محتويات المقال
ماذا إذا كنت ضحية قراراتك الشخصية والمسؤول عنها في الوقت نفسه؟ قد يكون السبب هو المعتقدات المقيّدة التي تحملها في ذهنك. هذا الفخ الفكري الذي يحدّ من ازدهارك ورضاك، يدفعك إلى تدمير حياتك بنفسك لا شعورياً، بسبب تردّد العبارات التي تعكس تلك المعتقدات في ذهنك باستمرار لتبعدك عن تحقيق طموحاتك.
يقول المحلّل النفسي كريستيان ريشوم (Christian Richomme): "إن المعتقدات المقيدة هي أفكار قد تكون لا واعية أحياناً، وتؤثر تأثيراً عميقاً في طريقة تعاملنا مع تحديات الحياة، كما أنها تتحكم في سلوكياتنا وتوقعاتنا واختياراتنا، وتمنعنا من التحرر من المخاوف وتقبّل الواقع". يحدد ريشوم 3 عبارات نعتقد أنها غير ضارة، لكنها تعكس في الواقع هذه القيود التي تكبّل عقولنا.
اقرأ أيضاً: سؤال بسيط يختصر طريقك نحو السعادة
"إذا لم أسيطر على كل شيء، فستسوء الأمور"
ينبع هذا الاعتقاد عادة من الشعور بالقلق. فالخوف من المفاجآت والأحداث غير المتوقعة يدفعنا إلى الرغبة في التعامل الاستباقي معها والسيطرة على كل شيء، سواء في العمل أو العلاقات أو الحياة اليومية. لكن السيطرة المطلقة مجرد وهم، فطبيعة الحياة قائمة على أحداث لا يمكن التنبؤ بها. لذا؛ فإن محاولة السيطرة الشاملة لا تؤدي إلّا إلى زيادة التوتر، وتعقيد مواقف الحياة وصعوبة القدرة على التعامل معها، وفقاً للمحلل النفسي.
إن التحرّر من الرغبة في السيطرة على زمام الأمور لا يعني أن تتخلّى عن كل شيء، بل يعني فقط أن هناك جوانب لا يمكنك التحكم فيها، وأن بإمكانك الثقة بقدرتك على التعامل مع المفاجآت غير المتوقعة.
"يجب أن أكون مثالياً كي أصبح محبوباً"
تعزز التوقعات الاجتماعية والثقافية هذا النمط من التفكير. فقد يكون السعي إلى الكمال في العمل أو العلاقات أو المظهر مرهقاً، وقد يولّد ضغطاً مستمراً. كما يقودنا هذا التفكير إلى الاعتقاد أن حبّ الآخرين وتقبّلهم لنا مشروط بوصولنا إلى درجة الكمال، وهو أمر بعيد تماماً عن الحقيقة.
إن التعود على فكرة التخلي عن الرغبة في السيطرة يعني أيضاً تقبّل العيوب الشخصية، باعتبارها مكوناً طبيعياً في شخصية الكائن البشري. كما أن الحب الحقيقي لا يعتمد على درجة الكمال، بل يركز على سمة الأصالة التي تسمح للفرد بالحفاظ على هويته وعفويته دون أقنعة أو مساحيق.
اقرأ أيضاً: لماذا قد يكون سعيك وراء السعادة سبباً لتعاستك؟
"أنا مسؤول عن سعادة الآخرين"
يسود هذا الاعتقاد لدى العديد من النساء، المتأثرات في الغالب بالأدوار الاجتماعية التي تقدّر خصلة رعاية الآخرين والاهتمام بهم. سواء كانت المرأة أمّاً أو زوجة فإن اعتقادها أنها تتحمل مسؤولية سعادة الآخرين غالباً ما يتحول إلى عبء نفسي مرهق. والحقيقة أن كل فرد مسؤول عن سعادته الشخصية.
في هذا السياق، يصبح التحرر من الرغبة في السيطرة وتقبّل الواقع هو الإقرار بأنه من الممكن دعم الآخرين دون أن نكون مسؤولين عن عواطفهم، ومشاعرهم واختياراتهم في الحياة.