ملخص: نغرق أحياناً في مشاعر الحبّ التي تمنحنا قدراً كبيراً من السعادة والرّضا والمتعة العاطفية. لكنّ هذه المشاعر قد تكون مجرد أوهام إذا كان الطرف الآخر لا يستحقّ هذا الحبّ. تزداد المشكلة تعقيداً عندما نتجاهل هذه الحقيقة ونصرّ على التعامل بمنطق مرآة الحبّ العمياء. متى نقع إذاً ضحية الحبّ الأعمى؟ يقدّم المقال التالي 5 علامات دالّة على هذا النوع من الحبّ.
محتويات المقال
نعتقد أحياناً أن مشاعر الحبّ تنطوي على جانب جميل أو رومانسي قويّ إلى درجة تنسينا ما حولنا كلّه لكن سرعان ما توقظنا حقائق الواقع. هذا الجانب الرومانسي هو الذي تجسّده مثلاً مرحلة "شهر العسل". يمثل شهر العسل فترة البداية التي لا تظهر فيها إلا الجوانب الإيجابية من شخصيتَي الزوجين، لا سيّما أنها تجربة ترتكز على مبدأ السفر بعد الزفاف حيث يُفترض أن تسير أمور العلاقة الزوجية كلّها على أحسن ما يُرام.
نحرص خلال هذه الفترة على إظهار أفضل ما لدينا لنيل إعجاب الشريك الذي يفعل الشيء نفسه. لهذا يصعب علينا أحياناً أن ندرك أننا في علاقة فاشلة. وقد نتغافل عن هذه الحقيقة للأسف حتّى بعد مرور شهور بل أعوام؛ لأن مرآة الحبّ عمياء وفقاً للمثل السّائر.
البرمجة على الحبّ الأعمى
يقول الطبيب وأستاذ الطبّ النفسي ميشيل رينو (Michel Reynaud): "نحن مبرمجون على التبعية إلى الآخر، علاوة على أن شعور الحبّ يعمينا عن رؤية حقيقة علاقاتنا لأننا بُرمجنا على الحاجة إلى الآخر". يلبّي هذا النوع من الحبّ احتياجاتنا إلى المتعة والرغبة والأمان؛ لكن قد تكون له آثار مضلّلة لا سيّما من خلال ما يتهيّأ لنا بشأن العلاقة والشريك.
يوضّح المعالج النفسي فرانسوا كزافييه بودا (François-Xavier Poudat) ذلك قائلاً: "عندما نحبّ شخصاً فإننا لا نرى فيه إلا ما نُسقطه عليه من تصوّرات، وهذا هو أساس حالة الشغف والحبّ، نقلّل مثلاً من أهمية عيوبه ونغيّر سلوكياتنا لإرضائه ولا نتردّد في الكذب بشأن أذواقنا لزيادة اهتمامه، إنها لحظة الكذب التي لا يفلت منها أحد".
قد يقودنا الحبّ الأعمى إلى الشعور بعواطف رائعة لكنه قد يوهمنا ويمنعنا أحياناً من الانتباه إلى الاختلالات التي تؤدي إلى فشل العلاقة والاعتراف بذلك. تلخّص المعالجة النفسية أليسا ليا مانكاو (Alyssa Lia Mancao) هذه الحالة في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "يكون الحبّ أعمى عندما يطغى ارتباطك بالآخر على شعورك المستمرّ بعدم الرضا".
كيف تكتشف حالة الحبّ الأعمى؟
كي لا تغرق في الأوهام، من المهم أن تدرك تأثير عواطفك في تصوراتك للأمور كلّها. في هذا الإطار، حدّدت أليسا ليا مانكاو في منشورها 5 سلوكيات وأنماط تفكير قد تؤكد أنك غارق في مشاعر الحبّ العمياء. إليك هذه السلوكيات فيما يلي:
- هناك خلل ما في العلاقة لكنّك مصرّ على تجاهل علاماته.
- تبحث فقط عن المعلومات التي تُساير هواك وتؤكد ضرورة استمرار علاقتك.
- تركز أساساً على مزايا شريكك وعلاقتك أكثر من تركيزك على الواقع الذي تلاحظه.
- تتجاهل الوقائع غير المنطقية في علاقتك.
- تعتقد أن الكفاح من أجل الحبّ أمر طبيعي.
اقرأ أيضاً: