تعاني من التوتر؟ هذه الوظائف هي الأنسب لك

3 دقائق
الوظائف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يُعدّ الحفاظ على صحة نفسية متوازنة خطوة ضرورية لكي نستطيع أن نقوم بعملنا جيّداً؛ لكن ليست الوظائف كلّها مناسبة للأفراد الذين يعانون اضطرابات القلق. يقدّم هذا المقال اقتراحات للوظائف المنخفضة الضغوط والتي لا تتطلّب تفاعلات اجتماعية كثيرة.

يصارع 3.8% من سكان العالم، وأغلبهم من الإناث، تحدّيات حقيقية بسبب اضطرابات القلق مثل اضطراب القلق العام (GAD) أو اضطراب القلق الاجتماعي؛ حيث يمكن أن تتعارض هذه الحالة مع الحياة اليومية بما فيها الوظيفة.

فقد تكون بيئة العمل محفّزة للتوتّر في وظائف معيّنة، أو تتطلّب تفاعلات اجتماعية واسعة النطاق، أو ببساطة لا تتوافق مع احتياجات الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق على نحوٍ جيد. غير أَنَّه ثمّة مجموعة واسعة من المجالات المهنية والأدوار الوظيفية التي يمكن أن تكون مناسبة لهم؛ ما يوفّر فرصة للانخراط في حالة الإبداع والتركيز في العمل ضمن بيئة هادئة.

اقرأ أيضاً: هل تسبب القهوة القلق والتوتر؟ 

هذه الوظائف هي الأنسب لمن يعاني من التوتر

1. كاتب مستقل

تجذب مهنة الكاتب المستقل الأشخاص الذين يعانون القلق الاجتماعي أو يجدون صعوبة في التفاعلات الاجتماعية؛ وذلك في الغالب لأنها توفّر إمكانية العمل عن بُعد؛ ما يعني عدم ضرورة الحضور الفيزيائي في مكتب تقليدي.

لكن يمكن أن تختلف طبيعة وظائف الكتابة المستقلة وتوقعاتها على نحو كبير، فعلى الرغم من أن التفاعل مع أفراد آخرين يقتصر على مراسلات البريد الإلكتروني، فقد يثير تحديد المواعيد النهائية لتسليم العمل أو إنجازه أو مهام مثل إجراء المقابلات أو المكالمات الهاتفية، بعض القلق. لذلك؛ من الضروري فهم تفاصيل الوظيفة ومتطلباتها مسبقاً.

2. محرّر فيديو أو مصوّر أو محرّر صور

باستثناء تصوير حفلات الزفاف الذي يُعدّ مرهِقاً لأنّه يتضمّن التعامل مع العديد من الأشخاص على نحوٍ مباشر، تُعتبر مهنة التصوير الفوتوغرافي مناسبة لمن يعاني القلق الاجتماعي؛ إذ إنها تُعتبر منخفضة الضغوط وتندرج ضمن قائمة المهن المستقلة، بالإضافة إلى مهام مثل تحرير الفيديو أو تحرير الصور.

3. أيّ مزود خدمة مستقلّ مثل الكهربائي أو السبّاك

لا يتطلّب العديد من المهن الماهرة مثل مهنة السبّاك وعامل الكهرباء وفنّي تصليح التدفئة والتهوية والتكييف، سوى تفاعلات محدودة مع الزبائن، ويكون مستوى الضغوط منخفضاً؛ حيث يعمل الأشخاص الذين يمتهنونها مستقلّين غالباً.

4. حارس ليلي

إذا كنت تعاني القلق الاجتماعي أو تسعى وراء بيئة عمل منخفضة التوتر، فقد تكون الحراسة الليلية مناسبة لك؛ إذ تحتاج شركات عدة إلى حراس يراقبون منشآتها ليلاً. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن 1 من كل 5 عمال مناوبات ليلية قد يصاب باضطرابات النوم بسبب طبيعة هذا العمل؛ إذ يمكن أن يؤدّي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى انخفاض جودة الحياة ومن ثَمَّ سلباً في قدرتك على أداء وظيفتك وسلوكك وحالتك المزاجية.

5. موظّف عن بُعد

لقد تضاعف عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل منذ جائحة كوفيد-19 عام 2020. وبالنسبة إلى الأشخاص القلقين، يوفّر العمل عن بُعد فرصة لتخفيف الأعباء النفسية التي يمكن أن يفرضها العمل المكتبي؛ حيث تتطلّب الوظائف التي يزاولها الأشخاص عن بُعد التفاعل مع زملاء العمل من خلال البريد الإلكتروني والاجتماعات الافتراضية والمكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية فقط.

غير أن الجانب السلبي المحتمَل يتمثّل في الميل إلى عدم القدرة على الفصل بين العمل والحياة الشخصية؛ ما قد يزيد القلق عوضاً عن تخفيفه. لذلك؛ قد يساعد وضع جدول عمل واضح، ووضع توقعات ثابتة مع زملاء العمل والشركة، على الفصل بين الحياة في المنزل وحياة العمل.

ما يمكنك فعله إذا كانت وظيفتك باعثة على التوتر

إذا وجدت أن حالتك النفسية تؤثّر في عملك، فيمكنك تحديد المهام التي تحتاج إلى الدعم ووسائل التكيّف المناسبة التي يمكن لصاحب العمل توفيرها. لكن توقّع بعض الأسئلة المحتملة من صاحب العمل حول حالتك؛ إذ يمكنك إثباتها بالوثائق الطبية إذا لزم الأمر. ومن المهم أن تتذكّر أن الإفصاح عن مشكلتك النفسية ليس إلزامياً إلا إذا كنت تسعى وراء تسهيلات مناسبة في بيئة العمل؛ كما يمكن أن يساعد إجراء هذه المناقشة على نحو استباقي على تخفيف تأثير القلق في أداء وظيفتك بفعالية.

ولمساعدتك أكثر؛ يوصي استشاري أمراض الطب النفسي، ناصر الهندي (Nasser El Hindy) باتباع النصائح التالية للتخلّص من التوتّر والقلق:

  • الثقة بالنفس والتحضير المسبق للموقف.
  • بناء قوة الشخصية والوعي بأسباب القلق، وتدوينها إن لزم الأمر.
  • إعطاء الألوية للمهام وطلب المساعدة من الأصدقاء أو رئيسك في العمل.
  • مشاركة الحديث مع العائلة والمقربين.
  • الأكل الصحي والرياضة.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل للحفاظ على صحتك النفسية في العمل

وختاماً، لا يجب أن يشكّل التوتر والقلق عائقاً أمام العثور على وظيفة مُرضية. لذلك؛ من المهم أن نفهم أنه ثمّة العديد من المسارات المهنية التي توفّر بيئات عمل منخفضة التوتر وهادئة نسبياً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق.

المحتوى محمي