ملخص: يكشف هذا المقال عن الأسباب المحتمَلة وراء الاستيقاظ الليلي. فقد يكون القلق أو إحدى الحالات الصحية سبب حرمانك من النوم الهانئ. ومن خلال إلقاء نظرة ثاقبة على هذه المحفزات المحتمَلة، يمكنك البدء في نظام شخصي نقترحه عليك للحصول على نوم أفضل.
يوضّح استشاري أمراض النوم والأمراض الصدرية، حسان الحريري إنّ الهدف الأساسي من النوم هو إعطاء فرصة للجسم للتعافي حتّى يتمكّن من القيام بدوره خلال النهار. ويضيف إنه على الرغم من اختلاف حاجة الأفراد إلى عدد معيّن من ساعات النوم حسب فئاتهم العمرية، فالنوم الجيّد ضروري لإراحة الجسم بصفةٍ عامة.
غير أن ضرورة الحصول على نوم جيّد كما يشير الحريري، قد لا تتأتّى بسهولة للكثيرين من الناس؛ وذلك لأنهم يعانون الاستيقاظ الليلي المتكرّر، فيجدون أنفسهم يصارعون أرقاً مُحبِطاً، أو تستحيل عودتهم إلى النوم إذا حدث واستيقظوا فجأةً في الليل.
قد تبدو هذه الحالة غير مُقلقة لكن الأمر ليس بتلك السهولة؛ إذ قد يكون العديد من الحالات الصحية، البدنية والنفسية، التي تستدعي العلاج، ضمن العوامل التي تسهم في النوم المتقطّع والاستيقاظ الليلي. فما هي تلك الأسباب المحتمَلة؟ والأهم من ذلك، كيف يمكنك العودة إلى النوم إذا استيقظت ليلاً؟
ما الأسباب التي من الممكن أن توقظك ليلاً؟
يمثّل النوم المريح والجيّد ليلاً عنصراً أساسياً لرفاهية الأفراد العامة؛ لأنه يتيح لأجسامهم وأدمغتهم تجديد الطاقة وإعادة شحنها. غير أنّ العديد من الناس لا يستفيد من هذا التجديد بسبب الاستيقاظ الليلي المتكرّر في أثناء الليلة الواحدة، ويعزو الخبراء ذلك إلى عدّة عوامل محتمَلة؛ نذكر منها الآتي:
- انقطاع النفس النومي (Sleep Apnea): يحدث إثر انسدادٍ في مجرى الهواء العلويّ، وهو سبب شائع للاستيقاظ الليلي في منتصف الليل وعدّة مرات كل ليلة، ويشعر المصاب بهذه الحالة عادةً بالصداع في الصباح، والتعب وصعوبة التركيز في أثناء النهار.
- القلق والاكتئاب: يشعر الشخص الذي يعاني القلق والاكتئاب بصعوبة في تهدئة تفكيره؛ ما يمكن أن يتسبّب له صعوبة الاستمرار في النوم، والاستيقاظ الليلي، وكذلك يمكن أن يسبّب الأرق كلتا الحالتين.
- الأرق: قد يرتبط الأرق بالاكتئاب والقلق؛ حيث يمكن أن يكون أحد الأسباب أو الأعراض، ويجد الشخص الذي يعاني الأرق صعوبة بالغة في النوم أو الاستمرار فيه.
- الحاجة إلى التبوّل: يمكن أن يؤدّي كلّ من الحمل وتضخّم البروستاتا والسكري وتدلّي المثانة وفرط نشاط المثانة إلى التبوّل الليلي، وقد يكون السبب عند البعض استهلاك الكثير من السوائل في المساء فقط.
- نوبات الذعر الليلية: يتجاوز الأمر الاستيقاظ الليلي في هذه الحالة، فالشخص قد يصرخ أو يبكي خوفاً، وقد لا يتذكّر ما حدث صباحاً، ويُعد الأطفال الأكثر عرضة لهذه النوبات.
- ارتفاع درجة الحرارة: قد يتسبّب التعرّق الليلي أو غرفة النوم الدافئة جدّاً في ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من اللازم، وهي حالة يصعب فيها النوم بالنسبة إلى كثير من الناس.
- الضوضاء واستخدام الأجهزة الإلكترونية: كلما زاد استخدام الأشخاص لوسائل التكنولوجيا مثل أجهزة الألعاب، والهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر قبل النوم، زادت فرصة معاناتهم الاستيقاظ الليلي وعدم قدرتهم على النوم.
- مشكلات الهضم: من المعروف أن الانتفاخ والغازات المزعجة بسبب تناول الكثير من الطعام أو الأطعمة الغنية بالتوابل في وجبة العشاء تصعّب النوم بهدوء.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على روح معنوية عالية في أحلك الأوقات؟
هكذا تعود إلى النوم بعد الاستيقاظ الليلي
حين تجد نفسك مستيقظاً في منتصف الليل أو في الثالثة صباحاً، قد تدخل في حالة من الذعر إذا تذكّرت اليوم المليء بالتحديّات الذي ينتظرك. فكيف ستتمكّن من إنجاز مهامك ومسؤولياتك إذا لم تحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة ليلاً؟ تؤكّد مختصة اضطرابات النوم السلوكية، ميشيل دريروب (Michelle Drerup)، إن ما تعانيه هو أحد أشكال الأرق، وفي حال لم تكن مصاباً بإحدى الحالات الصحية التي ذكرناها سابقاً، يمكنك العودة إلى النوم بسهولة إذا التزمت بنصائحها التالية:
- توقّف عن مراقبة عقارب الساعة: لأن هذا السلوك سيزيد ضيقك وانزعاجك من الاستيقاظ الليلي.
- ساعد جسمك على الاسترخاء: حاول شدّ جسمك بأكمله، من أصابع القدم إلى الرأس، لمدّة 5 ثوانٍ، ثم استرخ.
- إذا لم تتمكّن من العودة إلى النوم بعد ما يقرب من 15 إلى 20 دقيقة، انهض من فراشك: لا تقضي وقتاً طويلاً في السرير محاولاً النوم، فقد يزيد قلقك.
- مارس نشاطاً غير ممتع: كأن تقرأ كتاباً لا يشدّ انتباهك، أو تستمع إلى موسيقا هادئة، فقد تشعر بالنعاس وتعود إلى غرفة نومك.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين النوم والصحة النفسية؟
في الختام، يمكن أن يُشعرنا النوم المتقطّع والاستيقاظ الليلي بالترنّح والتعب خلال النهار؛ ما يخفّض من استعدادنا لمواجهة التحديّات اليوميّة؛ لذلك ساعد هذا المقال على توضيح الأسباب العديدة الكامنة وراء الاستيقاظ الليلي المتكرّر ليلاً، واقترح استراتيجيات فعّالة للعودة إلى النوم بسرعة.