7 طرق لمقاومة النوم القهري

4 دقيقة
النوم القهري
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

النوم القهري (Narcolepsy) هو اضطراب نومٍ يؤثّر في الذكور والإناث على حد سواء، تبدأ أعراضه في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو سن الرشد؛ أي ما بين 7-25 سنة حسب ما يؤكده الخبراء، وتستمّر معاناة المصابين به مدى الحياة.

وبالرغم من ما قد نعتقده حول ندرة الإصابة بهذا المرض؛ تشير التقديرات إلى أن ما بين 135,000- 200,000 شخص في أميركا فقط يعانون من النوم القهري، وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية؛ ما يعني أنه يمكن أن يكون أكثر شيوعاً مما نظن نظراً لارتفاع هامش الخطأ التشخيصي في حالات أخرى مثل الاضطرابات النفسية.

إضافة إلى علاج النوم القهري والخيارات المتاحة لهؤلاء الأشخاص؛ ما الأعراض المختلفة التي تميّز الإصابة بالنوم القهري عن باقي اضطرابات النوم؟ وما الأسباب المحتمَلة للإصابة به؟

أسباب النوم القهري

يتفق الخبراء من المعهد الوطني الأميركي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) حول نقص المادة الكيميائية المسماة الهيبوكريتين (Hypocretin) كسبب رئيسي للإصابة بأعراض النوم القهري، وهي مادة تعزز اليقظة وتنظم حركة العين السريعة أثناء النوم.

غير أن حدوث ذلك مرتبط أيضاً بعوامل أخرى تسبب انخفاضاً في مستويات الهيبوكريتين، ويمكن تلخيص هذه العوامل في الآتي:

اضطرابات المناعة الذاتية

بالرغم من أن سبب فقدان خلايا الدماغ التي تنتج الهيبوكريتين غير معروف، فقد وجد العلماء أن الإصابة بالنوم القهري مرتبطة بخلل في جهاز المناعة؛ حيث تحدث اضطرابات المناعة الذاتية عندما يهاجَم جهاز المناعة في الجسم الخلايا أو الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، وهو ما يعتقد الباحثون أنه يحصل في حالة المصابين بالنوم القهري؛ أي أن أجهزتهم المناعية تهاجم الخلايا المنتجة للهيبوكريتين بسبب عوامل جينية وبيئية.

التاريخ العائلي

أفاد ما يصل إلى 10% من الأفراد الذين تم تشخيصهم بالنوم القهري بوجود قريب يعاني أعراضاً مماثلة لأعراضهم، لذلك قد يرتبط النوم القهري بوجود التاريخ العائلي كأحد العوامل المساهمة في الإصابة.

إصابات الدماغ

بالرغم من أنها قد تكون نادرة إلا أن إصابات بعض أجزاء الدماغ التي تنظم اليقظة ونوم حركة العين السريعة قد تسبب بالفعل اضطراب النوم القهري، ويمكن أن يحصل الشيء نفسه بسبب أورام أو أمراض تصيب المناطق الدماغية ذاتها.

اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب النوم القهري؟

أعراض مرض النوم القهري

يُعتبر النوم القهري واحداً من اضطرابات النوم المزمنة التي تتسم بالنوم المفرط خلال ساعات النهار، ونوبات النوم المفاجئ. لكن أعراضه تشمل أكثر من ذلك، ويمكن أن تسوء في السنوات الأولى من الإصابة وقد تستمّر مدى الحياة. ويحدّدها الخبراء من مايو كلينيك (Mayo Clinic) كالآتي:

النوم المفرط في أثناء النهار

حيث يمكن أن يغفو الشخص المصاب بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار في أي مكان ووقت. ويؤدي التعرض لنوبات النوم إلى انخفاض مستوى التركيز على مدار اليوم.

الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي (Cataplexy)

قد يستمر حتى بضع دقائق ما يسبّب الكلام غير الواضح والضعف الكامل لمعظم العضلات. وهي حالة لا تمكن السيطرة عليها وغالباً ما تنجم عن مشاعر مفاجئة وقوية مثل الضحك أو الخوف أو الغضب أو التوتر أو الإثارة.

شلل النوم أو الجاثوم

نوبات قصيرة تستمر لبضع ثوان أو دقائق، وتتّسم بعجز مؤقت عن الحركة أو الكلام أثناء النوم أو عند الاستيقاظ، وتكون عادة مخيفة بالنسبة إلى الشخص الذي يختبرها.

اضطراب نوم حركة العين السريعة (REM)

وهي مرحلة طبيعية من مراحل النوم تحدث عدة مرات أثناء الليل وتمثّل الوقت المعتاد للأحلام؛ لكنها يمكن أن تحدث عند الأشخاص المصابين بالنوم القهري في أي وقت من اليوم حيث ينتقلون في غضون 15 دقيقة من النوم إلى هذه المرحلة.

الهلوسة

ويمكن أن تحدث خلال النوم أو عقب الاستيقاظ؛ حيث يمكن أن يشعر الشخص بوجود شخص غريب في غرفته، أو اختبار الأحلام وكأنها حقيقية تماماً.

وتؤكّد المعلومات الصادرة عن مايو كلينيك أيضاً أن اضطراب النوم القهري قد تصاحبه اضطرابات نوم أخرى مثل الأرق وانقطاع النفس الانسدادي؛ أي حين يتوقف التنفس أثناء الليل.

العلاقة بين النوم القهري والانفعالات

هناك نوعان من اضطراب النوم القهري يختلفان في حدّة الأعراض. ويتميّز النوع الثاني بالنوم المفرط دون الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي (Cataplexy)، أما النوع الأول فيتضمّن مزيجاً من النعاس المفرط أثناء النهار والفقدان المفاجئ للتوتر العضلي؛ أي حين يتعرض الشخص لانفعالات عاطفية قوية مفاجئة مثل الضحك أو الغضب أو الصدمة أو المفاجأة؛ ما يؤكّد الارتباط بين أعراض النوم القهري و الحالة العاطفية والانفعالية للمريض.

كيفية علاج النوم القهري

لا يوجد علاج نهائي للإصابة بالنوم القهري؛ إذ يعتقد العلماء أن نقص مادة الهيبوكريتين لا يمكن تعويضه مدى الحياة.

لكن هناك خيارَين علاجيَّين من شأنهما تخفيف أعراضه، ومساعدة الشخص المصاب على السيطرة على اضطرابات النوم لديه وذلك من خلال العلاج الدوائي و إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة.

علاج النوم القهري بالأدوية

  1. مضادات الاكتئاب بنوعَيها: ثلاثية الحلقات مثل إيميبرامين وديسيبرامين، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل فلوكستين وأتوموكسيتين. ولكن يجب الحذر أيضاً من الآثار الجانبية المزعجة التي تحدث لدى بعض الأشخاص؛ بما في ذلك العجز الجنسي وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
  2. مودافينيل: وهو دواء منبه للجهاز العصبي المركزي ذو آثارٍ جانبية وخطر إدمان أقلّ. يساعد بشكل عام على تقليل النعاس أثناء النهار وتحسين اليقظة.
  3. المنشطات الشبيهة بالأمفيتامين: يلجأ الأطباء إلى وصف المنشطات التي تشبه الأمفيتامين للتخفيف من أعراض النوم القهري في حال لم يكن المودافينيل فعّالاً. ولكن يجب الحذر ومراقبة الآثار الجانبية للأدوية لأنها يمكن أن تسبّب أعراضاً كالتهيج والعصبية والارتعاش وعدم انتظام ضربات القلب واضطراب النوم أثناء الليل.
  4. أوكسيبات الصوديوم: مهدئ قوي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج النوم القهري والنوم المفرط أثناء النهار لدى الأفراد المصابين.
  5. مضادات مستقبلات الهيستامين من النوع الثالث (H3): نوع من الأدوية يُستخدم لمنع عمل مستقبلات الهيستامين من النوع الأوّل، وتمت الموافقة عليه لعلاج النوم المفرط أثناء النهار للمرضى البالغين غير أنه قد يسبّب الأرق والغثيان والقلق.

7 تغييرات فعّالة في نمط الحياة للمساعدة على علاج النوم القهري

العلاج الدوائي غير كافٍ لمساعدة مرضى النوم القهري على عَيش نمط حياة أقرب إلى الطبيعي وتنظيم أوقات النوم واليقظة، لذلك يُنصح بإجراء بعض التغييرات على روتين الحياة اليومي للسيطرة على الأعراض، وتتمثّل هذه التغييرات في 7 خطوات كما يلي:

  1. أخذ قيلولة قصيرة ومجُدْولة بانتظام خلال الفترات التي يغالبك فيها النعاس.
  2. المحافظة على جدول نوم منتظم؛ أي الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم وحتى في عطلة نهاية الأسبوع.
  3. التمرين البدني يومياً، فممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة قبل النوم بأربع أو خمس ساعات على الأقل يحسن نوعية النوم و يساعد على تجنب اكتساب الوزن الزائد.
  4. تجنب تناول الوجبات الكبيرة والثقيلة قبل النوم مباشرة.
  5. تجنب التدخين وبخاصة في الليل.
  6. تجنّب الكافيين أو الكحول لعدة ساعات قبل النوم.
  7. محاولة الاسترخاء قبل النوم؛ إذ يمكن أن تساعد أنشطة الاسترخاء مثل الاستحمام بماء دافئ على تعزيز النوم الهادئ.

حتّى يتمكن المصاب من الاستفادة من علاج النوم القهري؛ يتطلّب ذلك تشخيصاً دقيقاً من قبل الطبيب المختص، فهو مرض يتم تشخيصه بشكل خاطئ غالباً كاضطراب نفسي أو حالات مرضية أخرى، بينما هو حالة تنكسية عصبية (Neurodegenerative) معيقة، تنطوي على مخاطر عالية لتطوير الخلل الوظيفي الاجتماعي والمهني وفقاً للمنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة (NORD)، وقد تظهر أعراضه بشكلٍ مختلف عمّا قد نتصوره أو كما يروَّج لها بطريقة مضحكة في الأفلام.

المحتوى محمي !!