كيف تستمتع بالعيد دون منغّصات؟

3 دقائق
العيد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: يجلب العيد الفرحة، وقد يجلب أعباء الواجبات والالتزامات أيضاً. ولأنه يمثّل فرصة لإعادة تأهيل النفس لاستقبال الحياة بنفسية جديدة؛ يجب تحقيق أقصى استفادة من هذه الفترة والاستمتاع بمزاياها.

يمثّل العيد فرصة للراحة والاسترخاء وقضاء أوقات سعيدة مع الأصدقاء والأحباب؛ لكّنه يمكن أن يمثّل في الوقت نفسه فترة عصيبة لبعض الأفراد؛ إذ تزداد واجباته تجاه أفراد العائلة ويشعر بأنه ملزم بالامتثال لمجموعة من الأعراف والتقاليد التي تثقل كاهله وتكون مصدر قلق وتوتّر. فما مصادر القلق والانزعاج في فترة العيد؟ وكيف يمكن تحقيق أقصى استفادة منه وتفادي المنغّصات؟

ما الأسباب المحتمَلة لزيادة التوتّر والانزعاج في العيد؟

يشعر العديد من الأشخاص حول العالم بزيادة أعراض القلق والتوتر في فترة العيد والمناسبات المشابهة. وقد أبلغت الجمعية الأميركية للطب النفسي (APA) عام 2021 عن زيادة القلق بنسبة 41% في هذه الفترات بعد استطلاعٍ شمل أكثر من 2,000 شخص بالغ؛ حيث تضمّنت الأسباب ما يلي:

  • كثرة الالتزامات الاجتماعية: قد يشعر أشخاص كُثُر بتزاحم جداولهم الزمنية بالالتزامات التي تستنزف الطاقة والوقت، ويجدون صعوبة في وضح حدود صحيّة تصبّ في مصالحهم.
  • التوترات العائلية: قد لا تتمتّع العائلات جميعها بالتناغم والانسجام بين أفرادها؛ ومن ثَمّ تكون التجمّعات العائلية وقتاً لاحتدام النقاشات والخوض في موضوعات ثقيلة أو شخصية مسببةً نوعاً من الدراما بدلاً من قضاء أوقات مبهجة مع الأقارب.
  • ضيق الميزانية المالية: تفرض تقاليد العيد تبادل الهدايا أو إعطاء العيديات إما في شكل مبالغ مالية أو هدايا من نوع محدّد حسب ما هو متعارف عليه في كلّ مجتمع، بالإضافة إلى العزائم العائلية والعبء المادي الإضافي الذي تفرضه ضرورة اقتناء الملابس الجديدة، وبخاصة للأطفال. قد يسهم ذلك كلّه في مضاعفة المصاريف ومن ثَمّ زيادة المخاوف الاقتصادية؛ حيث قد يلجأ البعض للاقتراض لمجاراة تقاليد هذه المناسبات.
  • فقدان السيطرة على سلوكيات الأطفال: يمثّل العيد متنفّساً كبيراً للأطفال للّعب وفرصة للتخلّص من جداولهم الزمنية وروتينهم المعتاد؛ حيث يذهبون إلى الفراش في وقت متأخّر، ويتناولون أطعمة مختلفة، ويقضون وقتاً أطول أمام الشاشات؛ ما يصعّب مهمة الأبوين للتحكّم في سلوكاتهم ويحوّل أولئك الصغار إلى "وحوش صغيرة" تصعب السيطرة عليها!

اقرأ أيضاً: هل تشعر بالاكتئاب في الأعياد؟ تعرف إلى اكتئاب الإجازة 

3 منغصّات يجب أن تتفاداها في العيد

يمكن أن تتخلّل إجازة العيد أوقات تتّسم بالتوتّر بالنسبة إلى البعض، نظراً للعبء النفسي الذي قد تفرضه الواجبات تجاه العائلة والأصدقاء من زيارات ومعايدات أو اقتناء الهدايا؛ كما قد تكون التجمّعات العائلية مصدر إزعاج وقلق أيضاً. لذلك ينصح المعالج النفسي والخبير في اليقظة الذهنية، دونالد ألتمان (Donald Altman) بتفادي 3 منغصات رئيسة لتمضية فترة الأعياد بهدوء وسعادة؛ وهي كالتالي:

  1. لا تترك التوتّر ينشّط جهازك العصبي السمبثاوي (Sympathetic Nervous System): فذلك قد يزيد القلق ويؤثّر في حالتك المزاجية. يمكنك أخذ أنفاس عميقة من البطن حين تشعر بالتوتّر.
  2. تجنّب أخذ الأمور على محمل شخصي باستخدام التعاطف: هذا يعني أن تضع نفسك في موقف الشخص الآخر وتحاول فهم وجهة نظره.
  3. تجنّب ردّ الفعل والدفاع من خلال السلوكيات اللطيفة: كإظهار اللطف والامتنان، وخلق جو أكثر إيجابية.

قد تبدو هذه النصائح بسيطة؛ لكنّها يمكن أن تُحدث فرقاً واضحاً في تعزيز التعاطف والعلاقات الاجتماعية في فترة الأعياد.

كيف تستمتع بالعيد في 4 خطوات؟ 

يوضّح الاختصاصي النفسي ليث عودة إنّ العيد فترة جيّدة لأخذ استراحة من العمل وكسر الروتين والاجتماع مع أفراد العائلة؛ ومن ثَمّ فهو يمثّل فرصة لإعادة تأهيل النفس لاستقبال الحياة بنفسية جديدة. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الفترة والاستمتاع بالعيد والعودة إلى الحياة بشكل صحي؛ يُنصح بالآتي:

  1. خصّص يوماً واحداً للرعاية الذاتية: لأن إجازة العيد تتراوح بين 3 و4 أيام؛ يمكنك تخصيص يوم واحد منها للانفراد بنفسك أو قضاء الوقت مع الزوجة أو الأصدقاء المقرّبين، وإلغاء حضور أيّ عزائم أو تجمّعات عائلية أو الالتزام بواجبات تقليدية.
  2. لا تكترث كثيراً للفوضى المرتبطة بروتينك اليومي: فهي ليست دائمة؛ حيث سترجع إلى روتين النوم والمهام اليومية المعتادة بسرعة.
  3. التزم بالتغذية الصحية: التزم بإفطار صحي لكي تبدأ يومك على نحوٍ سليم، فالإكثار من الوجبات الدسمة وغير الصحية قد يُشعرك بالتعب ويمنعك من الاستمتاع بالعيد.
  4. استمتع بأقلّ التكاليف وأعلى جودة: لا يعني الاحتفال بالعيد إهدار مواردك المالية؛ بل يمكنك تحقيق أقصى استفادة باستخدام الموارد المتاحة مثل السفر إلى المناطق المجاورة عوضاً عن البعيدة، فالحفاظ على السلام النفسي هو الأهم.

اقرأ أيضاً: لماذا قد تكره محمد رمضان شخصياً لكنك تتابع مسلسلاته؟

من الطبيعي أن ننظر إلى العيد على أنه وقت للاحتفال والتواصل والامتنان لوجود العائلة والأحباب؛ لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه فترة خالية من التوتّر. يمكن أن يكون قضاء العيد بكلّ ما يميّزه من بهجة ضاغطاً وباعثاً على القلق؛ لكن من خلال اتبّاع بعض الخطوات مثل تخصيص يوم واحد للرعاية الذاتية والتغذية الصحية يمكنك بالفعل الاستمتاع بالعيد بهدوء واطمئنان.

المحتوى محمي