ملخص: إذا كانت ثمة إشارات تواصل غير لغوية يمكنها أن تكشف عن صدق المتكلم، فإن خطابه يمكن أن يكون أهمّها. وفي هذا الإطار، اهتم باحثون هولنديون بموضوع فعالية أساليب كشف الأكاذيب، ومن أجل تبسيط عملية كشف الأكاذيب؛ اختبر الباحثون فعالية مراقبة إشارة واحدة لكشف الكاذب: كمّ التفاصيل.
يُعدّ تمييز الحقيقة من الكذب أمراً مستحيلاً في بعض الأحيان؛ لذا من الضروري أن تعرف بعض أهم الأساليب التي تمكّنك من كشف الأكاذيب.
في المسلسل التلفزيوني الأميركي "لاي تو مي" (Lie to Me)، يتولّى الطبيب النفسي كال لايتمان (Cal Lightman) كشف الأكاذيب التي يقولها مخاطبوه.
ووفقاً لهذه الشخصية الرئيسة في المسلسل المذكور آنفاً، تتعين مراقبة حركات يدَيّ المتكلم ونظراته ووضعية جسده وتعابير وجهه من أجل التأكد من صدقه أو كذبه.
وإذا كانت ثمة إشارات تواصل غير لغوية يمكنها أن تكشف عن صدق المتكلم، فإن خطابه يمكن أن يكون أهمّها. وفي هذا الإطار، اهتم باحثون هولنديون بموضوع فعالية أحد أساليب كشف الأكاذيب.
وقد أظهرت نتائج البحث الذي نشروه في مارس/ آذار 2023 في مجلة "نيتشر هيومان بيهيفيور" (Nature Human Behaviour) أن السر يكمن في التفاصيل.
اقرأ أيضاً: هل يمكننا العيش دون كذب؟ إليك الإجابة.
كثرة الإشارات قد تشوّش عملية كشف الأكاذيب
إذا كانت ثمة إشارات عديدة تتعين مراقبتها من أجل كشف الأكاذيب، فإن تحليلها جميعاً يمكن أن يخلق نوعاً من التشويش. ويؤكد الطبيب النفسي الشرعي ومحرّر الدراسة، برونو فيرشوير (Bruno Verschuere) في تصريح لموقع "ساينس أليرت" (Science Alert) إنه: "لا يمكن للناس أن يقيّموا هذه الإشارات كلها في وقت وجيز، فما بالك بتوظيفها في اتخاذ حكم دقيق وقاطع"؟
وعلاوة على ذلك، فإن هذه الإشارات تختلط في الغالب بالصور النمطية عن شكل الشخص المُدان أو البريء، وتشوش على الحكم النهائي.
اقرأ أيضاً: هل أصبح كشف كذب الآخرين أكثر سهولة؟
التفاصيل قادرة على كشف الأكاذيب
ومن أجل تبسيط عملية كشف الأكاذيب، اختبر الباحثون فعالية مراقبة إشارة واحدة لكشف الكاذب: كمّ التفاصيل. وخلال 9 تجارب أُجريت، كان على 1,445 مشاركاً تخمين مدى صدق تصريحات مكتوبة وتسجيلات فيديو ومقابلات مسجلة أو مباشرة تتعلق بأنشطة طالب جامعي، أو كذبها.
وكان على بعض المشاركين الاعتماد على الحدس من أجل تحديد ما إذا كان ذلك كله كذباً، بينما كان على مشاركين آخرين التريث في تأمل مستوى التفاصيل، ولم ينجح أولئك الذين اعتمدوا على حدسهم في كشف الكذب إلا بالصدفة.
وفي المقابل، كان المشاركون الآخرون أكثر فعالية في كشف الأكاذيب بعد أن درسوا "أوصاف الأشخاص والأماكن والحركات والأشياء والأحداث وترتيبها الزمني"، و"مدى اكتمال الرسالة وواقعيتها وتأثيرها وغناها بالتفاصيل". وقد تمكّن المشاركون الذين ركّزوا على مستوى تفاصيل الخطابات من تمييز الصدق من الكذب بدقة بلغت نسبتها 80%.
اقرأ أيضاً: هل يجب أن نعذر المصابين بهوس الكذب المَرَضي؟