4 عادات يومية لتعزيز عافيتك وعيش حياة أكثر سعادة

حياة أكثر سعادة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يحلم الناس كلهم بالسعادة الدائمة لكنهم لا يؤمنون في الغالب بإمكانية تحقّقها؛ غير أن الطبيبة النفسية جينيس فيلهوير ترى أن ذلك ممكن لكنه يتوقف على الجهد الذي نبذله من أجل بلوغها. في هذا المقال، تقترح عليك فيلهوير 4 عادات يومية لتغيير نمط حياتك وعيش حياة أكثر سعادة والحفاظ على ديمومة هذا الشعور.

من البديهي أن نرغب جميعاً في الشعور بالسعادة ونطالب بها علناً وبقوة؛ لكن كم مِن الناس يخصّص لذلك الوسائل الضرورية؟ بعيداً عن تلك الصّور النّمطية حول الغنى والشهرة التي تتداولها شبكات التواصل الاجتماعي، فإن ما يتمناه الناس كلهم في موضوع السعادة هو الإحساس الإيجابي اليوميّ برفاهة عامة. إنهم يريدون حياة بسيطة وهادئة؛ لكنهم لا يأخذون بعين الاعتبار أن هذا الأمر يتطلب جهداً معيناً. إذا أردنا أن نكون بصحة عضوية جيدة، فيجب أن نحرص على تناول طعام صحّي ونمارس التّمارين الرياضية ونأخذ قسطاً كافياً من النوم، والأمر نفسه ضروريّ للحفاظ على صحتنا النفسية. وإذا أردنا حالة رفاهة نفسية إيجابية، فعلينا إذاً أن نمارس بعض الأنشطة التي تجلب السعادة والراحة النفسية.

هذا ما تنصحنا به الطبيبة النفسية والكاتبة الأميركية، جينيس فيلهوير (Jennice Vilhauer). ووفقاً لهذه الطبيبة، إذا كان الناس يرون أن بلوغ السعادة أمر صعب، أو مستحيل، فالسبب ببساطة هو أنهم لا يفعلون ما يجب لعيشها، فكيف السبيل إلى بلوغ السعادة إذاً؟ للإجابة عن هذا السؤال، بلورت فيلهوير نهجاً بسيطاً تنبغي لك تجربته.

روتين فعّال للشعور بسعادة أكبر

من الممكن تغيير الحياة إيجابياً والإقبال عليها والشعور بالراحة النفسية، فذلك في متناول الجميع؛ لكنه يتطلّب بعض الانضباط والجهود اليومية. تقول الدكتورة جينيس فيلهوير: “إذا كنت تريد بذل جهد في الدفاع عن قضية ما فدافع أولاً عن حقك في عيش حياة سعيدة وصحية نفسياً، فالرفاهة لا تأتي بالأماني فقط؛ بل بإنجاز الأشياء التي تحقّقها لك في حياتك”. لذا من المفيد لك تركيز اهتمامك على أسلوب العناية بنفسك بدلاً من التركيز على الأمور التي ليست على ما يُرام. ولتحقيق ذلك، إليك 4 أنشطة ينبغي لك أن تدمجها في روتينك اليومي وتطبقّها بانتظام لأنها ستحسّن جودة حياتك كثيراً.

مارسْ اليقظة الذهنية

من الأهمية بمكان تعلّم الوعي الكامل بالذات بدلاً من قضاء اليوم في حالة شرود وانشغال بما حولك.

  • تسمح اليقظة الذهنية للفرد بالانغماس التّام في اللحظة التي يعيشها على نحو يتيح له إمكانية تجاوز الأفكار السلبية والاجترار النفسي، ويمكنه بفضلها إحداث تغييرات إيجابية في أفكاره وسلوكه. توضّح الطبيبة فيلهوير ذلك قائلة: “عندما تكون يقِظاً تستطيع أن تراقب الأحداث دون الحكم عليها، وهذا يسمح لك بالتحرّر من الأفكار السلبية بدلاً من أن تسيطر عليك”. وهكذا نشرع في تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع أحداث حياتنا المختلفة.
  • وتمكّن اليقظة الذهنية أيضاً من ضبط أفضل لعواطفنا؛ حيث نجنِّب الدماغ سيل المخاوف من المستقبل والاستياء من الماضي، ويظهر ذلك من خلال تأثير عميق الفائدة حيث تصبح حالتنا العاطفية هادئة ومطمئنة.

نصيحة الطبيبة النفسية

لاغتنام فوائد اليقظة الذهنية التي تغيّر حياتنا، من الأفضل ممارستها بصفة يومية. تكفي 10 دقائق يومية في البداية كي تشعر بالتأثيرات الإيجابية خلال بضعة أيام. خصّص موعداً منتظماً لممارستها. يمكن أن تكون ممارستها صباحاً طريقة ممتازة لبدء يومك، وكذلك فإن استراحة منتصف النهار أو المساء قبل النوم يمكن أن يكونا موعدين مناسبين أيضاً.

إدماج الإيجابية في حياتك اليومية

ما نأخذه من بيئتنا له أهمية كبيرة في رفاهتنا العاطفية؛ لأنه يظلّ حياً في حيّز العقل الباطن فترة معينة حتى لو مرّ وقت طويل على الحَدَث المعنيّ بذلك. عندما نشاهد فيلم رعب على سبيل المثال، يمكن أن نرى كوابيسَ في تلك الليلة. يحدث ذلك لأن هذا الحدث ما يزال حياً في عقلنا الباطن وله تأثير في حالتنا العاطفية.

لمواجهته تنصح الطبيبة النفسية قائلة: “إذا كنت ترغب في عيش رفاهة عاطفية إيجابية عليك أن تغذي نفسيتك بأكبر قدر من الأحداث الإيجابية في حياتك اليومية”. أغلبنا لا ينتبه إلى بعض العادات المضرّة؛ لذا إذا كنت معتاداً مثلاً على متابعة الأخبار السلبية في التلفزيون أو الاستماع بانتظام إلى الأغاني الحزينة فقد حان الوقت كي تتوقف عن ذلك.

نصيحة الطبيبة النفسية

عليك أن تتخلص خلال أسبوعين من السموم التي تتلقّاها من البيئة المحيطة بك. احذف من حياتك كل ما يمكن أن يولّد لديك عاطفية سلبية. ابتعد عن الأصدقاء أو الزملاء الذين يغتابونك أو يشتكون باستمرار، وتوقّف عن مشاهدة نشرة الأخبار وتجنّب الأفلام الدرامية ومسلسلات الجريمة.

بدلاً من ذلك، ابذل جهداً واعياً كي لا تركّز اهتمامك إلا على الأمور الإيجابية. استمع إلى الموسيقا واقرأ الكتب الملهِمة وشاهد مقاطع الفيديو المضحكة وتجوّل في الطبيعة. باختصار: عليك أن تفعل كلّ ما يعيد إليك الابتسامة ويريحك.

احرص على التعاطف مع ذاتك

التعاطف مع الذات عنصر أساسي في تحقيق الرفاهة العاطفية، لا يمكننا من دونه أن نشعر بالسعادة الحقيقية؛ إذ من المستحيل أن يكره المرء نفسه ويعيش حياة سعيدة! تنبّه فيلهوير إلى ذلك قائلة: “كثير من الناس ينتقد نفسه ويجلدها، علماً أن الخطاب النفسي السلبي يدمّر التقدير الذاتي ويمكن أن يؤدّي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق؛ بل إلى ما هو أخطر مثل مرض الاكتئاب”، مضيفة: “التعاطف مع الذات يمثل الأسلوب الوحيد لحبّ الذات والشرط الأساسي لبلوغ ثقة حقيقية في النفس”.

نصيحة الطبيبة النفسية

يرتكز التعاطف مع الذات على تعلم العناية بالنفس وتقبّل عيوبها وأخطائها. امنح نفسك بعض الراحة الداخلية وتسامح معها. تذكّر أن الخطأ طبيعة بشرية وتوقّف عن لوم نفسك. ركّز على محاسنك والأفعال الإيجابية التي أنجزتها حتّى الآن.

اهتمّ بالآخرين

كن منفتحاً ومحسناً إلى من حولك. اقترح تقديم المساعدة تلقائياً وعبّر عن حبك وتعاطفك مع الآخرين وليس مع أقاربك فقط. إذا تصرّفت بهذا الأسلوب، فإنه سيؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية في منطقة قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن المكافأة في الدماغ. يسمّي العلماء هذه الظاهرة “حالة نشوة مقدّم المساعدة”، فتقديم المساعدة إلى من حولك له تأثيرات إيجابية عديدة في الصحة النفسية والجسدية؛ ومنها:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • تقليل التوتر وخطر الاكتئاب.
  • التخفيف من الآلام الجسدية.
  • تحسين جودة الحياة.
  • إطالة أمد الحياة.

نصيحة الطبيبة النفسية

شارك إذاً في نشاط تطوّعي منتظم، وخصّص بعض الوقت لإنجاز أشياء تُسعد الآخرين، فسيساعدك ذلك على الابتعاد عن مشكلاتك والنّظر إليها بموضوعية. وعلاوة على ذلك، ستخلق حولك مناخاً من الراحة النفسية العامة وستشعر أنك في حالة أفضل.

اقرأ أيضاً: دراسة علمية امتدت على مدى 80 عاماً تكشف سر السعادة