كيف يؤثر نقص فيتامين د في إصابتك بالاكتئاب؟ وماذا تفعل لعلاجه ؟

3 دقائق
فيتامين د
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يؤدّي نقص فيتامين د إلى ظهور تحديات طبية ونفسية لدى المصابين به؛ حيث برز مؤخّراً بوصفه عاملاً حاسماً استحق اهتمام خبراء التغذية والصحة النفسية. فما أهمية هذا الفيتامين للصحة النفسية؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال.

بالإضافة إلى دوره المعروف في صحة العظام، فقد رُبط فيتامين د بصحتنا العاطفية والنفسية. وتوضّح أستاذة الصحة والعلوم الحيوية في الجامعة الأميركية في دبي، ميس مقيد، إنّ هذا الفيتامين مركّب عضوي مهمّ لأعضاء الجسم كافةً، وقد يتسبّب نقصه في أعراضٍ خطِرةٍ مثل تساقط الشعر والوهن البدني الشديد والاكتئاب، إضافة إلى تدنّي مستوى المناعة على نحو كبير؛ ما قد يزيد احتمالات الإصابة بنزلات البرد المتكرّرة.

وعلاوة على ذلك، تشير مقيد إلى أنه قد لوحظ في بعض الدراسات ارتباط نقص فيتامين د ببعض الأمراض النفسية والعصبية مثل الاضطراب الثنائي القطب والفصام والاكتئاب؛ إذ يكون الأشخاص الذين يعانون نقص هذا الفيتامين أكثر عرضة لهذه الأمراض.

ما أهمية فيتامين د للصحة النفسية والجسدية؟

يحتاج الجسم إلى مستوىً معيّن من فيتامين د ليعمل على نحو صحيح، فهو ضروري لمختلف وظائف الجسم. يُصنّع في الكلى والكبد حيث يُحوّل إلى هرمونٍ نشط يساعد على امتصاص الكالسيوم، ويمكن الحصول عليه من خلال التعرّض إلى أشعة الشمس، وتناول بعض الأطعمة والمكملات الغذائية؛ لكن الأفراد ذوي البشرة الداكنة قد يجدون صعوبةً في امتصاصه بسبب ارتفاع مستويات الميلانين.

يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى مشكلات في الصحة النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب العاطفي الموسمي، وقد يسهم في الإصابة بالفصام لدى البالغين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام، ولين العظام، وأمراض القلب، والكساح عند الأطفال، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وثمّة أُناس أكثر عرضة إلى خطر نقص فيتامين د؛ وهم الأفراد الذين يعانون أمراض الكبد أو الكلى، والاضطرابات الهضمية، وكبار السن، والأشخاص ذوي البشرة الداكنة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر نقص الحديد في الصحة النفسية؟

ما أعراض نقص فيتامين د؟

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون نقصاً في فيتامين د، فقد يظهر لديهم بعض من الأعراض التالية:

  1. الأعراض النفسية: 
  • مشاعر الحزن واليأس والعجز.
  • القلق والأرق أو فرط النوم.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
  • الخمول.
  • فقدان الوزن الزائد أو زيادة الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • النسيان ومشكلات التركيز.
  • فقدان الاهتمام الجنسي.
  • الصداع أو آلام الظهر.
  • أفكار حول الموت أو الانتحار.
  1. الأعراض الجسدية: وتشمل آلام في العظام، والتعب أو النعاس، والضعف والألم في العضلات والمفاصل.

ما دور نقص هذا الفيتامين في الإصابة بالاكتئاب؟

يُعدّ الاكتئاب والقلق من الاضطرابات المزاجية التي تؤثّر على نحو كبير في الصحة العامة ونوعية الحياة، ويُعدّ الإجهاد التأكسدي والالتهابات من بين العوامل المحتملة في تطوّر اضطرابات المزاج هذه. ويشير الخبراء إلى وجود علاقة بين العناصر الغذائية المضادة للأكسدة، وبخاصة فيتامين د، وهذه الحالات؛ حيث يتقاطع مع مناطق الدماغ المشاركة في الفيزيولوجيا المرضية للاكتئاب والقلق؛ ما يوفّر خصائصَ مناعية ووقائية للأعصاب وتغذية عصبية يمكن أن تؤثّر في هذه الاضطرابات.

في مراجعة بحثية نُشرت في 2022، قام بها باحثون من جامعة غازي (Gazi University) بتركيا، تشير النتائج إلى عدم تناسق الدراسات الموجودة حول العلاقة بين مستويات فيتامين د والمكملات الغذائية والاكتئاب؛ إذ تسهم عوامل مثل الاختلافات في مجموعات الدراسة، وأدوات التقييم المتنوّعة لاضطرابات المزاج في هذا التناقض. بالإضافة إلى ذلك، لا تشمل الدراسات فقط الأفراد الذين يعانون الاكتئاب والقلق؛ ولكن أولئك الذين يعانون أمراضاً التهابية مزمنة أيضاً.

وعلى الرغم من أن العلاقة السببية بين فيتامين د واضطرابات المزاج ما تزال غير واضحة، فإن انخفاض مستوياته يرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب والقلق. لذلك؛ يُعدّ فحص نقص هذا الفيتامين لدى الأفراد الذين يعانون اضطرابات المزاج أمراً ضرورياً لتصميم العلاجات المناسبة وتحديد الجرعات المثلى. ومن الجدير بالذكر إن المبادئ التوجيهية الحالية لعلاج اضطرابات المزاج لا تتضمّن توصياتٍ بشأن فيتامين د؛ ما يؤكّد الحاجة إلى دراسات جديدة لتحديد فعالية مستوياته، والجرعة التكميلية، وشكله في إدارة هذه الحالات.

كيف يمكن علاج نقص هذا الفيتامين؟

يتضمّن علاج نقص فيتامين د زيادة كميته في الجسم من خلال إجراء بعض التعديلات في النظام الغذائي واستخدام مكملات هذا الفيتامين. لا يوجد معيار متّفق عليه عالمياً لمستويات مثالية منه؛ حيث تختلف هذه المعايير اعتماداً على عوامل مثل العمر والصحة العامة. ويوصى بالتعرّض إلى أشعة الشمس لمدة 20 دقيقة يومياً مع ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة بانتظام لحماية البشرة لأن استخدام واقي الشمس يمكن أن يعوق إنتاج فيتامين د! ومن المستحسن استشارة مختصّ فيما يتعلق باستخدام مكملات هذا الفيتامين بهدف تحديد الجرعات المناسبة.

اقرأ أيضاً: أكلات تحسن الصحة النفسية ستغيّر وجهة نظرك في الطعام

في النهاية، لا يمكن تجاهل العلاقة بين نقص فيتامين د والصحة النفسية، فلهذا النقص آثارٌ بعيدة المدى، لا تؤثّر فقط في صحتنا الجسدية؛ بل أيضاً في حالتنا العاطفية والنفسية. وفي ضوء تلك المعطيات، نجد أن علاج النقص في هذا المركّب الحيوي، سواء من خلال التعديلات الغذائية أو المكملات الغذائية، قد يوفّر الأمل للمتضررين من اضطرابات المزاج.

المحتوى محمي