كيف تجعل روتينك الصباحي معززاً لثقتك بنفسك؟

ملخص: نستيقظ أحياناً ونحن نشعر بالطاقة والحيوية؛ بينما في أيام أخرى نستيقظ منعدمي الطاقة ونشرب عدة فناجين من القهوة حتى نتمكن من التركيز وبدء العمل. لذا؛ من المهم أن يكون لدينا روتين صباحي معزز للثقة بالنفس حتى نشعر بالهدوء والسيطرة على مجريات اليوم. ومن خلال هذا المقال، نتعرف إلى قواعد وضع روتين صباحي يعزز ثقتنا بأنفسنا.

تؤثر الطريقة التي تبدأ بها يومك بدرجة كبيرة في ثقتك بنفسك وقدرتك على النجاح والإنتاجية، فهناك أُناسٌ يستيقظون صباحاً بكل نشاط وحيوية وينطلقون من فورهم في ممارسة أنشطتهم اليومية؛ بينما يصارع البعض الآخر لمجرد الاستيقاظ والنهوض من الفراش وتجهيز نفسه للعمل. ولهذا؛ دعونا نواجه الأمر، نحن نعلم أن الصباح مهم وأن هذه الفترة من بداية اليوم هي التي تحدد مساره. ومن خلال روتين صباحي مُصمم جيداً، يمكنك بناء الأسس لتعيش أياماً إيجابية تملؤك فيها ثقتك بنفسك، وإليك كيفية القيام بذلك في هذا المقال.

ما هو الروتين الصباحي؟

الروتين الصباحي بكل بساطة هو مجموعة العادات التي تقوم بها عند الاستيقاظ، ويساعدك على التجهيز ليومك بطريقة صحيحة، ويمكن أن يكون له بعض التأثيرات الجذرية في تركيزك وإنتاجيتك وتعزيز ثقتك بنفسك.

ومن خلال الروتين الصباحي، يمكنك فعل أي نشاط بدايةً من ممارسة الرياضة وتدوين اليوميات وحتى القراءة والتأمل، وذلك بدلاً من الضغط على زر الغفوة في ساعة المنبه 5 مرات وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 30 دقيقة.

كيف يمكن للروتين الصباحي أن يعود عليك بالنفع؟

الكثير منا تزاحمه المشاغل ولديه الكثير من المسؤوليات والالتزامات؛ لذلك غالباً ما نشعر بضيق الوقت مع تعدد المهمات، وإن وجود روتين صباحي يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في الإحساس بالثقة والإنجاز، هذا بالإضافة إلى فوائده الأخرى مثل:

1. تنظيم جدول يومك.
2. القدرة على تحديد أولويات وقتك على نحو أفضل.
3. الشعور بمزيد من الإنتاجية؛ ما قد يمنحك إحساساً بالاكتمال والكفاءة الذاتية والفخر بإنجازاتك.
4. تسهيل تبني المزيد من العادات الصحية على المدى الطويل.
5. الشعور بالمزيد من الحيوية والنشاط.
6. تحسين قدرتك على التركيز.
7. الاستمتاع بيوم هادف والشعور بصلة أقوى تربطك بالمشروعات التي تحتاج إلى إنجازها.
8. زيادة معدل إبداعك.
9. إعطائك الوقت لتناول فطور صحي؛ ومن ثم تجنب الهبوط الحاد في معدلات الطاقة خلال اليوم الذي ينتج عادة من تناول وجبة غنية بالسكر.

4 خطوات لتصنع بداية ناجحة ليومك 

يقدم الكاتب الأميركي المتخصص في تطوير الذات، ديمون زهاريادس (Damon Zariadis) في كتابه "صباح استثنائي كل يوم: كيف تضاعف إنتاجيتك وتفجر طاقتك وتجعل حياتك استثنائية" بعض الخطوات من أجل تهيئة اليوم للروتين الصباحي؛ وأهمها:

1. الذهاب إلى النوم في الوقت نفسه مساءً: يؤكد زهاريادس إن جسم الإنسان يحتوي على ساعة داخلية يُطلق عليها اسم "الساعة البيولوجية"، وتكون تلك الساعة أكثر فعالية حين نذهب إلى النوم في الوقت نفسه كل ليلة.
2. التوقف عن تناول الكافيين قبل 6 ساعات من النوم: يستغرق الكافيين ساعات طويلة حتى يزول أثره من الجسم؛ ولذلك من المهم التوقف عن تناوله قبل 6 ساعات من النوم، ويجب أن نضع في الاعتبار أن الكافيين لا يوجد في القهوة فحسب لكنه موجود أيضاً في الشاي والمشروبات الغازية والشوكولاتة.
3. خلق بيئة ملائمة للنوم: مثل النوم على مرتبة مريحة وغلق الأنوار ووضع الهاتف الذكي بعيداً عن متناول يدك، وإذا كان هناك تلفزيون في غرفتك فقم بإخراجه.
4. التوقف عن تصفح هاتفك قبل ساعة من النوم: وذلك لأن استخدام هاتفك من أجل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وملاحقة الإشعارات تتسبب في عرقلة قدرتك على النوم، ناهيك بأن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يفسد إيقاع ساعتك البيولوجية.

اقرأ أيضاً: كيف يعزز روتينك الصباحي مزاجك؟ إليك أربع نصائح

رياضتك الصباحية تزيد ثقتك بنفسك، فما السر؟

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تمنحك أكثر من الفوائد الصحية، فهي تعزز الثقة بالنفس على نحو كبير، وحين تكون واثقاً من نفسك فإنك تكون مجهزاً لتحقيق أهدافك والوصول إلى النجاح؛ ولكن كيف يمكن لممارسة الرياضة أن تعزز ثقتك بنفسك؟

1. الشعور بالتحسن: ممارسة الرياضة في الصباح مفيدة لجسمك وعقلك؛ حيث يمكن أن تساعدك على التخلص من العادات السيئة مثل اختيارات النظام الغذائي السيئة والإفراط في تناول الطعام والخمول، وعندما تشعر بالتحسن الجسدي ستشعر بالتحسن العقلي؛ حيث سيكون لديك المزيد من الطاقة لمواجهة التحديات والتغلب على العقبات.
2. الإحساس بالإنجاز: إن النجاح في إنشاء روتين للرياضة الصباحية والالتزام به يجلب لك الشعور بالإنجاز، ومع مرور الوقت سوف تكون قادراً على تحقيق أهدافك الشخصية.
3. تحسين وظيفة الدماغ: تغذي ممارسة التمارين الرياضية عقلك بالأوكسجين وتزيد تدفق الدم؛ ما يحسن وظائفك الإدراكية. وبعد الانتهاء من التمرين، ستشعر بمزيد من التركيز واليقظة والقدرة على إكمال مهمات اليوم بكفاءة أكبر، فتتحسن ثقتك بنفسك.
4. الشعور بالسعادة: ينتج دماغنا عندما نمارس الرياضة هرموناً يسمَّى "السيروتونين"؛ وهو الهرمون المسؤول عن جعل الدماغ يشعر بالسعادة ما يؤثر في حالتنا المزاجية، هذا بالإضافة إلى إفراز هرمونات أخرى مثل الإندورفين والدوبامين اللذين يعززان وظائف التركيز والتعلم.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تصبح شخصاً صباحياً؟

كيف تضع روتيناً صباحياً يعزز ثقتك بنفسك؟

الثقة هي شيء قابل للتطور، وليست صفة يولد بها الناس، فإذا لم تكن تشعر بالثقة الآن، يمكنك العمل على بناء ثقتك بنفسك كل صباح، وذلك من خلال تغيير روتينك الصباحي والقيام بالأشياء التي تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك؛ مثل:

1. رتّب سريرك: ربما تكون قد سمعت خطاب الأميرال المتقاعد، ويليام ماكرافين (William H. McRaven) في أثناء افتتاح جامعة تكساس (The University of Texas) في أوستن خلال عام 2014؛ حيث أشار إلى أن تغيير العالم يبدأ من ترتيب السرير، فإذا قمت بترتيب سريرك كل صباح، ستكون قد أنجزت مهمتك الأولى في اليوم، وسوف يمنحك ذلك شعوراً صغيراً بالفخر يمكنك أن تأخذه معك لبقية يومك، وسوف يشجعك على إنجاز المزيد والمزيد من المهمات.
2. ضع قائمة ذهنية بالأشياء التي تشعر بالامتنان لها: للشعور بالامتنان الكثير من الفوائد، فعندما تمارس الامتنان، فإن ذلك سوف يؤدي إلى:

• زيادة سعادتك.
• تحسين ثقتك بنفسك.
• رفع جودة نومك.
• تعزيز علاقتك بالآخرين.

3. قرر أن يكون يومك إيجابياً: الثقة والتفاؤل خيارات نتخذها كل يوم؛ لهذا إذا تعاملنا مع يومنا بعقلية إيجابية، وعقدنا العزم على جعله يوماً جيداً بإنجاز مهماتنا والحرص على تحسين أدائنا والسعي نحو تحقيق أهدافنا، سيكون لدينا في النهاية يوم مثمر وعظيم، وهناك بعض التأكيدات الإيجابية التي يمكن أن نستخدمها في الصباح مثل:

• هذا اليوم سيكون رائعاً.
• الأشياء الجيدة تحدث لي كل يوم.
• أشعر بطاقة كبيرة لإنجاز العديد من المهمات.

4. حدد الروتين الصباحي الذي يتماشى مع أهدافك: إذا كنت ترغب في إنقاص بعض الوزن، فاخرج للجري في الصباح وتناول وجبة فطور غنية بالبروتين؛ أما إذا كنت ترغب في أن تكون أكثر تفاؤلاً تُمكنك قراءة فصل من كتاب ملهم، وإذا كنت تريد أن تشعر بالتحكم في يومك ففي هذه الحالة يمكنك ممارسة تمارين التنفس وتدوين اليوميات من أجل متابعة التقدم في المهمات. وفي هذا السياق، تؤكد الطبيبة النفسية أفنان الغامدي إن الثقة بالنفس لا تعني أن الأشخاص يجب أن يصعدوا على المسرح ويحققوا أهدافاً عظيمة كل يوم، فهناك أفراد يحبون حياتهم البسيطة ودوائرهم الضيقة، وهؤلاء هدفهم هو الاستمتاع بتلك الدوائر البسيطة، وتنصح الغامدي بأننا يجب ألا ندفع الأشخاص إلى أماكن لا يريدون أن يكونوا فيها.
5. مارس الرياضة: ثمة فوائد كثيرة لممارسة الرياضة في الصباح؛ بما فيها الوضوح العقلي، والطاقة المتجددة، وتعزيز الثقة بالنفس.
6. ابدأ بخطة بسيطة: تستغرق العادات الجديدة بعض الوقت حتى تصبح راسخة وتحل محل العادات القديمة؛ ولذلك بدلاً من الإقلاع عن العادات السيئة مرة واحدة، ابدأ بخطة بسيطة عن طريق إضافة عادة واحدة جيدة في الأسبوع، ومع مرور الوقت سوف تكتشف أن الأسهل هو استبدال عادات جيدة بالعادات السيئة بدلاً من محاولة كسرها.
7. عوّد نفسك على تسلسل العادات: وهذا التسلسل هو عبارة عن مجموعة متسلسلة من العادات تقوم بتنفيذها بالترتيب نفسه كل صباح، والأهم من ذلك هو أن كل نشاط سوف يؤدي إلى النشاط الذي يليه، وتسلسل العادات مهم لأنه يشجعنا على إكمال الروتين الصباحي، وبمجرد أن تقول بأول نشاط في الروتين فإن الباقي يكتسب قوة دفع ذاتية.
8. كرر الروتين الصباحي: هذا هو الجزء الأصعب؛ حيث يمكن أن تبدأ بقوة ثم تتعثر بعد ذلك، ويمكن أيضاً أن تنام لوقت متأخر في صباح أحد الأيام، فإذا فعلت ذلك فلا تقسُ على نفسك كثيراً ولكن أيضاً لا تستسلم وابدأ مرة أخرى في صباح اليوم التالي.

في النهاية، عندما تشعر بالتأثير الإيجابي لروتين الصباح الجيد في يومك، سوف تواصل ممارسة هذه العادة، ومع مرور الوقت لن يصبح الروتين الصباحي الشيء الذي تشعر بأنك مجبر على القيام به؛ إنما سيكون نشاطاً محبباً إلى نفسك.