لدي صديق كان يعاني حتى وقت قريب مشكلة مضنية، وهي أن العلاقات العاطفية التي كان يدخل فيها بهدف الزواج معظمها علاقات سامة، صحيح أنها تختلف في درجة سميتها ونوع الإساءة التي تتضمنها، لكنها في النهاية لا يمكن تعريفها سوى باعتبارها علاقة سامة، لذا كان كثيراً ما يتحدث إلي متسائلاً: هل تظن أن العيب بي؟ هل يوجد شيء في دماغي يجعلني أنجذب لا إرادياً إلى هذا النوع من العلاقات؟
في الحقيقة، لم أكن أملك حينها إجابة علمية عن تساؤلاته، لكني عندما بحثت لاحقاً وجدت أنه بالفعل يمكن لبعض المشكلات العميقة أن تتسبب في وقوع الشخص باستمرار في العلاقات السامة، سواء كان ذلك في نطاق العلاقات الشخصية والعاطفية أم المهنية.
لماذا لا يفارق البعض دورة العلاقات السامة؟
في البداية من الضروري أن نتعرف إلى تعريف العلاقة السامة؛ فوفقاً لاستشاري العلاج النفسي، محمد سالم القرني، هي العلاقة التي تجعلك تشعر بأنك غير مدعوم أو يساء فهمك أو يقلل قدرك، ويترافق معها تعرض سلامتك للخطر عاطفياً أو نفسياً أو جسدياً.
وهذا ما يعني أن العلاقة السامة ينتج عنها وقوع ضرر على أحد طرفي العلاقة أو كليهما، ما يجعلها باعثاً على التعاسة وانخفاض الطاقة والحيوية، لكن ما الذي يدفع بعض الأشخاص، على الرغم من رؤيتهم تلك الأضرار الفادحة، إلى الاستمرار بالدوران في دورة العلاقات السامة، فهم بمجرد انتهاء علاقة سامة لا يلبثون أن يجدوا أنفسهم في علاقة سامة مشابهة.
الحقيقة أن السر وراء ذلك يكمن في الأسباب الجذرية التي تدفعهم للدخول في هذا النوع تحديداً من العلاقات، أهمها:
- شيوع الصراخ والصياح في البيئة الأسرية.
- عدم احترام حدود الشخص واستقلاليته الجسدية من جانب القائمين على تربيته.
- تعرضه للضرب والانتقاد بهدف تأديبه.
- تنشئته على كتمان الأسرار والكذب بدلاً من الشفافية والتواصل المفتوح.
- التقليل من شأنه عندما يعبر عن مشاعره أو حين يبكي.
- ميل الآخرين من حوله إلى الاعتذار دون تغيير فعلي لسلوكياتهم أو تحمل مسؤوليتها.
اقرأ أيضاً: 12 علامة تؤكد أنك تتعافى من علاقة سامة
كيف تنجح في إنهاء علاقة سامة؟
على الرغم من أن إنهاء علاقة سامة على نحو قاطع ونهائي يعد أمراً صعباً بعض الشيء، إلا أنه يمكن باتباع بعض الإرشادات النجاح في ذلك، وإليك أهمها:
- أنشئ شبكة دعم اجتماعي تحميك من الأضرار التي ستلحق بك بعد إنهاء العلاقة السامة وتوفر لك التشجيع المعنوي.
- ضع خطة للانسحاب من العلاقة السامة تتضمن الأبعاد المحتملة جميعها؛ على سبيل المثال، إذا كنت ستترك شريك حياتك فكِّر في كيفية ترتيب الانفصال، وما ستفعله لمواجهة التبعات الناجمة عنه.
- عبِّر لمن حولك عن مشاعرك خلال الفترة التالية لإنهاء العلاقة إذا كانوا متاحين ومتفهمين، أو جرِّب اللجوء إلى مختص نفسي يساعدك.
- ضع في حسبانك أن الطرف الآخر قد لا يتقبل إنهاء العلاقة ويتلاعب بك، لذا كن واعياً حتى تضع حداً لهذه الألاعيب.
- تخلص من كل ما يربطك بالعلاقة من ذكريات ووسائل تواصل، حتى لا يساورك الحنين بالعودة مجدداً إلى ذلك الشخص السام مدفوعاً برؤية الجانب الإيجابي فقط من العلاقة.
- اعمل على تقدير ذاتك بمختلف الطرائق الممكنة، وتذكّر أنك تستحق عيش حياة طيبة مستقرة.
- دوّن مشاعرك المختلفة وكذلك الأسباب التي دفعتك لإنهاء العلاقة؛ حتى تعود إليها عندما تحدثك نفسك بالرغبة في استئناف العلاقة.
اقرأ أيضاً: هل تربط قيمتك بمالك؟ إذاً أنت تعاني علاقةً سامة بالمال!