هل يمكن اكتشاف الأشخاص الذين يميلون للخيانة الزوجية من خلال سماتهم الشخصية؟

2 دقيقة
الخيانة الزوجية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الخيانة الزوجية صدمة حقيقية يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقة بين شريكين حتّى لو كانت علاقتهما مبنيّة على ثوابت الزمن وركائز المشاعر. لكنّها تصبح أكثر تدميراً عندما لا تكون متوقّعة. فهل يمكن فعلاً توقّع ارتكاب الشريك للخيانة الزوجية؟ هل هناك عناصر مساعدة في الشخصية البشرية يمكن الاعتماد عليها لتصنيف الشريك الخائن؟ وما السمات الشخصية المشتركة بين مقترفي الخيانة الزوجية؟ إليك الإجابات.

كيف يمكن توقّع اقتراف الشريك للخيانة الزوجية؟ هل يجب أن يكتفي شريكه بوعود الوفاء ويثق به إلى أن يثبت العكس؟ وهل يحقّ له أن يتحقّق من علاقات شريكه السابقة أو يحلّلها للكشف عن أيّ إشارة تحذيرية؟ على الرغم من أنّ الخيانة الزوجية قد لا تكون عن سبق إصرار وترصّد فمن الممكن توقّعها من خلال تحليل شخصية الشريك.

في الواقع هناك سمات شخصية قد ترتبط بميل شديد إلى الخيانة الزوجية. يقول الطبيب النفسي إدوارد راتوش (Edward Ratush) في تصريح لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "الخيانة المتكرّرة قد تعدّ شكلاً من أشكال التواصل السلوكي، ونافذة على العواطف الكامنة والدوافع المحفّزة على إعادة إنتاج صدمات الماضي وتجنّب الحميمية العاطفية وتدنّي التقدير الذاتي". لهذا السبب من الضروري تحقيق فهم أفضل لشخصية الشريك غير الوفيّ.

شخصية الشريك الذي يقترف الخيانة الزوجية

ترتبط الخيانة الزوجية في معظم الأحيان بسمات شخصية سلبية. فقد تنجُم عن شكل من أشكال الأنانية أو غياب التعاطف أو النرجسية. يقول أستاذ الطبّ النفسي دينيس لين (Dennis Lin) في تصريح لموقع إيفري داي هيلث (Everyday Health): "الأشخاص الذي يتميّزون بسمات شخصية نرجسية يعتقدون أنّ من حقّهم أن يحصلوا على أكثر ممّا يحصل عليه الآخرون، ويميلون أكثر من غيرهم إلى الخيانة بسبب اعتقادهم أنهم غير ملزمين باحترام القواعد". لذا؛ فإنّ الغرور المفرط وغياب الشعور بالذنب والاستعداد للكذب كلّها سمات قد تميّز شخصية الشريك الذي يميل إلى الخيانة الزوجية.

لكن الخيانة الزوجية قد تكون أيضاً انعكاساً لمشكلات شخصية أعمق. من الممكن أن تنجم مثلاً عن صعوبة إدارة العواطف أو بعض المشكلات الصحية النفسية. في هذا السياق، يشير إدوارد راتوش إلى مشكلات الارتباط أو الإدمان الجنسي. كما يمكن أن نأخذ بعين الاعتبار الاضطرابات النفسية المرتبطة بسلوكيات الاندفاع مثل الاضطراب الثنائي القطب في فهم ظاهرة الخيانة الزوجية وفقاً للطبيب النفسي.

على سبيل المثال؛ ترى الطبيبة النفسية كارول ليبرمان (Carole Lieberman) وفقاً للتصريح الذي أدلت به لموقع ويمنز داي (Women’s Day)، أنّ الرجل الذي يفتقر إلى الثقة بنفسه أو مظهره أو مكانته، يمكن أن يبحث في الخيانة الزوجية عن وسيلة لتعزيز ثقته بنفسه.

هل يمكن أن يتوقّف الشريك الخائن عن خيانته؟

إذا كانت ظاهرة الخيانة الزوجية مرتبطة بسمات شخصية كامنة أكثر من ارتباطها بالظروف والسياق فهل يمكن التوقّف عن سلوك الخيانة؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نميّز بين الشريك الذي ارتكب خيانة زوجية مرّة واحدة و"الخائن المتسلسل" (serial cheater). تقول المختصّة في علاج الأزواج تامي نيلسون (Tammy Nelson) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost): "يمكن لأي شخص أن يرتكب خطأً ويندم عليه بمرارة، ثم لا يعود إلى ارتكابه مرة أخرى". لكنّ الخائن المتسلسل يحتاج إلى بذل جهد كي يتوقّف عن خيانته، وهذا أمر غير مستحيل.

توضّح المعالجة كارين غولدستين كيفية ذلك (Carin Goldstein) في تصريح لموقع هاف بوست: "إذا تحمّل الشريك غير الوفي مسؤولية ما جرى، فإنّه يستطيع عموماً بعد عدّة جلسات فردية أو ثنائية أن يبقى وفياً لشريكه، والأهمّ من ذلك أنّ الشريك غير الوفي يحتاج إلى معرفة أسباب انهيار العلاقة وفهم العوامل التي دفعته إلى ارتكاب الخيانة الزوجية".

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي