5 خطوات أساسية في رحلة الإقلاع عن التدخين

3 دقائق
رحلة الإقلاع عن التدخين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قد تبدو رحلة الإقلاع عن التدخين مخيفة في البداية؛ ولكن مع الاستراتيجيات والموارد والدعم المناسبين، من الممكن تماماً التغلّب على هذا الإدمان. يقدّم هذا المقال نصائح عملية من أجل حياة صحية وخالية من التدخين.

لإدمان التدخين قبضة خبيثة مُحكمة على صحّة المدخنّين البدنية والنفسية؛ إذ تمثّل هذه الظاهرة تحديّاً عالمياً مستمرّاً. يمكن أن يؤدّي التدخين إلى الإصابة بسرطان الرئة؛ وهو مرض يخفّض معدّل البقاء على قيد الحياة بنسبة 18% أي قُرابة 5 سنوات، إضافة إلى أنه السبب الرئيس للوفاة في الولايات المتحدة؛ حيث يسهم في وفاة واحدة تقريباً من كل 5 حالات وفاة.

ويوضّح الطبيب الاختصاصي بالأمراض الداخلية والقلبية، حسام زين الدين (Hussam Zeineddin) إن قُرابة 4,000 مكوّن مرافق للنيكوتين في السجائر يسبّب أمراضاً مختلفة؛ لكن الرغبة في التوقّف هي أولى الخطوات وأهمّها في مشوار الإقلاع عن التدخين.

وعلى الرغم من أن الإقلاع عن التدخين مهمّة صعبة؛ لكنه ليس مهمة مستحيلة أو مستعصية الحلول، وذلك ما يوضّحه لنا لخبراء في هذا المقال من خلال 5 خطوات عملية ينصحون بها للإقلاع عن التدخين والاستمتاع بحياة صحيّة خالية من أضرار السجائر.

خطوات عملية للإقلاع عن التدخين

1. ركّز على كيفية "البقاء مقلعاً"

وفقاً للطبيب ومدير عيادة علاج التبغ بولاية ميريلاند الأميركية، باناغيس غالياتساتوس (Panagis Galiatsatos)؛ لا يجب أن يكون الهدف فقط التركيز على الإقلاع عن التدخين بل ينبغي أن يسعى المدخّن أيضاً إلى معرفة كيفية البقاء مُقلعاً عن التدخين ويحافظ على نمط حياة صحي وخالٍ من التدخين.

حيث ينصح الأشخاص بتقسيم هدفهم الأكبر بالإقلاع عن التدخين إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق. فعلى سبيل المثال؛ قد يكون فهم أنواع المحفّزات المختلفة التي قد تثير الرغبة في التدخين نقطة انطلاق مفيدة إذ يساعد ذلك على ابتكار استراتيجيات فعّالة لمواجهتها.

اقرأ أيضاً: كيف يمكنك الإقلاع عن التدخين بالتنويم المغناطيسي؟

2. تعلّم من كل مرّة تُقلع فيها

يُعتبر الانتكاس أو معاودة التدخين، أمراً شائعاً جداً؛ حيث يتمكّن معظم الأشخاص من الإقلاع عن التدخين نهائياً بعد المحاولة من 8 إلى 12 مرّة، وهي مجموعة تجارب سيتعلّمون من خلالها مدى قوّة الرغبة الشديدة في التدخين، أو يتعرّفون إلى الأسباب والمحفّزات مثل التوتّر أو وجود صديق مدخّن. لذلك؛ يجب على الأشخاص التعامل مع فكرة الإقلاع عن التدخين من وجهة نظرٍ مفادها أنه كلما زاد عدد الدروس التي يتعلمونها من الانتكاسات، زادت فرصتهم في الإقلاع عن التدخين على نحو دائم.

3. استخدم تطبيقات الجوال للحصول على الدعم

يمثّل استخدام تطبيقات الإقلاع عن التدخين طريقة أخرى لدعم المدخّن ومساعدته على الإقلاع، ولا سيما تلك التي تركّز على علاج التقبّل والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy) الذي يشجّع على تقبّل المشاعر والأفكار بدلاً من مقاومتها؛ كما يمكن أن توفّر هذه الأدوات التكنولوجية موارد معرفية للإقلاع عن الرغبة الشديدة والتعامل معها عند ظهورها.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن يزيد التدخين من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة؟

4. تحدّث إلى طبيب

تُعتبر الاستشارة الطبية لمقدم الرعاية الصحية من أجل وضع خطة علاجية متعدّدة الأوجه وسيلة فعّالة لأولئك الذين يسعون إلى الإقلاع عن التدخين.

إذ يستطيع الأطباء أن يصفوا الأدوية القادرة على تخفيض الرغبة الشديدة في تدخين السجائر، وهو حلّ مؤقّت يمكن أن يساعد في تدريب الدماغ على تقليل الرغبة في السجائر، وعادة ما تكون الجرعة الأولية منخفضة ثم تُزاد تدريجياً حسب خطورة الإدمان.

5. عالج السبب الجذري للمشكلة

يكون التدخين غالباً بمثابة آلية للتكيّف بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون التوتر أو القلق، وهي عوامل تشجّع على الرغبة في السجائر في أثناء عملية الإقلاع.

فالافتقار إلى استراتيجية بديلة للتكيّف يمكن أن يصبح عقبة كبيرة إذا اعتمد الشخص باستمرار على السجائر لتنظيم عواطفه. يمكن أن تساعد الاستشارة السلوكية كثيراً على معالجة هذه المشكلة؛ إذ إنها توفّر فهماً أفضل لدوافع للتدخين كما تساعد في الوقت نفسه على اكتشاف طرائق صحيّة لإدارة المشاعر السلبية.

كيف ندعم المدخنين بدلاً من  انتقادهم؟

لا تخفى الآثار الضارة للتدخين على أحد؛ ولذلك قد لا يُعدّ الحديث حول مخاطره الطريقة الأكثر فاعلية لإقناع أحد المدخنين بالإقلاع عن التدخين. وبدلاً من ذلك، يُقترح تبنّي موقف داعم للمدخّن ومعارضة عادة التدخين؛ إذ من الضروري إبداء التفهّم وعدم التحيّز أو الشعور بالعار، ويُعتبر هذا النهج هو المفتاح لتعزيز بيئة جديرة بالثقة.

يجب على العائلة والأصدقاء اقتراح مساعدة المدخّن على تحديد الموارد اللازمة للإقلاع عن التدخين، ويمكن أن يدعم مقدمو الرعاية الصحية مرضاهم من المدخنين، فإذا شعر المدخّن بالوصم من قبل أطبائه بسبب عادة التدخين، ثمّة احتمال من أن يحجب الحقيقة حول حالته؛ وهو ما يؤدّي إلى نتائج عكسية. وبغض النظر عمّا إذا كان المريض مستعداً للإقلاع عن التدخين، فتجب إتاحة مجموعة متنوعة من خيارات العلاج له، ومساعدته على الولوج إلى هذه الموارد متى اختار استخدامها.

اقرأ أيضاً: رمضان فرصتك للإقلاع عن التدخين؟

وختاماً، يُعتبر الإقلاع عن التدخين رحلة مليئة بالتحديّات دون شك؛ لكنها رحلة يحصد المدخّن في نهايتها ثمار صحته وجودة حياته عموماً. لذلك؛ من المهم جدّاً تذكّر أن الهدف ليس هو الإقلاع عن التدخين فحسب بل عدم العودة إليه، وذلك من خلال اتباع نصائح الخبراء واعتمادها بوصفها استراتيجيات لمواجهة الانتكاسات ولحظات الضعف.

المحتوى محمي