ملخص: الجاثوم أو شلل النوم هو حالة يكون فيها الفرد غير قادرٍ على الحركة أو الكلام في حالة ما بين اليقظة والنوم، ويكون ذلك غالباً مصحوباً بهلوسات مخيفة وشعور بالتهديد الوشيك. تحدث هذه الحالة بسبب انقطاع الاتصال بين الدماغ والجسم، ويمكن أن تنجم من عوامل مثل التوتر والحرمان من النوم، كما يمكن أن تكون وراثية. لحماية نفسك من الجاثوم، من المهمّ الحفاظ على جدول نوم صحي وإدارة مستويات التوتّر. من الممكن التغلب على شلل النوم والاستمتاع بنوم هادئ ومريح باتباع الاستراتيجيات الصحيحة، فإذا كنت تعاني من هذه الحالة بشكل متكرّر، فكّر في طلب المساعدة المتخصّصة لمعالجة أيٍّ من اضطرابات النوم الأساسية.
الجاثوم هو عجز مؤقّت عن الحركة، وهو يتّسم في معظم الحالات بالشعور بالاختناق والهلوسة. وعند التعرّض لهذه الحالة التي تسمَّى أيضاً "شلل النوم" (Sleep Paralysis)، يكون الشخص ما بين اليقظة والنوم؛ إذ يشعر بأنه مستيقظ لكنه لا يستطيع الحركة أو الكلام؛ وكأنّ حركته مقيّدة تماماً! وفي هذه الأثناء تسيطر عليه مشاعر الرعب، وتستمر هذه الحالة من ثوانٍ إلى بضع دقائق.
وعلى الرغم من أنّ الأمر يبدو مخيفاً إلى حدّ ما إلا أنّه غير مقلق في أغلب الحالات. وقد يكون هناك نقص في المعلومات المتعلّقة بالمشكلة لدى العديد من الأشخاص؛ ولكن الإلمام بالمعلومات الأساسية حول أعراض الجاثوم وأسبابه وطرائق علاجه والوقاية منه، سيساعدك في التعامل معه والتغلب عليه والتنعّم بنوم هانئ.
ما هو الجاثوم؟
يُعدّ الجاثوم أحد أنواع اضطرابات النوم (Parasomnia)، وهو حالة يتم فيها فقدان السيطرة على عضلات الجسم لفترة قصيرة، نتيجة حدوث اضطراب عصبّي مؤقّت يمنع الدماغ من التحكّم في الجسم كما هو مفترض. والجاثوم ظاهرة تحدث بعد النوم أو الاستيقاظ مباشرة؛ أي في مرحلة حركة العين السريعة (REM) من دورة النوم، وفيه يشعر الشخص بأنه ما بين اليقظة والنوم؛ وهذا ما يفسّر حالة الشخص الممتزجة بين الوعي واللاوعي.
ويرتبط الجاثوم في 90% من النوبات بالخوف والانزعاج الشديدَين؛ حيث تستمر فترة حدوثه عادةً بين 6 و7 دقائق في المتوسط وتنتهي من تلقاء نفسها. ولكن قد تتم مقاطعتها أحياناً بصوت شخص آخر أو لمسة منه، أو محاولات مكثّفة من الشخص نفسه لتحريك عضلاته.
ويوضّح الاستشاري السعودي في أمراض الصدرية وطبّ النوم، سعد الشريف، في فيديو على يوتيوب إنّ 25-75% من الأشخاص الذي يتعرّضون لنوبات شلل النوم لديهم أعراض هلوسة مصاحبة لها.
اقرأ أيضاً: 7 طرق لمقاومة النوم القهري
أعراض تخبرك إنّك تتعرّض للجاثوم
لا يُعتبر الجاثوم حالة طبية خطيرة، وفي أثناء حدوثه يكون الشخص على دراية بما يحدث ولكنه غير قادر على الحركة، وقد يستطيع تذكّر تفاصيل ما حدث بعد انتهاء الحالة. ويمكن أن يعطي التعرّف إلى أعراض الجاثوم بعض الاطمئنان؛ ومن أبرزها وأكثرها شيوعاً ما يلي:
- عدم القدرة على الكلام أو الحركة.
- الشعور بشيء أو شخص ما يضغطك للأسفل.
- الشعور بوجود شخص غريب في الغرفة.
- الشعور بالخوف.
- صعوبة التنفس.
- جفاف الحلق.
- الشعور وكأنك أوشكت على تموت.
- التعرّق.
- آلام العضلات.
- الصداع.
- الهلوسة (في حالات نادرة).
ما الذي يسبّب نوبات الجاثوم؟
لا توجد أسباب محددة للتعرّض للجاثوم؛ ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية إصابة الأشخاص به ومنها اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي الانسدادي (OSA)، الذي يعاني المصاب به من انقطاع النفس المتكرّر في أثناء نومه.
وترتبط أعراض الأرق مثل النعاس الشديد نهاراً وصعوبة النوم ليلاً بالإصابة بالجاثوم، لا سيما لدى الأشخاص الذين لا ينامون بمواعيد منتظمة وثابتة نظراً لطبيعة عملهم مثلاً. وكذلك فإنّ الأفراد الذين يعانون من تشنجات الساق الليلية تزداد لديهم احتمالية التعرّض له.
ومن الأشخاص الأكثر عرضة لشلل النوم هم أولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق مثل نوبات الخوف، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، وكذلك الذين يتعرّضون لضغوط عاطفية أو جسدية.
ومن جانبٍ آخر، قد تلعب الوراثة دوراً في إصابة الأشخاص بهذه الحالة، فالأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالجاثوم يكونون أكثر عرضة له.
كما تزداد احتمالية التعرّض لشلل النوم لدى الأشخاص الذين يمتلكون خيالاً واسعاً، فالأفراد الذين ينغمسون لفترات طويلة في أحلام اليقظة هم أكثر عرضة للإصابة به. كما ترتبط المعاناة من الجاثوم بالكوابيس والأحلام المزعجة، وما زالت الدراسات والأبحاث قائمة لإيجاد الأسباب المباشرة والأكثر دقّة لتفسير سبب الإصابة به.
طرائق العلاج وخياراته
يوضّح الخبراء من خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، إنه يمكن التغلّب على حالة شلل النوم لمرة أو مرتين من خلال عدة استراتيجيات بسيطة؛ وأهمها ما يلي:
- النوم بانتظام لمدة 6-8 ساعات يومياً.
- محاولة الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة.
- الاستيقاظ صباحاً في الوقت نفسه.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل منتظم قبل النوم بأربع ساعات.
أمّا في حال أصبح الجاثوم متكرّراً ويؤثّر سلباً في حياتك اليومية، ويسبّب لك القلق الشديد، والخوف من الذهاب إلى النوم، والشعور بالتعب والإرهاق بسبب الحرمان من النوم، فتنبغي لك استشارة طبيب مختص ليحدّد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالحالة، وقد يصف لك دواء لعلاج الاكتئاب حيث تمكنّك جرعات مخفضة منه من التغلّب على مشكلة شلل النوم.
كيف تحمي نفسك من نوبات شلل النوم؟
تمكن الوقاية من للجاثوم من خلال اتبّاع عدة نصائح يوصي بها الخبراء من هيلث لاين (Healthline)، وبخاصة للأشخاص الأكثر عرضة له؛ ومن أبرز هذه النصائح ما يلي:
- اعتماد جدول نوم صحي يعتمد على النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه، وأخذ قسط كافٍ من النوم كلّ ليلة.
- تجنّب تناول الطعام حتى الشعور بالتخمة قبل الذهاب إلى النوم.
- الامتناع عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول قبل النوم.
- محاولة عدم النوم ظهراً.
- السعي إلى علاج أي حالة من القلق أو الاضطرابات النفسية قد تعاني منها.
- مراجعة الطبيب في حال تزامن التعرّض للجاثوم مع تناول أدوية جديدة تؤدي آثارها الجانبية إلى الإصابة بمشكلات النوم.
- اتباع استراتيجيات الاسترخاء؛ بما في ذلك التأمل واليوغا والتنفّس العميق، لأنها تساعد على التخلّص من التوتر.
اقرأ أيضاً: من أجل نومٍ عميق وهادئ: إليك علاج الجاثوم
وأخيراً، لا يُعدّ الجاثوم حالة طبيّة مُقلقة أو خطِرة، فلا داعي للخوف عند التعرّض له مرّة أو مرتين في الشهر؛ حيث يمكن اتخاذ بعض الخطوات المنزلية البسيطة لحماية نفسك منه وضمان عدم تكرار التعرّض لهذه الحالة. أما في حال تكرار التعرّض لشلل النوم لعدة مرّات متتالية مع اختبار تأثيراته في المزاج العام والأنشطة اليومية، فتجب استشارة طبيب نفسي أو مختص سلوكي، وبخاصة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية أو اضطرابات في النوم.