ملخص: عادة ما نعتقد أن التسويف مشكلة تتعلق بإدارة الوقت، لكنه في الحقيقة مشكلة مرتبطة بإدارة العواطف والمشاعر. تؤكد المختصة النفسية نوال مصطفى أن التسويف المرتبط بالعواطف ينجم عن الرغبة في التهرب من الإزعاج الذي تمثله المهام الصعبة أو المملة أو المسببة للتوتر. إذ يفضل البعض التهرب من المهمة ليشعر بارتياح مؤقت، لكنه يغرق بعد ذلك في دورة من الإحباط والشعور بالذنب. وكلّما أجّل المهمة زاد شعوره بالضغط والتوتر، وهذا ما يعرض الأشخاص الذين يعانون التسويف المزمن إلى عواقب صحية وخيمة مثل أمراض القلب والشرايين. لتجنّب هذا التسويف المضر تقترح مصطفى حلاً بسيطاً وفعالاً يتمثل في التركيز على الخطوة الأولى من المهمة بدلاً من التفكير في خطواتها الشاملة، لأن هذه الطريقة تصرف الذهن عن القلق المرتبط بإنجاز هذه المهمة، وتدفعه إلى الاهتمام باتخاذ إجراء عملي محدد. كما يمثل العلاج بالتقبل والالتزام حلاً مناسباً للتخلص من التسويف لأن الأشخاص القادرين على إظهار المرونة النفسية أقلّ ميلاً إلى التسويف.
محتويات المقال
التأجيل المستمر للمهام والواجبات إلى وقت لاحق مشكلة يواجهها الكثيرون، وتركز غالبية النصائح المتعلقة بعلاجها على إدارة الوقت. لكن هناك عدداً متزايداً من الخبراء الذين يرون أن مشكلة التسويف ترتبط أساساً بتنظيم العواطف. في هذا السياق نشرت المختصة النفسية نوال مصطفى (Nawal Mustafa) في حسابها الشخصي على موقع إنستغرام طريقة فعالة قد تساعدك على التخلص من عادة التسويف.
ما هو التسويف المرتبط بالعواطف؟
خلافاً للأفكار النمطية السائدة فإن التسويف ليس مجرد نتيجة لسوء إدارة الوقت، وهو وفقاً للخبيرة نوال ينجم في معظم الأحيان عن عواطفنا؛ عندما نواجه مهمة صعبة أو مملة أو مسببة للتوتر نميل إلى تجنب هذا الانزعاج من خلال تشتيت انتباهنا، وعلى الرغم من أنّ هذه الاستراتيجية قد تشعرنا بالارتياح المؤقت، فقد يغرقنا في دوامة من الشعور بالذنب والإحباط.
فالتهرب من المهمة بمشاهدة مقاطع الفيديو في موقع يوتيوب أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لا يؤدي إلّا إلى تأجيل ما لا مفر منه، والمشكلة أننا كلما أجلنا مهمة ما زاد شعورنا بالضغط والتوتر، ما يفاقم ميلنا إلى التسويف. وقد يكون لهذا الميل عواقب وخيمة على صحتنا النفسية، فالذين يعانون التسويف المزمن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين ومشكلات صحية أخرى مرتبطة بالتوتر.
اقرأ أيضاً: من التسويف إلى قضم الأظافر: كيف تتخلص من العادات السيئة؟
التركيز على الخطوة الأولى في المهمة
إذاً، كيف يمكننا التعافي من هذا التسويف المزمن؟ تقترح مصطفى حلاً بسيطاً وفعّالاً يتمثل في التركيز على الخطوة الأولى من المهمة بدلاً من التفكير في خطواتها الكاملة، وتنصحك بطرح هذا السؤال: "ما هو الإجراء التالي الذي يمكنني فعله كي أتقدم في المهمة؟"
تصرف هذه الطريقة الذهن عن القلق من إنجاز المهمة، وتوجه تركيزه على إجراء عملي قابل للتطبيق. وبمجرد انطلاقك بالخطوة الأولى يسهل عليك الاستمرار في إنجاز المهمة.
مكافحة التسويف بعلاج التقبّل والالتزام
يرتكز هذا الحل على علاج التقبل والالتزام، وهو من تقنيات العلاج المعرفي. يشجعنا هذا الأسلوب على تقبّل الانزعاج الناجم عن المهمة مع الاستمرار في التركيز على أهدافنا على المدى الطويل، بدلاً من التركيز على العواطف التي نشعر بها في تلك اللحظة.
وتكشف دراسات علمية عديدة أن الأشخاص القادرين على إظهار المرونة النفسية، أي تقبل الأفكار والمشاعر المزعجة دون الاستسلام لها، تقل احتمالات لجوئهم إلى التسويف.
اقرأ أيضاً: كيف تنظم عواطفك لتتخلص من التسويف؟