ما هي مدة الإجازة اللازمة لاستعادة الطاقة والحيوية؟

2 دقيقة
مدة الإجازة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

معرفة كيفية تحقيق الاسترخاء خلال الإجازة ضرورية لتحقيق الانفصال الحقيقي عن المشاغل المهنية وتجديد الطاقة، ولا سيّما أن بلوغ الاسترخاء الشامل لا يحدث فوراً بمجرد حصولك على الإجازة. إليك إذاً المدة الزمنية الكافية للاستفادة الكاملة من عطلتك.

الحصول على الإجازة لا يعني ضمان الراحة التلقائية، فأنت تحتاج إلى بعض الوقت كي تحرر دماغك فعلاً من التوتر اليومي وضغوط آخر الرسائل الإلكترونية العاجلة والمشاغل المهنية الملحة. وقد أظهرت دراسات عدة ضرورة المرور بمرحلة انفصال تام عن العمل كي تكون الإجازة مفيدة فعلاً.

تشكل الساعات الأولى من الإجازة في الغالب مرحلة انتقالية يظل خلالها الذهن مركزاً على الالتزامات المهنية. فكم هي المدة الزمنية اللازمة للشعور الفعلي ببدء الإجازة والاستفادة منها؟ قد يتطلب الأمر أياماً وليس مجرد ساعات.

اقرأ أيضاً: لماذا قد يصيبك الاكتئاب بعد الإجازة؟ وكيف تتعامل معه؟

الاسترخاء الكامل يتطلب عدة أيام

الانفصال الشامل عن العمل خلال الإجازة ضروري للتمكن من التجديد الحقيقي للطاقة. وفقاً لدراسة نشرتها صحيفة ويست فرانس (Ouest France)؛ فإننا نحتاج إلى نحو 3 أيام لتحقيق الاسترخاء الكامل والشروع في اغتنام فوائد الإجازة.

هذه المدة الزمنية ضرورية للعقل والجسم كي يتخلصا من التوتر اليومي؛ لأنهما يشرعان بعد هذه المدة في الانغماس في حالة الاسترخاء.

لماذا من المهم الانفصال عن العمل؟

لاغتنام فوائد الإجازة بالكامل، من الضروري فهم عملية الانفصال عن العمل. على الرغم من أن الأيام الأولى من الإجازة مخصصة أيضاً للراحة، فإنها غالباً ما تتميز بانتقال ذهني تستمر خلاله حالة التوتر وسيطرة الهموم المهنية.

وقد أشار باحثون إلى أن هذه الفترة المخصصة للتكيف عادية؛ لأنها تسمح للدماغ بالانفصال التدريجي عن المهام والمسؤوليات المعتادة. خلال هذه الأيام الثلاثة، من الأفضل تجنب أيّ تفاعل مع العمل؛ مثل التحقق من الرسائل الإلكترونية المهنية أو الاتصال بالزملاء؛ لأن خلق فاصل حقيقي بين العمل والإجازة هو الذي سيعزز حالة الانفصال الكامل.

التخطيط ضرروي لتقليل احتمالية قطع إجازتك

التخطيط للإجازة مرحلة ضرورية لضمان الانفصال الفعال والسريع عن العمل. يسمح التنظيم الجيد قبل أخذ الإجازة بتقليل الانشغالات اللوجستية التي يمكن أن تؤثر في استرخائنا وراحتنا. لذا؛ احرص على تفويض زملائك لإنجاز المهام وأخبرهم بغيابك لأن ذلك سيسهم في الحد من احتمالية قطع إجازتك.

من الأفضل أيضاً أن تخطط لبعض الأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء والاستمتاع منذ الأيام الأولى للإجازة. تتيح لك هذه الأنشطة التخلص من الروتين اليومي والانغماس بسرعة في أجواء الإجازة.

اقرأ أيضاً: هل تشعر بالاكتئاب في الأعياد؟ تعرف إلى اكتئاب الإجازة

كيف تؤثر الإجازة في صحتك النفسية؟

الاستمتاع الكامل بالإجازة مفيد للصحة، فهو يحد من التوتر ويحسن جودة النوم ويزيد مستوى الرضا الشخصي؛ وهذا يعني أن الانفصال الناجح عن العمل يتيح لك فوائد عديدة. وبحسب الدراسات العلمية؛ فإن الإجازة تسمح بتجديد القدرات المعرفية وتعزيز الرفاهية العاطفية.

بعد مرور 3 أيام من الإجازة، نلاحظ عموماً انخفاضاً ملحوظاً في مستويات إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن الشعور بالتوتر. هذا يعني تحسن الحالة المزاجية وتزايد مستوى الحيوية والطاقة للاستمتاع الكامل بالأنشطة الترفيهية.

ماذا تفعل لتستعيد التوازن بعد العودة من الإجازة؟

من المهم أن تمدد فترة اغتنام فوائد الانفصال عن العمل بعد العودة من الإجازة. لذا؛ من الأفضل أن تعود إلى أنشطتك المهنية تدريجياً كي لا تقع فوراً في الشعور بالتوتر اليومي، ومن المفيد أيضاً التخطيط ليوم فاصل بين نهاية الإجازة والعودة إلى العمل.

يسمح لك هذا اليوم بإعادة التكيف بهدوء مع الروتين اليومي وإدارة المهام الشخصية التي ظلت عالقة. وفي السياق نفسه، إن المواظبة على بعض عادات الاسترخاء التي تبنيتها خلال الإجازة مثل التأمل أو النزهات قد تساعدك في الحفاظ على توازن صحي بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية.

للاستمتاع الكامل بإجازتك، من الضروري إذاً أن تمر بمرحلة انفصال مدتها 3 أيام، وتخطط جيداً لسفرك وأنشطتك وتدير عودتك إلى العمل بطريقة تدريجية. لا تسمح لك هذه الاستراتيجيات بتعظيم فوائد الإجازة فحسب؛ بل تمكّنك من الحفاظ على رفاهية دائمة ومجدِّدة.