علم الأعصاب يؤكد اليوم أن الحدس قد يكون حليفاً مهماً لنا في جعل حياتنا أسهل ومساعدتنا على المضي قدماً.

وليس الحدس حاسةً سادسةً سحريةً، أو موهبةً يحتكرها البعض؛ إنما هي قدرة في متناول الجميع. وبالتالي؛ يرتبط الحدس بحواسنا، وتقبلنا لمشاعرنا التي تخبرنا بما هو جيد أو سيئ بالنسبة لنا، وما سيقودنا إلى طريق مسدود أو يفتح الأفق أمامنا. فيما يلي 4 تمارين تساعدك على تنمية حدسك وتقوية ثقتك بنفسك.

1) أيقظ مرشدك الداخلي

يُمارس هذا التمرين مرةً في اليوم (صباحاً أو مساءً) لمدة أسبوع على الأقل.

استرخِ تماماً واجعل نفسك مرتاحاً. ازفر بقدر ما تستطيع، ثم ابدأ دورةً من الزفير الهادئ والعميق من خلال إرخاء عضلاتك. بمجرد أن تشعر بالاسترخاء؛ تخيل أنك تنقل وعيك إلى بطنك، ومع كل شهيق تأخذه؛ انغمس في أعماق نفسك حتى تشعر بالاسترخاء التام.

والآن؛ حدد طلبك واسأل نفسك: "ما هي القضية، أو ما هو الموضوع الذي أحتاج أن أكون أكثر وعياً به؟" على سبيل المثال. "هل أنا شخص متطلب جداً؟ هل ثقتي بنفسي ضعيفة؟" دع السؤال يجول بذهنك وأفسح المجال للرسائل التي ترد إليه كالصور والكلمات والأحاسيس والعواطف؛ دون أن تحكم عليها.

يتمحور الأمر حول الاستماع إلى مرشدك الداخلي، وإذا كان لا يزال صامتاً بعد يومين أو ثلاثة، فجرب طرح هذه الأسئلة: "ما الاتجاه الذي يجب أن أسلكه الآن؟"،"ماذا عليّ أن أفعل الآن؟ أرني".

اكتب جميع الرسائل التي ترد إلى ذهنك حتى لو بدت سخيفةً أو بعيدةً عن طلبك، واحتفظ بها لنفسك. بمرور الوقت؛ يمكن أن تأخذ كلمة أو صورة أو شعور معنىً ما كان قد أفلت منك في البداية، لأنك اتبعت في ذلك الوقت طريقة التفكير السببي وليس التناظري.

2) صنّف رسائلك الداخلية

من المفيد أن يشكك المرء بالقرارات التي قد يتخذها أحياناً بناءً على حدسه؛ إذ يمكن أن تمثل هذه القرارات رغبةً عابرةً أو إسقاطاً ما أو تعبيراً عن مظهر من مظاهر القلق.

تشير أبحاث مختصَّيّ علم النفس هال وسيدرا ستون؛ مؤلفَيّ كتاب "الحوار الداخلي" (Dialogue intérieur)؛ إلى أن شخصية الفرد تتكون من "شخصيات فرعية" نابعة من تاريخه النفسي العاطفي، ولكل من هذه الشخصيات صوت مميز.

ضع قائمةً بالشخصيات المختلفة الإيجابية والسلبية التي تكوّن شخصيتك؛ كشخصية الطفل، والقاضي، والمعالج، والمهرج، والقائد، والحذر، والمتهور، وغير ذلك. اختر هذه الشخصيات بناءً على ما تشعر أنه يناسبك منها، وليس تبعاً للصورة التي يرسمها الآخرون عنك، أو السمات التي يَسِمونك بها. ثم حدد العناصر الثلاثة أو الأربعة المهيمنة على شخصيتك، وبمجرد تمكنك من ذلك؛ أحضر ورقةً وأقلاماً بألوان مختلفة.

اكتب سؤالك، ثم أعطِ هذه الشخصيات المهيمنة أصواتاً باستخدام لون لكل منها. بمجرد أن تقول "الشخصيات" ما تريد قوله لا تحاول اختيار أفضل إجابة على الفور؛ أجّل قرارك وعد إلى تمرين المرشد الداخلي (التمرين الأول).

الهدف من ذلك هو تجربة الفرق بين صوت مرشدك الداخلي؛ الذي قد يكون صوت أحد "الشخصيات الفرعية" المهيمنة لديك، والأصوات الخاصة بـ "الأدوار" التي نأخذها دون وعي.

3) جرب الاسترشاد بحدسك تماماً ليوم كامل

يتطلب الاستماع إلى الحدس، والتقاط رسائله، أن يتصرف المرء مسترشداً به. وقد لا يكون من السهل دائماً اتخاذ هذه الخطوة؛ إذ هنالك الكثير من أنماط المقاومة العنيدة في داخلنا.

لإزالة هذه الموانع، ولتتمكن من استخدام حدسك دون مجازفة؛ يُنصح باتباع طريقة الخطوات الصغيرة، ويمكنك ذلك في هذه الحالة عبر تجربة الاسترشاد التام بذكائك الحدسي لمدة يوم كامل.

يُفضل اختيار يوم لا ينطوي على الكثير من الالتزامات؛ إذ لا يجب أن يؤدي اتخاذ القرارات الحدسية إلى نزاع داخلي مع نفسك أو جعل من حولك يتحملون عواقب هذه القرارات.

بمجرد اختيار هذا اليوم؛ ابدأ بالتمرين الأول (المرشد الداخلي)؛ كي تتمكن من تقبل ما يمليه عليك حدسك تدريجياً على مدار اليوم، ثم دع يومك يتكشف دون اللجوء إلى المنطق أو العقل أو العادات المعهودة.

تصرف كما لو كنت تستمع فقط إلى توجيهات مرشدك الداخلي، وانتبه جيداً للعواطف الإيجابية والسلبية التي تشعر بها، ودوّن ملاحظاتك؛ سيسمح لك هذا التمرين بتحسين بصيرتك وتقوية ثقتك بنفسك.

حاول أن تحدد "يوماً للاسترشاد الحدسي" بصورة منتظمة؛ حتى تألف هذه الممارسة.

4) انتبه للصُّدف

تفكر باقتراح معين ثم تتساءل عما إذا كنت ستقبله، فتفتح الراديو وتسمع المضيف أو ضيفه يقول: "من الواضح أنني رفضت؛ لم يكن هناك أي فرصة لأقبل بهذا الأمر"، أو العكس: "لقد انتهزت الفرصة".

يمكن أن تأتي رسائل كهذه أيضاً من محادثة سمعتها في المقهى أو في وسائل النقل العام، أو من مجلة تتصفحها. ورغم أنه لا علاقة لهذه العناصر (المحادثات، أو الصور، أو الرموز) بالموضوع الذي يشغلك، فإنها تجد طريقها إليك وتفرض نفسها بقوة على سمعك وبصرك. سمى كارل غوستاف يونغ؛ مؤسس علم نفس الأعماق؛ هذه الصدف بـ "التزامنات".

ووفقاً لإليزابيث هورويتز؛ مؤلفة كتاب "يا لها من مصادفة" (Quelle coïncidence)، فإنه يجب الاستماع إلى هذه الرسائل "المدهشة" كإشارات تحذيرية أو تطمينية؛ بأكبر قدر من الاهتمام.

تجسّد هذه الإشارات ما نعرفه أو نشعر به في أعماقنا دون أن نكون على دراية به دائماً، وتوصي المعالجة النفسية بتسجيل مذكرات التزامنات التي تحدث والاحتفاظ بها.

دوّن حادثاً إيجابياً أو سلبياً منطقياً كل يوم في دفتر ملاحظاتك؛ حتى لو كان بسيطاً. وبصورة عامة؛ انتبه لبيئتك الحسية كلما كنت تبحث عن إجابات، فهي مليئة بالمعلومات.

المحتوى محمي