كيف يعزز روتينك الصباحي مزاجك؟ إليك 4 نصائح

الروتين الصباحي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: رشفة القهوة، وبضع لحظاتٍ من التأمّل، أو رحلة مشي قصيرة؛ هكذا يحوّل الروتين الصباحي يومك إلى نهارٍ حافلٍ بالأفكار الإيجابية والتوازن العاطفي. يستكشف هذا المقال التأثير العميق الذي يمكن أن يُحدثه روتينك الصباحي في صحتك النفسية.

“إن لدى نسائم الفجر سراً تريد البوح به لك، فلا تعد إلى النوم”، جلال الدين الرومي. حين تشرق شمس كلّ يومٍ؛ تنفتح أمامنا فرص جديدة مليئة باحتمالات الإنجاز والتحقيق إلّا أنّ الطريقة التي نختارها لقضاء أولى ساعات الصباح قد تحدّد مسار يومنا وحالتنا النفسية.

تكمن القوة التي يستمدّها العديد من الأشخاص خلال اليوم من الروتين الصباحي الذي يُعدّ حليفاً داعماً في عالمٍ ملؤه الزخم والفوضى، وهو إحدى أقوى الأدوات لتعزيز الصحة النفسية لدى الأفراد.

كيف يؤثر الروتين في صحتك النفسية؟

تؤكّد الممرضة النفسية شيريل بيوتل (Cheryl Beutell)، إن إنشاء روتين يعتمد على أنشطة الرعاية الذاتية والنظام الغذائي المتوازن يمكن أن يسهم في تحسين الصحة النفسية بسبب شعور الرضا وحس النظام والفوائد الصحية العديدة التي يقدّمها.

الاستحمام قبل تذوّق أول رشفة من القهوة أم العكس؟ فتح البريد الإلكتروني أم تناول وجبة الفطور أوّلاً؟ تترافق عادات فترة الاستيقاظ مع سلسلة من القرارات الصغيرة التي قد تبدو غير ذات أهميّة؛ لكنّ ذلك غير صحيح. يمكن أن تؤدّي هذه القرارات الصباحية المتعدّدة إلى زيادة التوتّر، فيضحي يومنا بأكمله على الشاكلة نفسها.

لذلك؛ يتيح لنا اتخاذ قرارات معيّنة على نحو استباقي وإنشاء روتين أو جدول زمني، تخفيف توتّر فترة الصباح ومن ثم تمهيد الطريق ليوم هادئ وسلس. يمكّن إنشاء روتين صباحي من جني العديد من الفوائد مثل:

  • خفض مستوى التوتر؛ حيث يتيح ذلك مساحة للتركيز على اتخاذ خيارات جيّدة.
  • النوم على نحو أفضل، وبخاصة إذا كنت تواجه مشكلة في النوم مسبقاً.
  • التمتّع بصحة أفضل من خلال التخطيط المسبق لإعداد الوجبات الصحية وتخصيص وقت للتمرين البدني.
  • تعزيز السعادة من خلال إيجاد وقت لأنشطة ممتعة مثل ألعاب الفيديو أو مشاهدة الطيور.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تصبح شخصاً صباحياً؟

4 نصائح فعالة لتجعل روتينك الصباحي معززاً لمزاجك

يعترف العلماء والرؤساء التنفيذيون بأهميّة الروتين الصباحي للنجاح على نطاق واسع، فالروتين المتّسق في الصباح يمكن أن يخفّف التوتّر ويزيد الطاقة ويعزز الإنتاجية. وسواء تضمّن ذلك تمرينات الصباح الباكر أو قضاء وقت هادئ مع قهوة وكتاب، فإن إنشاء روتين صباحي مفيدٌ على المستويات جميعها وللأفراد كافةً. لذلك؛ يوصي علماء النفس بهذه الممارسات الأربع لإنشاء روتين صباحي قبل بداية ساعات الدوام:

1. اصنع بداية مختلفة ليومك

غالباً ما تحدد الساعات الأولى من يومك وما تفعله فيها الإيقاع الذي يسير عليه والمرتبط بطبيعة الحال بتحسن حالتك المزاجية أو تردّيها، وثمة العديد من الخطوات التي ستجعل بداية يومك نقطة انطلاق ناجحة؛ أهمها الاستحمام بالماء البارد لتتغلب على النعاس وتنشط حواسك، وممارسة الرياضة لتبث في روحك السعادة.

2. حدّد نية لكل يوم

تحذّر اختصاصية علم النفس جيسيكا جاكسون (Jessica Jackson) من أن بدء يومك بالتحقّق من رسائل البريد الإلكتروني أو قائمة المهمات قد يسبّب التوتّر والذعر؛ إذ تنصح ببدء اليوم بتأمّل النية الذي يشتمل على تكريس بضع لحظات هادئة للتنفّس العميق ووضع نيّة أو هدف لليوم على شكل عبارة مثل “الامتنان”، أو جملة مثل: “هدفي اليوم هو أن أشعر بالنجاح”. تساعد هذه الممارسة على مواءمة أفعالك اليومية مع قيمك، وتمكين التركيز على الأولويات، وتحفيز الحماس لليوم المقبل.

3. اختر طقساً ليست له علاقة بالإنترنت والتزم به

تشير عالمة النفس الأميركية ديبي سورنسن (Debbie Sorensen)، إلى أن الانفصال عن الأجهزة الرقمية في الصباح هو إحدى أكثر الطرائق فعالية لتنشيط الدماغ، فقد يؤدّي التعرّض الفوري للهواتف أو أجهزة الكمبيوتر بعد الاستيقاظ إلى حالة من الإلهاء، ويُحتمل أن يحفّز استجابة الإجهاد عند التعرّض لمحتوىً سلبي. لكن المشاركة في أنشطة مثل القراءة أو كتابة اليوميات أو المشي أو حضور حصص اللياقة البدنية، يمكن أن توفّر بداية يوم هادئة، وطاقة مستدامة، وقدرة على إدارة الإجهاد طوال اليوم.

4. اجعل صباحك مرحاً

تشير المتخصصة في علم النفس الصناعي لورا بندرغراس (Laura Pendergrass) إلى أهمية الاستمتاع باعتباره جانباً حاسماً من جوانب الصحة؛ إذ يمكن أن يساعد دمج نشاط صغير ومبهج في روتينك الصباحي على تحفيز إفراز الإندروفين المعروف بـ “هرمون السعادة”، فبعض الأنشطة الترفيهية مثل الرقص أو مكالمة مع صديق مرح يُعتبر من ضمن الرعاية الذاتية الضرورية مثل أي ممارسة صحية أخرى.

اقرأ أيضاً: لماذا يشتد الاكتئاب في الصباح؟ وكيف نتغلب عليه؟ 

وأخيراً، على الرغم من تجاهله من قِبل أغلب الناس، فالروتين الصباحي ضروري لأنّه يعطينا إحساساً بالسيطرة على مجريات يومنا، ناهيك بمزاياه الصحية المتعدّدة. قدّم هذا المقال فوائد اعتماد أنشطة الروتين الصباحي البسيطة؛ مثل الرياضة وقضاء لحظة هادئة، أو المشي لمسافة قصيرة، وكيف يمكنها تشكيل يومك بطريقة إيجابية.

المحتوى محمي !!