قد يتطلب الخروج من علاقة غير صحية أو مضرّة وقتاً طويلاً، إذ يصعب الإفلات من دورة العنف والتلاعب والآليات النفسية التي تترسخ خلالها. إضافة إلى أن الانفصال بين الشريكين يمثل في حدّ ذاته اختباراً يصعب تجاوزه، فإن سمّية العلاقة لا تتوقف دائماً بمجرد انتهائها. فالعلاقة غير الصحية تترك آثاراً على المدى الطويل يصعب التخلص منها. لهذا السبب يجب الحذر من بعض السلوكيات الشائعة بين الأشخاص الذي يعيدون بناء ذواتهم بعد علاقة مدمّرة.
محتويات المقال
ما الذي عليك الحذر منه بعد نجاتك من علاقة سامة؟
عندما نتورط في علاقة غير صحية فإننا نطوّر آليات خاصة بنمط هذه العلاقة. لذا؛ يجب ألّا نكتفي بعد القطيعة باستعادة تقدير الذات الذي تضرر من هذه العلاقة، بل يتعين أيضاً التخلص من بعض السلوكيات. ومع ذلك فإن هذا الجانب ليس هو الذي يعقّد العلاقة التالية التي يمكن أن ننخرط فيها. لتوضيح ذلك تحذّر المعالجة النفسية أليسا ليا مانكاو (Alyssa Lia Mancao) في منشور لها على موقع إنستغرام من العلاقات التي ننشئها مباشرة بعد الخروج من علاقة سامة.
فاستئناف الحياة العاطفية والعثور على شريك يؤديان في كثير من الأحيان إلى مقارنة العلاقة الجديدة بالعلاقة السابقة. وعندما يكون الماضي مؤلماً فقد يطرح ذلك بعض المشكلات. تنبه المعالجة النفسية إلى ذلك قائلة: "على الرغم من أن العلاقة الحالية قد تبدو أفضل من سابقتها، فقد ينقصها بعض التوافق على مستوى القيم وتبادل الدعم والإنصاف، وقد يؤدي ذلك إلى الاكتفاء بعلاقة جيدة بما فيه الكفاية من خلال تقديم تنازلات في بعض الجوانب المهمة فقط لأننا نشعر بتحسن مقارنة بالعلاقة السابقة". هذا الشعور بالحصول على علاقة "أفضل" قد يدفع في معظم الأحيان الأشخاص الذين يخرجون من علاقة سامة إلى الانخراط الكامل في علاقة غير متوازنة لن ترضيهم.
اقرأ أيضاً: 12 علامة تؤكد أنك تتعافى من علاقة سامة
كيف تعيد بناء ذاتك قبل الدخول في علاقة جديدة؟
تتساءل المعالجة النفسية أليسا ليا مانكاو قائلة: "هل تركت لنفسك الوقت الكافي للتعافي وتوضيح احتياجاتك قبل الانخراط في علاقة جديدة؟ إنّ أخذ الوقت الكافي بين العلاقتين يمثل طريق التعافي وعلامة صدق مع الذات". لكل شخص إذاً نهجه الخاص في التعافي بعد علاقة مدمرة، لكن القاعدة المتعارف عليها عالمياً هي أنّ هذا الأمر يتطلب بعض الوقت.
تقول الكاتبة والمعالجة النفسية ستيفاني سركيس (Stephanie Sarkis) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "عليك أن ترفق بنفسك خلال عملك على إعادة بناء حياتك، ستمر عليك أيام تشعر فيها أن الأمور تسير في الطريق الصحيح، وستمر عليك أيام أخرى لن ترغب خلالها في مغادرة سريرك، لذا؛ امنح نفسك الوقت الكافي لاستشعار عواطفك".
تؤكد الخبيرة النفسية أيضاً ضرورة تخصيص مذكرة لتدوين المشاعر والاحتياجات والرغبات الشخصية وفرزها قبل اتخاذ القرارات. تسمح لك هذه المذكرة بالحفاظ على أثر دال على المسار الذي قطعته والوعي بمراحل هذه العملية. توضح المختصة في قضايا العنف الزوجي ميلودي غروس (Melody Gross) في تصريح لموقع سايك سنترال (PsychCentral): "من الضروري أن يعتني الشخص الناجي من علاقة سامة بنفسه ويحبّها، لأنه إذا لم يفعل ذلك سيكون عرضة إلى الانخراط في علاقة عنيفة أخرى". عليك أيضاً أن تمارس الأنشطة التي تحبها وتستعيد هواياتك السابقة. تضيف غروس: "خصص وقتك للتركيز على الأمور التي تعزز ثقتك بنفسك وتساعدك على استعادة التوازن العاطفي، فأنت تستحق ذلك".
نشير في النهاية إلى أن إعادة بناء الذات والتركيز عليها لا يعني أنك ستفعل ذلك بمفردك. عليك أن تبني شبكة الدعم الخاصة بك بالاعتماد على عائلتك وأصدقائك أو خبراء الصحة النفسية، أو أيّ فرد يستطيع "دعمك على المستوى العاطفي، وتعزيز تقديرك لذاتك والتصدي لشكوك وأفكارك السلبية" وفقاً لرأي خبيرة العلاقات الزوجية إيبيلي أونييما (Ebele Onyema).