ملخص: يتطلب التغلب على مشكلة التسويف معرفة المشاعر التي تكمن وراءه، وفيما يلي تقدم لنا مختصة علم النفس العصبي، نوال مصطفى الطريقة الملائمة للتخلص من التسويف تبعاً لسببه.
التسويف هو سلوك يمكن أن يكون ذا تأثير سلبي كبير في صحتك النفسية، فهذا الميل إلى تأجيل المهمات يضيع وقتك ويستنفذ طاقتك؛ لأن المهمة التي قررت تأجيلها بدلاً من البدء بها ستظل مستحوذة على فكرك ومن ثم؛ فإن من أهم النتائج المباشرة للتسويف: اجترار الأفكار، والتوتر، والقلق، وقلة التركيز، والشعور بالإرهاق، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأساليب التي تعلمنا كيفية القضاء على هذه المشكلة فيبدو أن الأمر ليس بتلك السهولة.
لا يعني التسويف بالضرورة أنك شخص كسول؛ إذ ثمة العديد من العوامل وراء هذا السلوك، ووفقاً للخبراء في هذا الموضوع؛ فإن التخلص من عادة التسويف يتطلب بالضرورة تحديد سببها أولاً.
التسويف لا يعني اللامبالاة
تقول مؤلفة كتاب "استخدام التسويف في تعزيز الإبداع" (Procrastiner pour mieux créer)، فلور دوجيه (Fleur Daugey): "بالنسبة إليّ، لا ينجم التسويف عن سوء إدارة الوقت بل عن مشاعر محددة". وتضيف إن هذا السلوك لا يدل بالضرورة على اللامبالاة بل على العكس من ذلك، فكلما زادت أهمية المشروع بالنسبة إلى المرء ازداد ميله إلى تأجيل العمل عليه، وتضيف: "ومن هنا عليك أن تحاول معرفة سبب تأجيلك العمل وعجزك عن البدء به على الرغم من رغبتك في ذلك"، ومن خلال الإجابات التي ستحصل عليها ستفهم الكثير عن نفسك، وستكتشف الطريقة التي تتيح لك التغلب على التسويف؛ لأنه بمجرد تحديد سببه ستتمكن من تحديد الأسلوب المناسب للتعامل معه.
4 نصائح للتغلب على المشاعر المسببة للتسويف
تقول طالبة مرحلة الدكتوراة في علم النفس العصبي، نوال مصطفى في منشور على إنستغرام: "أحد أسباب التسويف عدم القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية المرتبطة بأداء مهمة ما؛ مثل الملل والقلق والإرهاق"، وللتعامل على نحو فعال مع التسويف، حددت المختصة المشاعر الأكثر شيوعاً وراء هذا السلوك، وقدمت لنا الحل الملائم لكل حالة:
- الشعور بالعجز أمام ضخامة المهمة: الحل في هذه الحالة تقسيم المهمة الكبيرة إلى عدة مهمات صغيرة تنجزها الواحدة تلو الأخرى، وعلى هذا النحو ستصبح لديك خطة عمل واضحة تسهِّل عليك كل مرحلة من مراحله.
- الملل أو عدم الاهتمام: الحل هنا وفقاً لنوال مصطفى هو اتباع تقنية "بومودورو"، التي تتمحور حول إعطاء وقت محدد لكل مهمة لا يتجاوز 10 أو 20 دقيقة وتكريس نفسك خلال ذلك للعمل عليها فقط، وإذا استمر نفورك من المهمة على الرغم من ذلك فتوقف وارجع إليها لاحقاً. وتقول المختصة: "هنالك فرصة كبيرة بأن تتمكن من الاستمرار لأنك تجاوزت الجزء الأصعب ألا وهو البدء بالعمل".
- القلق: في حال كانت مشكلة التسويف بسبب شعورك بالقلق، تنصحك المختصة بممارسة التنفس العميق والتخطيط للمهمة قبل أيام من العمل عليها؛ ومن ثم سوف تطمئن نفسك بأن المشكلة ستُحل قريباً.
- عدم الثقة بالنفس: توضح المختصة إن العمل هو الذي يبني الثقة بالنفس، وتختتم: "يجب أن تستمتع بعملية التعلم وتتقبل أخطاءك وتؤمن أنك ستتطور بمرور الوقت".