حيل نفسية لضبط انفعالاتك في الاجتماعات الصعبة

4 دقيقة
ضبط انفعالاتك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل سبق لك أن دخلت اجتماعاً ثم داهمك الشعور بالغضب الشديد بسبب ما فعله أو قاله شخص آخر؟ الحقيقة أن الغضب قد يتصاعد في أثناء اجتماعات العمل بسبب تصادم الآراء المختلفة، ولهذا يعد فن احتواء الغضب أحد أهم المهارات التي تميز الموظفين والقادة الناجحين، إذ يرتكز هذا الفن على تحويل المواجهات المشحونة إلى حوارات بناءة، واستغلال شرارة الغضب بتحويلها إلى طاقة إبداعية تدفع الفريق نحو الأمام، ومن خلال هذا المقال سوف نستكشف معاً بعض الأدوات النفسية الفعالة لاحتواء الغضب في أثناء اجتماعات العمل.

ما هي محفزات الغضب في أثناء اجتماعات العمل؟ 

الغضب شعور طبيعي ويمكن أن يساعدك على حل المشاكل، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يتحول إلى مشكلة كبرى خاصة إذا أدى إلى عدوانية، وفي اجتماعات العمل، يمكن أن يؤدي غضبك المتصاعد إلى عواقب سلبية مثل انخفاض الإنتاجية أو حتى فقدان وظيفتك، ويمكن القول إن هناك العديد من محفزات الغضب في مكان العمل واجتماعاته، مثل: 

ارتفاع مستوى التوتر والقلق 

يمكن أن تستشيط غضباً في أثناء اجتماع الفريق بسبب تراكم التوتر المرتبط بالعمل، والذي يؤدي مع مرور الوقت إلى تفاقم مشاعر الإحباط والغضب، علاوة على ذلك، تسهم أعباء العمل المفرطة، والمواعيد النهائية الضيقة، والصراعات مع الزملاء، أو عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية في ارتفاع مستويات التوتر والقلق، ما يزيد احتمالية ظهور الغضب.

ضعف التواصل 

تخيل أن مديرك في العمل طلب منك إعداد تقرير عاجل، وفي أثناء اجتماع العمل تبين أنه يريد تقريراً آخر، وقتذاك قد تحس بالغضب الشديد، لأن التواصل غير الفعال في مكان العمل يؤدي إلى سوء الفهم والصراعات وعدم الوضوح، وحين يقل التواصل بينك وبين فريقك سينتابك الشعور بعدم التقدير أو عدم الاستماع.

انعدام الاستقلالية 

حين تحضر اجتماع عمل وتتفاجأ أن مديرك أوكل إليك مشروعاً إضافياً، أو مهام جديدة، وقتها قد تحس بالغضب بسبب محدودية سيطرتك على عملك، أو عدم مشاركتك في عمليات صنع القرار، ما يعني انعدام الاستقلالية، وعندما تشعر بنقص في الاستقلالية أو تقليل دورك، فقد يضعف ذلك رضاك ​​الوظيفي ويثير غضبك.

اقرأ أيضاً: غرف الغضب: تفريغ آمن للمشاعر أم مجرد خدعة تسويقية؟

المعاملة غير العادلة 

إذا أعددت تقريراً مشتركاً مع زملائك، ثم أثنى المدير خلال الاجتماع على أداء الآخرين دون أن يقدر مجهودك، فقد تحس بالغضب الشديد بسبب المعاملة غير العادلة، وخاصة أن الآخرين يتلقون معاملة تفضيلية، ما يؤدي إلى إحساسك بالإحباط. 

التوقعات غير المتحققة 

إذا كنت تجلس في اجتماع العمل، وأنت تفكر في وظيفة أحلامك الأخرى التي كنت تحلم بها ولم تتمكن من الوصول إليها، فقد تشعر بالغضب في أثناء الاجتماع، لأن الوظيفة الحالية لا تتوافق مع أهدافك المهنية، ومن ثم، فإن إحساسك بعدم الرضا يمكن أن يؤجج غضبك.

العوامل الشخصية 

من المهم مراعاة العوامل الشخصية التي قد تسهم في غضبك خلال الاجتماعات؛ على سبيل المثال، يمكن أن تغضب بسبب المشاكل الشخصية التي لم تحل في المنزل، أو صعوبات إدارة المشاعر، ما يجعلك أكثر عرضة لمحفزات الغضب.

7 أدوات نفسية تساعدك على التحكم بغضبك في أثناء الاجتماعات 

هل لديك الآن فكرة عن مصدر غضبك ومحفزاته؟ إذاً دعونا نلقي نظرة على بعض الأدوات النفسية التي ستساعدك على احتواء غضبك في أثناء اجتماعات العمل: 

التعرف إلى المحفزات

تخيل أنك على وشك الذهاب إلى اجتماع؛ قبل أن تتحرك من مكتبك، حدد محفزاتك، وتوقع المواقف التي قد تحدث في الاجتماع وتثير غضبك، مثل إضافة بعض المهام الجديدة. ومن خلال التعرف إلى أنماطك، طور استراتيجيات من أجل التعامل مع مواقف الغضب المحتملة، مثل إعادة صياغة وجهات النظر، والتدرب على قول "لا" باحترافية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن التحكم في الغضب على نحو أفضل؟

تغيير المنظور 

يساعدك تغيير طريقة تفكيرك في المواقف على إدارة غضبك بفعالية أكبر، لذلك حاول إعادة صياغة الموقف بنظرة أكثر إيجابية، لأن هذا سيساعدك على تقليل احتمالية الشعور بالغضب في المقام الأول، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعدك تغيير منظورك على فهم وجهة نظر الشخص الآخر، ما قد يخفف غضبك تجاهه.

على سبيل المثال، تخيل أنك غاضب لأن مديرك أثنى على زميل آخر أنجز العمل نفسه؛ في هذه الحالة، يمكنك تغيير منظورك، بأن تضع نفسك مكان المدير؛ ماذا لو كان يثني على الشخص الآخر لأنه مستجد في العمل، ويرغب في تشجيعه على التطور والنمو.

التواصل والاستماع الفعال

قبل أن تغضب من مديرك في العمل أو أحد زملائك، ما رأيك لو جربت التواصل والاستماع الفعال أولاً، لنفرض أن مديرك أوكل إليك مهام عمل إضافية، بدلاً من تصاعد حدة الغضب، تحدث إليه، استمع إلى ما سيقوله، وافهم وجهة نظره.

على الجانب الآخر، أخبره وجهة نظرك، وتأكد أن تعزيز التواصل الفعال يخلق بيئة عمل إيجابية، ويمنع سوء الفهم الذي قد يسبب الغضب، وعلى الرغم من أن إتقان مهارات التواصل يحتاج إلى بعض الوقت والممارسة، فإن الجهد المبذول يستحق العناء.

آليات التأقلم 

آليات التأقلم هي إجراءات يومية صغيرة تسمح لك بتبديد مشاعر القلق والغضب في مكان العمل، ويمكن لكل شخص اعتماد مجموعة فريدة منها. على سبيل المثال، يمكنك تجربة تمارين اليقظة الذهنية أو التنفس العميق، وحين تمارس تلك الإجراءات الصغيرة؛ ابحث عن مساحة خاصة بك وذلك حتى تفصل نفسك عن الموقف، لنفرض أنك تستشيط غضباً في أثناء الاجتماع، ما رأيك لو غادرت المكتب فيما بعد في أثناء وقت الراحة، وجربت الذهاب في نزهة قصيرة، وإذا كان ذلك صعباً، تناول كوباً من الشاي، وتنفس بعمق، وركز على اللحظة الحاضرة. 

توجيه عقلك نحو حل المشكلات 

بدلاً من التركيز على المشكلة أو الموقف الذي يثير غضبك، ركز على إيجاد الحلول؛ قسّم المشكلة المعقدة إلى خطوات قابلة للإدارة، وابحث عن حلول بديلة، وفكر في النتائج المحتملة لكل منها، وتأكد أن إدارة دفة عقلك نحو إيجاد الحلول توجه طاقتك نحو أفعال بناءة، وتقلل الغضب، وتعزز الإنتاجية.

التعبير عن نفسك 

من أهم الأدوات النفسية التي يمكن أن تساعدك على التحكم في انفعالاتك، هي التعبير عن نفسك؛ لا تكتم مشاعرك، عبر عن إحساسك بالغضب والاستياء ولكن باتزان، لا ترفع صوتك ولا تتحدث إلى الآخرين بعدوانية، وفي هذا السياق، ينصح الطبيب النفسي، محمد اليوسف، بضرورة التعبير عن الغضب وقت حدوثه بلغة واضحة، قل لا، ولا تجامل على حساب نفسك، ويضيف اليوسف أن أغلب الذين يدخلون في نوبات غضب جنونية هم الذين كتموا غضبهم فترات طويلة فتراكم.

اقرأ أيضاً: تقرير عالمي: التوتر والغضب عند العاملين العرب وصل حداً قياسياً فما هو الحل؟

ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية 

بعد مغادرة الاجتماع وانتهاء يوم العمل، حان الوقت لتخصيص وقت لنفسك قبل أن تنخرط مجدداً في يوم جديد، ما رأيك لو جربت ممارسة الرياضة أو التدوين أو التأمل، يمكنك أيضاً أن تأخذ حماماً دافئاً وتحصل على قسط كاف من النوم، وتمارس هوايتك المفضلة، إذ ساعدتني هذه الأنشطة على التعامل مع مشاعر الغضب.

المحتوى محمي