قاعدة يومية بسيطة تحفز هرمون السعادة في دماغك وتزيد متوسط عمرك

2 دقيقة
الدوبامين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يتيح هرمون السعادة والمتعة للإنسان مكافأة نفسه بعد مبادرة إيجابية أو عمل مفيد. هرمون الدوبامين الذي يفرزه الجسم باستمرار يمثل كنزاً بيولوجياً يجب على الفرد أن يحرص على تحفيزه، كي يحافظ على حالة مزاجية جيدة ومستوى مقبول من الفرح بالحياة. فهل من الممكن أن نتحكّم في إفرازه؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟ وما علاقة مستويات الدوبامين المرتفعة بإطالة العمر؟ إليك الإجابات في المقال التالي.

هل تعرف الدوبامين؟ إنه جزيء ينتجه جهازنا العصبي، علاوة على أنه أحد “النواقل العصبية” التي تساعدنا على إيصال الرسائل وتحقيق تواصل فعّال داخل هذا الجهاز. هرمون الدوبامين مسؤول أساساً عن وظائف الانتباه والنوم، علاوة على الشعور بالمتعة؛ لذلك نسمّيه “هرمون السعادة”.

عندما نكافئ أنفسنا بمبادرة إيجابية يفرز الدماغ هرمون الدوبامين ونشعر بالمتعة. وتحتاج المناطق الدماغية المسؤولة عن الوظائف الفكرية والعاطفية جرعة كافية من هذا الهرمون. لذا؛ يشكّل الدوبامين العنصر الرئيس في “نظام المكافأة” الذي يحفزّ الدماغ لإنجاز عمل ينتج عنه شعور المتعة الذي يتّخذ صيغة المكافأة.

يرتبط الدوبامين إذاً بشعور السعادة، وترتبط السعادة بطول العمر، علاوة على أن السعادة المقترنة بالصحة الجيّدة غاية يسعى إليها الجميع. إليك إذاً بعض النصائح العملية التي ستساعدك على تحفيز هرمون السعادة والمتعة وزيادة متوسط عمرك المتوقع من خلال المواظبة على عادات بسيطة في حياتك اليومية.

كيف تحفّز إفراز الدوبامين لإطالة عمرك؟

يعدّ الدوبامين إذاً الهرمون الأكثر تأثيراً في مستوى رفاهيتنا العامة نظراً إلى ارتباطه المباشر بمشاعر المتعة والمكافأة. والخبر السارّ هو أن أجسامنا تنتجه دون توقّف؛ لكنّ ذلك يمكن أن يشهد بعض التقلّبات، علماً أنّ ذروة إفراز الدوبامين هي المسؤولة عن خلق عادات إيجابية جديدة. لهذا يمثّل تحفيز إنتاج هذا الهرمون الثمين فرصة لزيادة متوسط العمر المتوقع. ويتعلّق الأمر في الحقيقة بتطوير الدورة المحمودة التي تكافئ أفعالنا الإيجابية عبر الشعور الفوري بالمتعة.

3 متع في اليوم والمزيد من الضحك

ما القاعدة التي يجب اتّباعها؟ يجب أن تكافئ نفسك بالحصول على 3 متع في اليوم. إنها قاعدة بسيطة لكن يجب تطبيقها بجدّية. لترسيخ عادات إيجابية تساعدك على تحفيز إفراز الدوبامين، عليك أن تعرف كيف تُحسن إلى نفسك. وعلى الرغم من أن هذه المسألة تظلّ شخصية، إليك بعض الأفكار البسيطة لمساعدتك على بدء هذه الدورة الجديدة: على سبيل المثال؛ يمكنك تخصيص 5 دقائق كاملة لشرب فنجان قهوتك بهدوء وفرح، أو قراءة بضع صفحات من كتابك المفضّل أو الاستحمام أو الرقص على إيقاعات موسيقاك المفضلة، أو الغناء بصوت مرتفع في أثناء الاستحمام أو خلال تنقّلك بالسيارة إلى غير ذلك.

المهمّ أن تحرص على 3 متع على الأقل كي تحوّل نمط عيشك إلى نمط محفز للدوبامين. في هذا السياق، كشف مؤلف كتاب “خمّن عمري إن استطعت” (Devines mon âge si tu peux) أوليفييه كورتان كلاران (Olivier Courtin-Clarins) في تصريح لمجلة فوغ (Vogue) السرّ الذي يمكّن من الحفاظ على استمرارية هذه العادات الجديدة قائلاً: “سجّل هذه المتع الثلاث التي استمتعت بها خلال يومك وفكّر فيها وتذكّرها جيداً، سيسمح لك هذا الأمر بفرز أفكارك والتركيز على النصف الممتلئ من الكأس وتحفيز إفراز هرمون السعادة”.

يكمن مبدأ هذا التغيير إذاً في المواظبة على هذه العادات التي ستجعلك سعيداً، علاوة على أنها ستنشّط جهازك المناعي الشامل. هناك قاعدة ثانية ضرورية لدعم القاعدة الأولى: احرص على مزج هذه المتع الثلاث بجرعة كافية من الابتسام والضحك، فالابتسامة تؤدي إلى زيادة إفراز الدوبامين وهرمونات أخرى مثل الإندورفين وهرمون البيبتيد والسيروتونين، ولها تأثير قويّ في الصحة والحالة المزاجية.

يمكن أن تتيح لك هذه العادات الجديدة تحفيز هرمون الدوبامين يومياً والاستفادة من فوائده على المديَين القصير والطويل. وتشمل هذه الفوائد تحسين الحالة المزاجية والنوم والحدّ من القلق إلى غير ذلك. إنّها طريقة رائعة لإعطاء الأولوية لذاتك في غمرة انشغالاتك اليومية.

اقرأ أيضاً: