ملخص: السعادة حلم نسعى إليه جميعاً، وقد لا ندرك أحياناً أننا نعيشه. فالسعادة المثالية والمطلقة مجرد وهم يقودنا إلى الاعتقاد أن تحقيق السعادة أمر مستحيل. في الواقع، ثمة معوقات نفسية عديدة تمنعنا من الشعور بالسعادة مثل الميل المزمن إلى عدم الرضا، وهيمنة منطق الرغبة في الحصول على المزيد دائماً، والسعي الدائم إلى الكمال. وهذه السلوكيات تبعدنا عن السعادة لأنها تمنعنا من الاستمتاع باللحظات البسيطة الموجودة في الحياة اليومية. لذا، يقترح علينا الخبير النفسي مورغان هوسيل سؤالاً مهماً يرى أن الإجابة عنه تمثل سرّ السعاة، وهو : "ما هو الشيء الذي ستفعله اليوم ثم تحنّ إليه بعد 20 عاماً؟" بفضل الإجابة عن هذا السؤال ستلزم نفسك بالتركيز على اللحظات التي كنت لتعتبرها مجرد أوقات عادية، لو لم تدرك أنك ستستعيد ذكرياتها الطيبة ذات يوم. عندما تنظر إلى أنشطتك اليومية البسيطة باعتبارها ستصبح ذكريات جميلة تحنّ إليها في المستقبل فستجد سعادتك الآن، سواء في فنجان القهوة الذي ستشربه مع صديقك، أو الكتاب الذي ستقرؤه وحدك في مكان هادئ، أو النزهة التي ستجريها مع شريك حياتك.
محتويات المقال
قد تبدو السعادة حلماً بعيد المنال في نظرك، ومع ذلك من الممكن الوصول إليها من خلال اتّباع النصيحة الآتية التي يقدمها خبير نفسي.
ما هي المعوقات التي تبعدك عن السعادة؟
هل أنت سعيد؟ إذا كانت الإجابة غير بديهية في نظرك، فأنت تواجه بالتأكيد معوقات تمنعك من الشعور الكامل بالسعادة. فهل أنت ممّن ينظرون إلى السعادة باعتبارها مفهوماً فلسفياً مجرداً؟ ولماذا نعتقد أن السعادة هدف مستحيل؟
نواجه في حياتنا اليومية بعض الموانع التي تحول دون الشعور بالسعادة مثل ميلنا الطبيعي الدائم إلى عدم الرضا، وهيمنة منطق الرغبة في الحصول على "المزيد دائماً"، وهو منطق يصعّب علينا تقدير ما نملكه من نِعم، بالإضافة إلى السعي الدائم إلى الكمال على نحو يوّلد شعوراً دائماً بالفشل، ويمنعنا من الاستمتاع بنجاحاتنا الصغيرة أو يحرمنا من الشعور بالامتنان. وربما عدم الاعتراف بالجوانب الإيجابية في الحياة وتقديرها هو الذي يقودنا في الواقع إلى العجز عن تصور أنفسنا سعداء.
يمكن للعواطف السلبية أن تسمّم معنوياتنا بسهولة، وتولد شعوراً بالتوتر وحتى الاكتئاب في بعض الأحيان. إن تجاوز هذه المعوقات ليس مستحيلاً، لكن إدراكها هو الخطوة الأولى في طريق التحرر منها، والوصول إلى حياة أسعد. في هذا السياق يكشف الكاتب والخبير في علم النفس مورغان هوسيل (Morgan Housel) في تصريح أدلى به لموقع مايند بادي غرين عما يسمّيه السر الوحيد للتحرر من هذه المعوقات كي تصبح سعيداً. يرتبط هذا السر بسؤال واحد: ما هو الشيء الذي ستفعله اليوم ثم تحنّ إليه بعد 20 عاماً؟
اقرأ أيضاً: لماذا قد يكون سعيك وراء السعادة سبباً لتعاستك؟
هذه السؤال يمكنه تغيير علاقتك بالسعادة
"ما هو الشيء الذي ستفعله اليوم ثم تحنّ إليه بعد 20 عاماً؟" في نظر الخبير النفسي يكفي أن تطرح هذا السؤال على نفسك كل يوم كي تسير في الطريق الصحيح إلى السعادة، لأن هذا السؤال يمثّل فرصة لتغيير منظورك. يشجعنا هذا السؤال على إيجاد السعادة في الأنشطة اليومية البسيطة التي تشكّل روتين حياتنا ولحظات المتعة الخاصة بنا، ثم تصبح لاحقاً أفضل ذكرياتنا. يدعونا مورغان هوسيل إذاً إلى الاعتماد على الحنين إلى الماضي للعثور على السعادة في الحاضر.
بفضل هذا السؤال سنلزم أنفسنا بالتركيز على اللحظات التي كنا لنعتبرها مجرد أوقات عادية لو لم ندرك أننا سنستعيد ذكرياتها الطيبة ذات يوم. حينها يمكننا أن ننظر بطريقة جديدة ومختلفة تّجاه بعض الأنشطة والعادات اليومية البسيطة مثل احتساء فنجان من القهوة مع صديق، أو قراءة كتاب في مكان هادئ، أو التنزه في الطبيعة مع شريك الحياة. ونتوقف عن البحث عن الرضا أو الإشباع أو المتعة بالمعنى المثالي أو المطلق الذي لا يمكن تحقيقه.
سعادتك تبدأ عندما تستمتع باللحظة الحاضرة
سر السعادة إذاً موجود في الحاضر. يدفعنا الخبير النفسي مورغان هوسيل من خلال طرح هذا السؤال البسيط إلى الوعي بأن السعادة موجودة فقط في اللحظة الحاضرة، وبالتالي فإن صنع سعادتنا مسؤوليتنا نحن فقط. إنها فلسفة حياة يمكن أن تكون متاحة لنا من خلال المواظبة على عادة طرح هذا السؤال المهم، الذي يسمح لنا بالانغماس في الامتنان، والحرص على تقدير الأنشطة البسيطة التي نمارسها حالياً.
اقرأ أيضاً: هل تفتقد السعادة؟ هذا النوع من الموسيقا يحسن مزاجك