كيف تعلم أنك تفرط في تعاطفك مع الآخرين؟

2 دقيقة
التعاطف وفرط التعاطف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: التعاطف قدرة إنسانية كامنة نحتاج إليها جميعاً لإدارة علاقاتنا مع الآخرين وتعزيز حضورنا الاجتماعي. لكن عندما نفرط في التعاطف مع الآخر قد يتحوّل هذا الشعور النبيل إلى نقمة تجلب لنا المعاناة النفسية والألم العاطفي، ونصبح حينها في حاجة إلى معرفة الحدود الفاصلة بين التعاطف المطلوب وفرط التعاطف المرفوض. يقدّم المقال التالي الفرق بين المفهومين، ويعرض 3 علامات دالّة على فرط التعاطف.

نقصد بالشخصية المتعاطفة وصف الأشخاص الذين تمكنوا من تطوير ذكاء عاطفي كافٍ، يتيح لهم كشف عواطف الآخرين وفهمها.

تقول الطبيبة النفسية كلير بيتان (Claire Petin): "الشعور بالتعاطف مع شخص ما لا يعني تأييد مشاعره، بل يعني إدراك ما يؤثّر فيه من وجهة نظره وفهمه بدءاً بمشاعر الفرح وصولاً إلى مشاعر الحزن". ومع ذلك "نحتفظ بمسافة معينة بين الذات والحالة العاطفية للآخر بالاعتماد على المشاركة الوجدانية". وفي هذا المستوى تكمن الحدود بين التعاطف وفرط التعاطف.

كيف تميز بين التعاطف وفرط التعاطف؟

توضّح الطبيبة النفسية كلير بيتان: "التعبير عن التعاطف يتطلّب عدم الخلط بين موقع المتعاطف وموقع الآخر، أي التمييز بين الذات والآخر". لكن في حالة فرط التعاطف تختفي الحدود بين مشاعرنا ومشاعر الآخر. "نظراً إلى عدم تمتّعهم بالقدرة على تصفية المشاعر مثل الآخرين فإن أجسام مفرطي التعاطف تستشعر الطاقة والعواطف والأعراض الجسدية التي تظهر على الأشخاص المحيطين بهم، لذلك يحسّون بمظاهر سعادتهم وتعاستهم أيضاً".

وفقاً للطبيب النفسي ومؤلف كتاب "دليل البقاء لمن يعانون فرط الحساسية والتعاطف" (Le Guide de survie des hypersensibles empathiques) جوديث أورلوف (Judith Orloff). هذا ما يجعلهم إذاً أكثر شعوراً بعواطف الآخرين وأكثر حساسية تّجاه أشكال التواصل غير اللفظي مثل لغة الجسد ونبرة الصوت أو حتّى حالات الصمت.

ما خصائص الشخصية المفرطة في التعاطف؟

يتميّز الأشخاص الذين يعانون فرط التعاطف بعدد من خصائص فرط الحساسية. هذا لا يعني أن كلّ من يعاني فرط الحساسية يكون مفرط التعاطف بالضرورة، لكنّ علامات فرط التعاطف تشمل الانفعالات العاطفية القوية والأعراض الجسدية أو حتّى نسيان الذات لفائدة الآخرين.

في هذا السياق حدّدت المختصة في العلاج الزواجي والأسري جوي بيركهايمر (Joy Berkheimer) في تصريح لموقع ويل آند غود (Well and Good) 3 خصائص شائعة بين الأشخاص الذين يعانون فرط التعاطف:

  • سوء إدراك الذات وفهمها: الشعور الشديد بعواطف الآخرين يمكن أن يعقّد عملية التمييز بين عواطف الآخرين ورغباتهم وعواطف الذات ورغباتها ويقود إلى الشك في الهوية الشخصية. توضّح بيركهايمر: "يجد هذا الشخص الذي يعاني فرط التعاطف صعوبة في تحديد ما يُسعده لكنّه يستطيع أن يحدّد ما يسعد شخصاً آخر".
  • ضعف الحدود: يجد الأشخاص الذين يعانون فرط التعاطف صعوبة في العيش باستقلالية والانفصال عن الآخرين. كما أنهم قد يتحوّلون إلى أشخاص حريصين على "إرضاء الآخرين".
  • الانفعالات العاطفية والتقلّبات المزاجية: يمكن أن تسيطر أعراض فرط التعاطف على الشخص الذي يعانيها وتعقّد حياته اليومية وقدرته على التكيّف معها.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي