دليلك لتجنُّب الخيانة الزوجية من منظور العلم

ارتكاب الخيانة الزوجية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تتنوّع أسباب الخيانة الزوجية ما بين الروتين والملل وغيرها؛ ولكن هناك أزواجاً يتمنون لو لم يقترفوها، ولذلك تساءل باحثون في جامعة رايشمان عن الأسباب التي تؤثر في اتخاذ قرار ارتكاب الخيانة الزوجية أو تجنُّبها، فإليك سر تقوية علاقتك الزوجية من منظور العلم.

تعود الخيانة الزوجية من أي طرف كانت إلى عدة أسباب؛ لكن حسب دراسة حديثة، فإن للامتناع عن ارتكابها أسباباً منطقية محددة.

هناك أسباب عديدة وراء الخيانة الزوجية كالملل أو الروتين أو الحاجة إلى الشعور بالأمان أو الرغبات العابرة وغيرها، وإذا كان بعض الأزواج لا يشعر بأي ندم على الخيانة، فإن بعضهم الآخر يتمنى لو لم يقترفها. وبسبب هؤلاء؛ تساءل باحثون في جامعة رايشمان (l’Université Reichman) عن الأسباب التي تؤثر في اتخاذ قرار ارتكاب الخيانة الزوجية أو تجنّبها، من خلال دراسة نُشرت في دورية “أبحاث الجنس” (The Journal of Sex Research) في ديسمبر/كانون الأول 2022. وتلخص أستاذة علم النفس والمؤلفة الرئيسة للبحث على موقع “ساي بوست” (PsyPost)، غوريت بيرنبوم (Gurit Birnbaum) موضوعه بالقول: “لقد تساءل الباحثون ما إذا كان وضع أحد الأزواج نفسه محلّ الآخر، يمكن أن يساعد على تجنُّب الخيانة الزوجية”.

ضع نفسك محلّ الآخر من أجل تقوية العلاقة الزوجية

أنجز الباحثون 3 تجارب على مشاركين متزوجين، للتحقق ممّا إذا كانت نظريتهم التي تقترح أن يضع كل زوج نفسه مكان الآخر، يمكن أن تمنع وقوع الخيانة الزوجية. في التجربة الأولى، طُلب من مجموعة من الزوجات والأزواج أن يصفوا يوماً من حياة شركائهم، بينما طُلب من مجموعة أخرى أن تقوم بالشيء نفسه بالإضافة إلى وصف أفرادها لما يمكن أن يفكروا فيه ويشعروا به أو يختبروه، إن كان هؤلاء شركاءَ أو شريكات لهم. ثم كان عليهم بعد ذلك تقييم صور لأشخاص غرباءَ وجذابين من جنس مغاير، مع “الإجابة بسرعة إن كان الشخص الذي يظهر في الصورة يمكن أن يكون زوجاً محتملاً لهم”. وفي التجربة الثانية، تقمّص المشاركون مرّة أخرى أدوار زوجاتهم وأزواجهنّ، وحاورهم طرف ثالث في دور “المحاوِر الجذّاب”، ثم قيّم المشاركون ميولهم الجنسية إلى هذا المحاور، والتزامهم تجاه زوجاتهم وأزواجهنّ الحاليين. وفي التجربة الثالثة والأخيرة، طُلب من المشاركين تخيُّل مشهد زوجاتهم أو أزواجهنّ وهم يتلقون خبر الخيانة الزوجية. وكان على بعض المشاركين أن يتخيلوا هذا المشهد من منظور شركائهم، مع تقديم تفاصيلَ عن العواطف التي من المحتمَل أن يشعروا بها. .

كيف يمكن تفسير تمكّن بعض الأزواج من اجتياز أزمات الخيانة الزوجية والانفصال بينما تتعرض علاقات زوجية أخرى للتفكك بمجرد حدوث ذلك؟ أظهرت دراسة أن العلاقات “المرنة” تتميز بـ 7 خصائص:

1. الإيجابية والعمل على إنجاح العلاقة باستمرار.

2. الصدق ومقابلته بالتغاضي عن الزلّات.

3. القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وشجاعة معاً، والالتزام بها.

4. الدعم المتبادَل.

5. ضبط النفس والانفعالات.

6. التواصل الفعّال والإنصات إلى احتياجات الآخر.

7. حرية التعبير عن الأفكار والرغبات دون الخوف من الأحكام. .

عزّز تعاطفك من أجل فهم احتياجات شريكك

أظهر المشاركون الذين تقمّصوا أدوار أزواجهنّ أو زوجاتهم خلال التجارب المختلفة اهتماماً جنسياً وعاطفياً أقل بالشركاء البدلاء، والتزاماً ورغبةً قويَّين تجاه أزواجهنّ أو زوجاتهم. وتستنتج غوريت بيرنبوم أن: “أخذ طريقة تأثُّر الزوجات والأزواج في هذه الوضعيات بعين الاعتبار، يمكن أن يوظَّف كأسلوب لتشجيع الناس على التحكم في استجابتهم للبدائل الجذّابة؛ بل وتجاهل جاذبيتها”. ويعزز “تقمّص دور الزوج أو الزوجة” التعاطف تجاه المعاناة المحتملة للشريك الذي يتعرّض للخيانة، ويوجه التركيز نحو العواقب البعيدة الأمد بدلاً من التركيز على لذّة عابرة. وبغض النظر عن “خطر” الخيانة الزوجية، فإن الانشغال باحتياجات الآخرين ورغباتهم يُعتبر وسيلةً فعالةً لتعزيز التفاعل بين الأزواج حسبما يؤكده الباحثون.

المحتوى محمي !!